Consultation Image

الإستشارة 30/01/2025

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعمل إماما بأحد المساجد في دولة من الدول العربية والإسلامية وأرجو أن تشرح لي كيف أستثمر أيام الطاعات دعويا داخل المسجد مع رواد المسجد وجمهوره بحيث نجمع الناس على طاعة الله تعالى وندعوهم إلى الارتباط بالقرآن الكريم وتنمية السلوكيات الحسنة في المجتمع

الإجابة 30/01/2025

أخي السائل الكريم،

 

أيها الداعية المبارك،

 

شكر الله تواصلكم الكريم، ونرحب بك في بوابة الاستشارات، وأحسن الله إليك وأجزل لك المثوبة على حرصك الدعوي.

 

واسمح لي أن أضع لك ولدعاتنا المبارَكين خطة دعوية شِبه متكاملة لاستثمار المسجد دعويًّا بشكل فعال مع وصايا عملية ختامية:

 

أولًا: البرامج القرآنية والدعوية:

 

وفائدة هذه البرامج ربط الجماهير بالقرآن؛ فهو أساس اليقظة الإيمانية والنجاح السلوكي، وتشتمل على ما يأتي تطبيقًا:

 

1. دروس تدبر القرآن: قدّم للجمهور دروسًا أسبوعيًّا بعنوان "رسائل من القرآن للمجتمع" تتناول القيم والأخلاقيات المستمدة من القرآن، مع التركيز على تطبيق هذه القيم في السلوك اليومي.

 

2. مشروع الختمة الجماعية: وأقترح عليك دعوة المصلين إلى ختم القرآن خلال مواسم الطاعات، مثل رمضان أو العشر الأُول من ذي الحجة، مع توجيه الجماهير نحو ختم ختماتهم القرآنية بالدعاء للأُمّة وتفريج الكروب عنها.

 

3. حلقات الحفظ والتلاوة: ويمكن أن تقسم الحلقات بحسب الأعمار: للأطفال، الشباب، وكبار السن، وركِّز على تصحيح التلاوة والتدبر وليس الحفظ فقط.

 

ثانيًا: تعزيز الطاعات والعبادات الجماعية:

 

وهو أمر يتم تحويل الشعائر من مجرد حركات إلى ارتباط حقيقي بالواقع، ومن ذلك:

 

1. دروس ما بعد الصلوات: بحيث تقوم بتقديم كلمات قصيرة بعد الصلوات تتناول موضوعات إيمانية وسلوكية، على أن تجعلها مرتبطة بأحداث ومناسبات الوقت، مثل فضل العمل في الشتاء أو التحذير من الغيبة والنميمة وغير ذلك.

 

2. جلسات الذِّكْر ودعوة للالتزام بالأوراد والأذكار: وخاصة أذكار الصباح والمساء والذكر بعد الصلوات، وأذكار الأحوال، وتوجيه هذه الأذكار نحو الترقية الإيمانية والسلوكية.

 

3. قيام الليل في المواسم: ذَكِّر الناس بقيام الليل في رمضان والعشر الأوائل من ذي الحجة؛ فهو وسيلة ليقظة الإيمان، مع ضرورة تحفيز الجمهور على استحضار النية الصالحة والاحتساب.

 

ثالثًا: بناء الوعي المجتمعي والسلوكيات الحسنة: وذلك من خلال ما يأتي:

 

1. تقديم دروس في الأخلاق والسلوك: ويمكنك أداء سلسلة دروس بعنوان "الأخلاق القرآنية" تركز على قيم مثل الصدق، الأمانة، التعاون، واستخدم أسلوب القصص القرآني والنبوي لتقريب المعاني، مع جودة الحبكة القصصية مع الجماهير.

 

2. المشاركة في الأنشطة المجتمعية: من خلال تشجيع رواد المسجد على المشاركة في أعمال الخير، مثل توزيع الصدقات أو زيارة المرضى، واعمل على تنظيم يوم لخدمة المسجد يتعاون فيه الجميع.

 

3. ورش العمل للشباب: قَدّم ورش عمل حول "كيف تكون مسلمًا إيجابيًّا في مجتمعك؟" وحفزهم على بناء مشاريع تطوعية تعكس روح الإسلام.

 

رابعًا: الوصايا العملية للدعاة في المسجد:

 

وأنصحك وسائر الدعاة في هذه النقطة ببعض الوصايا والنصائح العملية، منها ما يأتي:

 

1. التركيز على الارتباط بالقرآن:

• اجعل دعوتك دائمًا مرتبطة بالقرآن الكريم وتوجيهاته.

• استخدم آيات القرآن كمرجع أساسي في توجيهاتك.

 

2. الاعتناء بتنوع الأساليب:

• استخدم القصص، الأمثلة الحياتية، والمسابقات لتحفيز الجمهور.

• لا تعتمد على أسلوب واحد في الدعوة.

 

3. التعامل بالحسنى:

• كن قدوة في الأخلاق والتعامل مع الناس برفق ولين.

• استمع لمشاكل الناس وتفاعل معها بحكمة.

 

4. التدرج في الدعوة:

• لا تُثقل على الناس بالواجبات دفعة واحدة؛ بل ابدأ بالأهم فالمهم.

• ركّز على ترسيخ الأساسيات ثم انتقل للتفاصيل، وابدأ بالكليات ثم الجزئيات.

 

5. التفاعل مع المناسبات الزمنية:

• استثمر مواسم الطاعات والأحداث المجتمعية لتقديم رسائل دعوية مناسبة.

• نظم برامج خاصة في رمضان، عاشوراء، والعشر الأوائل من ذي الحجة.

 

وختامًا:

 

نسأل الله أن يجعل دعوتك مباركة، وأن يفتح بك قلوب الناس، وأن يرزقك الحكمة والبصيرة في الدعوة إلى دينه، وأن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه.

الرابط المختصر :