الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
143 - رقم الاستشارة : 3188
05/11/2025
143
كرهت زوجي بسبب بخله وإهماله لي ماذا أفعل، فأنا متزوحة وزجي تغير علي، وأصبح عندما يسافر يتجاهل اتصالاتي ولا يتكلم معي زي زمان، هو عنده أخت تكرهني، وهو متعلق بها جدا لدرجة يروح عندها ولا يقول لي، وهو أيضا يشك فيا ولا يثق بي، لقد كرهت حياتي معه إنسان مهمل وبخيل معي، عنده فلوس لكن بخيل ولا يهتم بي ولا يشتري لي أي شيء، ما العمل مع هذا الزوج؟
أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.
أشعر بقلقك من جراء هذه الحياة التي تعيشين فيها والتي تبدو غير مفهومة تمامًا بالنسبة لك والتي تبدو كذلك بالنسبة لي، فقد خلت رسالتك من الكثير من التفاصيل البالغة الأهمية والتي تجعلنا نضع أيدينا على سبب هذه المشكلات.. فأنت تقولين إن زوجك تغير، وهذا يعني أنه لم يكن كذلك من قبل.. كان يهتم بك ويثق بك ويتعامل معك بصورة كريمة، فما الذي حدث وجعله يتغير على هذا النحو المحبط؟
ومنذ متى لاحظت هذا التغيير؟ وهل حدث هذا التغيير فجأة؟ أم حدث بصورة تدريجية؟ وماذا فعلت أنت عندما شعرت ببداية هذا التغيير؟ وما كان رد فعله على سلوكك وقتها؟
هذه أسئلة بالغة الأهمية لا يمكن تجاوزها حتى نفهم ومن ثم نستطيع وضع خارطة طريق للحل.
أخت الزوج
البعض يتحدث عن مثل هذه المشكلات باعتبار أنها علاقات ثلاثية، حيث تحل الحماة أو أخت الزوج كطرف ديناميكي في العلاقة الزوجية التي يجب أن تقتصر على الزوج والزوجة فقط.. لكن أنا لا أستطيع الجزم بذلك.. أنت تقولين إن أخته تكرهك، لكن لم توضحي لماذا تكرهك؟ ما الذي حدث بينكما وجعلها تكرهك؟ ما مظاهر الكراهية؟ كيف آذتك هذه الأخت؟
أنت تقولين إنه متعلق بها جدًّا، فهل حدث بينكما صراع حول الاستحواذ على هذا الرجل؟ هل حاولت انتقادها أمامه؟ هل قمت بالتقليل منها؟ هل كنت تهاجمينه لتعلقه بها؟ هل تتهمينها أنها هي من أثارت شكوكه نحوك؟
هل تعتقدين أنها تقوم بتأليبه ضدك؟ هل حدثت بينكما مشادة أو مشاجرة صريحة؟ أم أن الأمور بينك وبينها مكبوتة، ففي الظاهر علاقة طيبة وفي الخفاء علاقة مؤذية؟
هذه الأسئلة التي طرحتها عليك والأسئلة التي سبقتها الخاصة بالعلاقة بينك وبين زوجك أريدك أن تأتي بورقة وقلم وتسمي الله وتجيبي عليها بموضوعية شديدة قدر الإمكان؛ لأنك لو وضعت يدك على جذور المشكلة يمكن لك وقتها الحل.. تحديدًا لو وضعت يدك على دورك أنت الشخصي في حدوث المشكلة، سواء كان دورًا أصليًّا أو دورًا ثانويًّا جاء كرد فعل؛ لأننا نملك تصويب أخطائنا لكننا لا نملك عصا سحرية تجعلنا نغير سلوكيات الآخرين.
أنت لا تريدين هدم علاقتك بزوجك، لذلك عليك بذل الجهد لاكتشاف ما يمكن أن يكون دورك في توترها إلى هذا الحد وتبدئين بإصلاحه، وصدقيني مهما كانت الخطوات التي ستقومين بها صغيرة فإنها سيكون لها أثر في إصلاح هذه العلاقة.
خطوات صغيرة
الآن سأقترح عليك عددًا من الخطوات الصغيرة التي قد تساعدك في ترميم العلاقة مع زوجك حتى نكتشف المشكلات العميقة ونحلها.
* عندما يسافر زوجك ودّعيه بحرارة وقبّلي رأسه وادعي له من قلبك بالحفظ أمامه وبظهر الغيب.
* عندما يسافر زوجك ساعديه في ترتيب حقيبته وأدواته وأبدي الاهتمام به.. مثلاً صندوق صغير من المعجنات أو الحلوى منزلية الصنع وبطاقة صغيرة مكتوب عليها جملة عاطفية مثلا "بألف هنا.. أحبك".
* انشري على صفحتك على مواقع التواصل دعاء للزوج المسافر.
* إذا اتصلت ولم يرد فلا تكرري الاتصال، ولكن أرسلي رسالة بسيطة أردت الاطمئنان عليك عساك تكون بخير.
* عندما يعود زوجك من السفر استقبليه بحرارة ولا تعاتبيه على شيء ولا حتى على اتصالك الذي لم يرد عليه.
* اهتمي بعلاقتك الحميمية معه خاصة بعد العودة من السفر، وأشعريه أنك تشتاقين له.. عبّري عن ذلك بشكل واضح فهذا يحارب أي مشاعر شك تجاهك.
* لا تطلبي منه أشياء مادية في هذه الفترة التي يمكن اعتبارها فترة انتقالية حتى لا يترجم عقله اهتمامك به لأجل أشياء تريدنها منه.
* يمكنك إخباره بطرق غير مباشرة عن احتياجك لكذا أو أهمية كذا دون ضغط.. فقط تمرير رسالة لعقله الباطن.
* لا تعاتبيه أبدًا إن ذهب لزيارة أخته.. لو استطعت أن تعيدي علاقتك بها فلا تترددي، شرط أن يكون ذلك من قلبك ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾، وأنت وأخته لستما في صراع للاستحواذ عليه.. اكسري هذه الدائرة المظلمة.
* في الوقت المناسب اطلبي الحوار معه؛ لأنه في الوقت الراهن لن يسمع مهما تكلمت وقدّمت الحجج على كلامك.
* لو تحدثت معه فاختاري موضوعًا واحدًا هو الأكثر أهمية، فنحن نريد تفكيك المشكلات لا تعقيدها.
* امزجي بين عواطفك الجياشة وحديثك المنطقي في الحديث، وعبّري عن مشاعرك نحوه فهو زوجك لا تخجلي من ذلك حتى لو جنحت للمبالغة بعض الشيء فهذا جائز، المهم أن تكوني صادقة في كلامك.
* استمعي له بإنصات فقد يكون في كلامه إشارات واضحة لأسباب المشكلات الحقيقية.
* استمعي لما يطرحه من حل حتى لو كنت تشعرين أنه حل يظلمك بعض الشيء، لا بأس لأننا نختار أخف الضررين.
* أولاً وثانيًا وثالثًا وأخيرًا ومع كل خطوة لا تنسي الدعاء سلاح المؤمن فلا تستهيني به.. أصلح الله لك زوجك وأعاده لك أفضل مما كان وأسعد قلبك، وتابعيني بأخبارك.
روابط ذات صلة:
