22 فبراير 2025

|

23 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 20/01/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد أكرمني الله عز وجل بحب الدعوة إليه، وكان تخصصي هو الدعوة عن طريق الإنترنت، وخاصة المحادثة عبر الإنترنت. ذات مرة دخلت على المحادثة متخذًا لنفسي اسمًا مستعارًا يدل على أني فتاة، وكنت أريد من هذا أن أستطيع التحدث إلى بعض النصارى لدعوتهم إلى الإسلام. العجيب أنني وجدت فتاة تتحدث إليَّ وكانت مسلمة، وقالت إنها فتاة شاذة وتريد أن نتحدث معًا أو أن نمارس الشذوذ معًا، فقمت بأخذ إيميلها وتحدثت إليها.. ولم يكن حديثي معها فيه شيء من الزنا أو أني وافقتها وحدثتها حديثًا محرمًا، إنما كنت أريد أن أعرف الأسباب التي أدت بها إلى هذا، وإقناعها بأن الشذوذ هذا من المحرمات ونهى عنه الدين. باختصار أردت أن آخذ بيدها للنجاة من هذا الأمر الخبيث، فضلاً عن أنها أيضًا لا تصلي. أريد أن أعرف منكم: هل ما أفعله الآن مع تلك الفتاة هو كذب ومحرم؟ علمًا بأني لم أخبرها باسمي أبدًا، ولكني كنت أحدثها على اعتبار أنها تتحدث لفتاة مثلها، وهل أعطي إيميلها لفتاة متدينة تتولى أمرها بدلاً عني؟ وفي النهاية جزاكم الله خيرًا على تعاونكم.

الإجابة 20/01/2025

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

الأخ الكريم، مرحبًا بك، وشكر الله لك حرصك على القيام بواجبك في الدعوة إلى الله -عز وجل- عبر هذه الوسيلة المهمة من وسائل الدعوة، ألا وهي شبكة الإنترنت.

أخي الحبيب، إن الغاية العظيمة الشريفة يجب أن تكون الوسائل المتخذة لتحقيقها أيضًا عظيمة وشريفة، فدعوتنا –دعوة الإسلام– لا تعرف الميكيافيللية ولا البراجماتية، والغاية عندها لا تبرر الوسيلة أبدًا.

ولا شك أن الوسيلة التي استخدمتها للدعوة عبر الإنترنت بادعائك أنك فتاة ليست مقبولة بالمرة، ولا يسوِّغها أي مبرر، ففيها كذب بَيِّن وخداع واضح، والمؤمن لا يكون كذابًا أبدًا، والكذب لا يهدي إلى أي بر، بل يهدي إلى الفجور –والعياذ بالله– كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

قد تبرر أخي تصرفك هذا بأن الفتاة قد تجد الكثير ممن يود الحديث معها بسهولة، على عكس الشاب، ولنفرض أن هذا السبب معتبر، فساعتها أخي الحبيب لو قبلوا منك النصيحة فهم قبلوها منك من أجل أنك فتاة في اعتقادهم، وقد يقبل بعضهم لأنه أحب هذه الفتاة المدَّعاة، فهو يأتمر بأمرها هي، وليس بأمر الله، وطاعته إنما هي لها، وليست لله. كما أنهم لو اكتشفوا الحقيقة بأي طريق فستسقط من نظرهم، وسيضربون بكل ما نصحتهم به عرض الحائط، غير أنك ستعرِّض نفسك للإهانة والتقريع والتوبيخ.

لذا فما عليك فعله الآن هو واحد من هذه الخيارات:

- أن تصارح هذه الفتاة بحقيقة شخصيتك، وتعتذر لها، على أن تخبرها أنك تنبهت لحرمة هذا الأمر، وأنك فعلت هذا إرضاء لله، لعل هذا يحرك في قلبها مخافة الله، ثم تنهي هذه المحادثات في الحال.

- إن شعرت بأن المصارحة لن تفيد ولن تجدي شيئًا، بل قد تزيد الأمر سوءًا وتعقيدًا، فلا عليك إلا أن تختفي من حياة هذه الفتاة دون أية مقدمات، وأن تقوم بتغيير بريدك حتى لا تتواصل معك ثانية.

- يمكنك أن تعتذر لها لانشغالك أو لظروف خارجة عن إرادتك، وتدلها كما قلت على إحدى الفتيات المتدينات بشرط أن تكون الفتاة التي ستدلها عليها خبيرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، وتستطيع أن تقوم معها بدور فعال.

وأنصحك أخي الكريم أخيرًا بأن تركز دعوتك على الشباب أمثالك، ولا تدَّعي شيئًا خلاف الحقيقة، إلا أن تُورِّي حفاظًا على نفسك من أي ضرر، لكن مع الحفاظ على رجولتك.

غفر الله لنا ولك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.