23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 03/02/2025

أنا فتاة مخطوبة منذ شهر وأمامي حوالي عام حتى موعد الزواج وأريد منكم نصائح عن الزواج السعيد كيف يكون؟ وما هي عوامل نجاح الزواج؟ وما هي نصيحتكم لي خلال هذا العام حتى أصقل من شخصيتي حتى أكون زوجة ناجحة؟ لا أخفي عليكم أشعر ببعض القلق مما أسمعه من صديقاتي عن الزواج وكيف أنه ينقلب لنكد بعد العام الأول وعن طباع الرجال وحبهم للسيطرة والتحكم .. كما أن صديقتي نصحتني ألا أكثر من العطاء حتى لا يتعود زوجي على ذلك وصديقة أخرى نصحتني أن أتعامل برسمية مع أهل زوجي وأحيانا أشعر بتضارب رأي الصديقات لذلك كتبت أستشيركم

الإجابة 03/02/2025

أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك بنيتي الحبيبة على بوابة استشارات المجتمع..

 

أسعدتني رسالتك جدًّا لأنها تكشف عن شخصية ذكية تبحث عن النجاح في كل مناحي الحياة.. تفكر وتسأل ثم تمحص ما تسمعه.. أيضا شخصية على درجة عالية من النضج بحيث تفكر في الأمور الجوهرية في الحياة الزوجية، ولم تجعل شاغلها الأكبر المظاهر والتفاصيل البراقة المرتبطة بالزواج والعرس.

 

دعيني أبدأ رسالتي إليك بما ختمت به رسالتك ألا وهو القلق الذي يدعوك لمحاولة استعارة تجارب صديقاتك، والتجارب الإنسانية -يا بنيتي- مختلفة ولا توجد تجربة تطابق الأخرى أبدًا، أنا لا أشكك في صديقاتك بالطبع، ولكن وجهات نظرهن تبدو لي ضيقة للغاية ضيق التجربة التي أدت لهذه النتيجة، ولو أنك ألزمت نفسك بمثل هذه النتائج للتجارب الضيقة المنقوصة فستكونين كالطير الذي قص جناحيه ثم سعى للتحليق والطيران.. القلق والتجارب السلبية هما طرفا المقص فلا تستسلمي له.

 

بنيتي، لو سألتني عن طريقة تحقق لك السعادة الزوجية بل تحقق لك النجاح في شتى مجالات الحياة في كلمة واحدة، فسأقول لك تقوى الله عز وجل بما تشتمله من معان، فأنت إن اتقيت الله حقًّا أحبك و(إذا أحب الله عبدًا، قال: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبوه، فينادي جبريل في السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فإذا أحبه أهل السماء أحبه أهل الأرض)، فأحبك زوجك وأحبك أهل زوجك وتيسرت حياتك بشكل لا يمكن لك تصوره.

 

والتقوى كما يقول الأستاذ سيد قطب هي حساسية في الضمير وشفافية في الشعور وخشية مستمرة.. الشفافية في الشعور هذه تجعلك طيبة القلب طيبة النية سهلة لينة قريبة معطاءة متسامحة، فلا يملك زوجك إلا أن يقع في حبك ويسعى لإرضائك.

 

ومن تقوى الله عز وجل تمثل التفاصيل الدقيقة للزوجة المؤمنة (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه) الصالحات هن المستقيمات دينيًّا، والقانتات هن الطائعات لله والطائعات لأزواجهن، والحافظات للغيب أي العفيفات الحريصات على المال والعرض خاصة وقت الغيبة والابتعاد.. هذه المرأة هي كنز حقيقي لزوجها بل هي أغلى الكنوز، أو كما قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)، وهنا إضافة دقيقة، وهي سرور الرجل عند النظر لزوجته.

 

والرجل -يا بنتي- كائن بصري، وإذا كان لي من نصيحة لك في هذا العام الذي يسبق الزواج فهو أن تهتمي اهتمامًا خاصًّا بجمالك الظاهري والباطني فتهتمين بصحتك؛ فالزواج يستتبعه حمل ورضاعة، وإذا كنت ضعيفة الجسد أصابك فقر الدم وهشاشة العظام ومن ثم شحوب البشرة وتساقط الشعر والإرهاق العام وتفقدين حيويتك بسرعة.

 

اهتمي بجمالك قدر ما تستطيعين، واحتسبي ذلك فإنك تؤجرين عليه، إن استطعت أن تتجملي كنجمات السينما؛ فافعلي فالهدف الأساسي من الزواج هو العفاف، ونحن في عصر كثرت فيه الفتن كما لم يحدث من قبل، وزوجك مهما غض من بصره فسيرى الكثير فلا بد أن يجد عندك ما يشبع احتياجاته.

 

جمالك.. إشراقتك.. ابتسامتك.. رقتك.. نعومتك.. لطفك.. دلالك.. هدوؤك.. صبرك.. حسن معاملتك لأهله وإكرامهم، والتغافل عن بعض ما يصدر منهم ولا يروقك وعدم الإسراع في الشكوى.. حفظك لأسرار بيتك وأسرار زوجك.. كل هذه مفاتيح للنجاح في حياتك الزوجية.. بارك الله لك بنيتي في حياتك ولو أن هناك نقطة بعينها تريدين أن أستفيض فيها بالشرح فاكتبي لنا ولا تترددي.