الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
55 - رقم الاستشارة : 1030
17/02/2025
السلام عليكم، ما أدري كيف أبدأ بس خلوني أدخل بالموضوع على طول.. أنا عنود، متزوجة لي سنة وشهرين، وحياتي مع زوجي الحمدلله جميلة ومستقرة، عايشين مثل ما نحب وبكل راحة، بس عندي مشكلة بدأت من يوم ملكتي، والمشكلة هي أخت زوجي. أنا قبل الملكة كنت أعرفها معرفة سطحية، وكنا نتكلم من فترة لفترة وكلامنا خفيف، والسبب فرق العمر بيني وبينها (٨ سنوات). بعد كم شهر ربي كتب لنا النصيب وملكنا، وهنا بدأ الأكشن! 😭
فترة ملكتي كانت ٦ شهور، وخلالها كنت أشوف أخت زوجي كل شوي تطلب منه يطلعها، مره تبي كوفي، مره تبي تتقضى، مره تبي يتمشى معها على الكورنيش، ومرات تطلبه يوديها بيت صديقتها، مع إنها متزوجة وعندها سيارتها! بالبداية كنت أشوف الموضوع عادي، زي ما أخوي يمشورني هو بعد يمشورها، بس بعدين الموضوع صار أوفر. كنت أزور بيت عمي (أهل زوجي)، وأكون متفقه مع خطيبي نطلع مشوار يخص تجهيزات البيت أو أي شي ثاني، وفجأة تدخل وتقول: "آه نسيت، أبغى توصلوني للمكان الفلاني، بطريقكم". الغريب إن زوجها يكون موجود وما تطلب منه! بالبداية طنشت، بس مع الوقت صرت أحس إن الموضوع ينرفز، خصوصًا إنها كانت تصر تقعد بالكرسي الأمامي بالسيارة، بس زوجي كان يرفض ويقول: "لا، اجلسي ورا". بعدين زادت الأمور، صارت كل شوي تطلب مشاوير وتدخل زوجة أخوها الثاني بالمشوار بعد! يعني تحولت الطلعة اللي المفروض لي ولزوجي إلى طلعة جماعية غصب! حسيت الموضوع صار غثيث بزيادة.
مرت فترة الملكة وتزوجنا، وجا يوم العرس وعدّا على خير، وبعد شهر العسل رجعنا ديرتنا. بعد فترة زرنا أهل زوجي، وكالعادة هي دايم عند أهلها. دخلنا وسلمنا، وعمي وعمتي استقبلونا أحلى استقبال، بس هي كعادتها ترمي كلام على لبسي بطريقة كأنها تحاول تعبّي راس زوجي: "كيف راضي لزوجتك تلبس كذا؟". وأحيانًا تسألني عن الذهب أو المجوهرات اللي لابستها، وبعد ما أرد عليها تقول: "أمم، لا ما حبيت". كلامها غريب وما له معنى، كأنها تحاول تستفزني، مع إني والله عمري ما تعاملت معها إلا بأدب وطيبة نية. بس مدري وش مشكلتها معي! الأيام تمر وحركاتها التغث مستمرة، وأنا صرت طفشت، لدرجة إني بديت أتعامل معها بنفس الأسلوب بس حبة حبة.
زوجي والله من أطيب الناس، ما يزعلني أبدًا، ودائمًا يقول لي: "معلش هي أختي ورحمي ". بس ما قد شكيّت، لأني بصراحة أحب أهله وما أبغى أسبب مشاكل، المشكلة فيها هي بس. اللي مضايقني أكثر إني بالفترة الأخيرة صرت أحس بتوتر كل ما زرنا بيت أهله، وكأن الأجواء ثقيلة بوجودها. حتى علاقتي مع زوجي حسيت إنها تغيرت بسببها، مع إنه يحاول يحط لها حدود، بس مدري إذا كان مستوعب حجم المعاناة اللي أمر فيها من وراها. زوجي بدأ يحس إن تعاملي معه تغيّر، وصار يسألني كثير إذا في شي مضايقني، حتى إنه حلف عليّ بالله إني أقول له لو فيه شي، بس ما قدرت أتكلم، لأني ما أبغى أجرحه أو يحس إني أبغاه يوقف بوجه أخته، بالنهاية هذي أخته وهم مرة مقربين. اللي أكد لي غيرتها مليون بالمية، موقف العيد! عمي عيدني أنا وزوجة أخو زوجي ٥٠٠ ريال، وأخت زوجي نفس الشي. بعد شوي وأنا طالعة من الصالة لقيتها تبكي وتقول لعمي: "ليه تعيدهم ٥٠٠؟! وأنا بنتك الوحيدة!!". يعني بالله هذا كلام؟ من جد تحسست بهالشكل؟ هنا خلاص تأكدت إن الموضوع مو بس تصرفات عفوية، لا، واضح إنها ما تطيقني!
اللي أبي أعرفه الحين: كيف أتعامل مع غيرتها بدون ما تصير مشاكل مع العائلة؟ كيف أحط حدود بيني وبينها بدون ما تتأثر علاقتي بأهل زوجي؟ وشو أفضل حل عشان الوضع يهدى بدون ما تصير قطيعة؟ وبرضو، أبي زوجي يدعمني بطريقة ي يخليني أحس إنه فاهم شعوري ومقدر موقفي، بس بنفس الوقت ما يواجهها مواجهة مباشرة أو يدخل في صدام معها. أبيه يكون منتبه لما تسوي شي يضايقني بدون ما أضطر أشرح له كل مرة، لأن بعض التصرفات ما تنشاف إلا من اللي عايشها. ودي يحط لها حدود واضحة زي ما كان يسوي بالسيارة، المواقف البسيطة هذي تفرق معي كثير. وإذا حس إنه الوضع بدأ يتوتر زيادة،شلون أفدر أقنعه بتقليل الزيارات شوي أو نروح في وقت يكون فيه ناس أكثر، عشان ما أكون مضطرة أتعامل معها لحالي.
أنا ما أبغى مشاكل، بس بنفس الوقت ما أبغى أكون متضايقة طول الوقت. وإذا حس إنه الموضوع يستاهل، شلون أخليه يكلمها بأسلوب هادي ويقول لها بطريقة غير مباشرة إنه ما يحب هالتصرفات، بدون ما يكون فيه صدام بينهم. في النهاية، اللي يهمني أكثر من أي شي، إني أحس إنه في صفي شلون أخليه بصفي بدون ما أنهك نفسيا منها ومن تصرفاتها . حتى لو ما قال أو سوا شي كبير، مجرد إحساسي إنه بصفي يريحني . 💜 بس طبعًا بدون ما أخليه يقطع رحمه، هذا آخر شي أبيه يصير. بس والله، هذي مشكلتي وأتمنى ألاقي حل ينفعني بدون ما يدخلني بمواجهات أو مشاكل مالها داعي. وشكرًا لكم. 💜
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختي الكريمة، وأهلاً ومرحبًا بك وبكل نساء الخليج على بوابة الاستشارات الالكترونية لمجلة المجتمع..
أحب في البداية أن أقدم لك التحية لحرصك على أن يكون زوجك واصلاً لرحمه ورغبتك الشديدة في ألا يواجه أخته أو يحدث بينهما مشادة أو قطيعة بسببك، وثقي أن الله سبحانه وتعالى الذي يعلم النوايا الحقيقية في القلوب سوف يجازيك خيرًا على نواياك الطيبة تجاه أهل زوجك.
كما أحب أن أقدم لك التحية أيضًا على موضوعيتك في طرح مشكلتك كإشادتك بوالد زوجك ووالدته ومعاملتهما لك كابنة لهما حتى غارت الابنة الوحيدة، فأصعب ما نواجهه أن يقوم طالب الاستشارة بسرد مشكلته بشكل منحاز وتحميل كل الأطراف الأخرى الخطأ، وإن شاء الله نصل لحل يرضيك ويريحك.
تحليل المشكلة
أختي الكريمة، أنت ترغبين في عيش حياتك الزوجية في سلام ودون مشاحنات أو مواجهات، ومن الواضح من كلماتك أن زوجك يحبك جدًّا ويحرص على إرضائك، وهو بالفعل في صفك ويساندك عندما يدرك أن هناك تجاوزًا للحدود معك، ولكنْ هناك أمور هو لا يراها ولا يفهمها كرجل، وسأوضح لك بعد قليل كيف تجعلينه ينتبه لمثل هذه الأمور.
والدا زوجك علاقتهما بك مميزة حقًّا وأنت ترتاحين لهما وهما كذلك، وهناك حالة من الحب والسلام تظلل العلاقة بينكم.
أظن أيضًا علاقتك بزوجة أخي زوجك جيدة أو على الأقل طبيعية للغاية، فهي لم تتعمد أن تركب معكم السيارة أيام الملكة، وإنما من دعتها لذلك أخت زوجك، وهي محور هذه المشكلة...
وقبل أن أحلل لك شخصية هذه المرأة أريدك أن تمتني وتحمدي الله عز وجل أن هذا الرجل هو زوجك الذي يقسم عليك بالله أن تخبريه عما يضايقك؛ لأنه لا يطيق أن يشعر أن ثمة ما يزعجك ولا يعرفه، وأن هذه العائلة اللطيفة عائلته، وأن ما يزعجك هو طرف غير أساسي في حياتك..
ودعيني أيضا أخبرك أن الواقعية تقتضي أنه لا توجد حياة زوجية كل ما فيها مثالي، لا بد من وجود مساحة ولو صغيرة من الخلل أو الاضطراب، وعندما يكون هذا الاضطراب مركزيًّا كخلل في الزوج أو الزوجة أو العلاقة بينهما فإن الأمر يكون صعبًا وترتفع علامات الخطر، أما عندما يكون هذا الاضطراب هامشيًّا أو لا مركزيًّا كمشكلة مع أخت الزوج فإننا نصنف المشكلة أنها في الحدود الآمنة.
لماذا تغار؟
من الواضح جدًّا أن أخت زوجك لديها مشكلة ليست سهلة.. جذورها ليست واضحة بالنسبة لنا ولكن ثمارها واضحة فهي تتجاهل زوجها ولا تطلب منه.. تكثر الزيارات لبيت أسرتها.. تتدلل على أخيها بطريقة تتجاوز الطبيعي.. تحاول إثارة أخيها ضدك.. تحاول التقليل منك ومن ذوقك في انتقاء الثياب والمجوهرات..
ثم أخيرًا ما قالته لوالدها يوم العيد وهو ما يكشف بوضوح أن لديها مشكلة تتجاوز الغيرة، فكأنما هي رغم زواجها لم تستطع أن تكون لها عائلة حقيقية فعادت في حالة من النكوص لعائلتها الأولى، حيث تريد الشعور أنها مهمة وأنها مميزة وأن لها بيتًا هي الأولى فيه لا يشاركها أحد في هذه الأهمية؛ لذلك غارت وغضبت عندما قدم والدها عيدية لك ولزوجة الابن الأخرى بنفس قيمة العيدية التي قدمها لها والمشكلة ليست في المال وقيمته وإنما في فكرة المساوة بينكن وهو ما قالته لوالدها بشكل صريح وفي الحقيقة مؤلم "أنا بنتك الوحيدة".
هذه السيدة تعاني من الحرمان من الشعور بالأمان النفسي وأصبحت تشعر بالتهديد داخل دائرتها الصغيرة والأولى في حياتها والدها وأخيها، لذلك تحاول أن تثبت لنفسها قبل أن تثبت لك أنها ما زالت الأولى في هذه الدوائر، وبما أن علاقتك بوالدها لها حدود واضحة فالمشكلة بدت وظهرت بشكل فج مع الأخ (زوجك)، خاصة وقد وصلها شعور أنه يحبك بشدة، وهو شعور يبدو أيضا أنها تعاني من الحرمان منه فكانت هذه السلوكيات التي تزعجك.
لماذا أقول لك هذا الكلام؟ لا تظني أني أقول لك هذا التحليل حتى أدعوك للقبول بالأمر الواقع، كلا غاليتي.. إنما أريدك أن تتفهمي لماذا تسلك هذه السلوكيات التي لا تتسم بالنضج فهي تستحق شفقتك لا غضبك...
من الناحية العملية سنضع مخططًا حتى لا تتجاوز حدودها معك وكي يتفهم زوجك ما تعانين منه وحتى تستطيعي الشعور بالراحة في بيت عائلة زوجك وإنما على المستوى النفسي، فشعورك أنها سيدة تستحق الشفقة سيخفف الكثير من مشاعر الاحتقان التي تعانين منها وسيجعل من السهل عليك تنفيذ المخطط العملي الذي سأشرحه لك الآن.
خطة عملية
1ـ الجزء الأول من الحل هو نفسي بالدرجة الأولى ومرتبط بك، فنحن نريد توسيع خزان طاقتك النفسية وقدرتك على التحمل بحيث لا تستثارين أو تغضبين بسهولة.. هل تذكرين في بداية علاقتك بها كانت تستفزك أيضا لكنك كنت "تطنشين" لماذا؟ لأنه لم يكن لديك تاريخ للأذى منها، فكنت تتعاملين معها بطبيعتك اللينة القريبة.. الآن أصبح يوجد تاريخ للأذى فلم تعودي تتحملين حتى وجودها أمامك.. الآن بعد ما استفضت لك في شرح بعض مما تعاني منه هذه المرأة وأنها مفتقدة للحب والأمان أظنك أشفقت عليها ولو بعض الشيء.
عندما تستبدلين مشاعر الشفقة بمشاعر الغضب سيتسع خزان طاقتك بشكل تلقائي، وإذا أضفت لذلك أنها أخت زوجك وعمة أولادك وصلة رحمهم وأن الله سبحانه وتعالى أمر بصلة الأرحام حتى لو أساءوا إلينا ووعد بالبركة في العمر والرزق مقابل ذلك (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ, فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) رواه البخاري؛ فثقي أن خزان الطاقة النفسية لديك سيتسع لأقصى حد.
2- الجزء الثاني من الحل هو الحوار والتواصل بينك وبين زوجك، في الحقيقة أن الحوار والتواصل استراتيجية زوجية بالغة الأهمية وهي تحقق حالة من الرفاهية النفسية وأنت ستحتاجين لها في كل تفاصيل حياتك ومع تربية أبنائك، لذلك عليك أن تتقني أدواتها فمن الأخطاء الجسيمة التي تقع فيها الزوجة الشابة أن تعتمد استراتيجية الصمت ولا شيء يضايقني بينما هي تحترق من الداخل! ومن الأخطاء الجسيمة أن تنتظري من زوجك أن يفهم وحده فالرجال لا ينتبهون لكثير من التفاصيل.
غاليتي، تحدثي لزوجك بما يزعجك بطريقة لطيفة، وابدئي حوارك معه بحبك لعائلته والأجواء الحميمية فيها وإدراكك لعمق علاقته مع أخته الوحيدة ومدى حبها له وأنك أبدًا لا ترغبين في تعكير هذه العلاقة، لكنك أيضا تحبين أن تصارحيه بما في قلبك لأنك أنت وهو كيان واحد ثم تحكي له الموقف الذي ضايقك أو تحكي له ما شعرت به مع الإلحاح عليه أن كل ما تطلبين منه هو دعمه النفسي لك، وثقي أنك ستكبرين في عينيه.
وإذا كنت غاليتي قمت بتطبيق الجزء الأول من الحل واتسع خزان تحملك فإنك لن تحكي لزوجك إلا الأمور المهمة والمزعجة التي تؤلمك فقط ولن تتحولي لنموذج المرأة الشكاية التي ينزعج منها الرجل.
3- الجزء الثالث من الحل التعامل بعفوية في بيت العائلة.. غاليتي عائلة زوجك هي عائلتك.. عمك وعمتك يحبونك.. زوجك يحب زيارتهم لا بد أن تكوني معه ولا تطلبي منه أبدًا تقليل الزيارات حتى لا يشعر هو أو يشعروا هم أنك تحاولين إبعاده والانفراد به.. أعلم وأوقن أنك لا تقصدين ذلك ولكن هذا ما سيفهم لو تباعدت الزيارات، وأنا لا أريد لك أن تمارسي هذا السلوك التجنبي.. اذهبي لبيت العائلة وتعاملي هناك بعفويتك ورقتك وطيبتك كأنك في بيت أهلك بالضبط وعبري لهم عن مشاعرك.
أما أخت زوجك والتي ستجدينها هناك كثيرًا، فلقد اتفقنا أن شفقتنا عليها ستجعلنا لا نغضب من كل موقف وسنتغافل كثيرًا عما تقوم به، ولكن إذا ضايقتك بشكل مباشر فوجب عليك وضع الحدود بنفسك، فلا تلجئي لزوجك إلا في الأمور الكبيرة.
وعليك أن تتعلمي فن الرد بذكاء، فإذا قالت لك: هذا الخاتم لا يعجبني.. اصمتي ثانيتين وانظري له ثم انظري لعينيها وقولي لها: لكنه يعجبني أنا وابتسمي. وإذا حدث موقف ولم تستطيعي الرد فلا تغضبي كوني صبورة مع نفسك وفكري لو تكرر الموقف كيف تردين.
الهدف من تعلم فنون الرد أن تحمي حدودك حتى لا تؤذيك وليس الهدف إحراجها أو إزعاجها.. والهدف من حماية حدودك أن تعيشي حياتك في بيت العائلة براحة نفسية وسلام.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يسعد كل أيامك، ولو أن هناك نقطة غير واضحة فلا تترددي في الكتابة إلينا مرة أخرى.