الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : المعاملات
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
439 - رقم الاستشارة : 2363
14/08/2025
ما علاقة اليهود بأكل الربا في الماضي والحاضر، لقد تحدث القرآن الكريم عن هذه الأمة دون الأمم وصفهم بأكلة الربا فما السبب في هذا ؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فاليهود هم أكلة الربا فقد وصفهم الله تعالى بهذا، وقد فعلوا هذا بعد التحريم الواضح الصريح من الله تعالى عليهم ﴿وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ...﴾ [النساء: 161]، وهم الآن الذين يسيطرون على كثير من البنوك في العالم، والبنوك في الغالب قائمة على الربا، وقد صدَّروا لنا مقولات خاطئة مثل قولهم: لا اقتصاد بلا بنوك، ولا بنوك بغير ربا، وصدقها كثير من المسلمين، ثم تبين أن الربا من أهم أسباب الأزمات الاقتصادية وضياع الأموال في العالم، فاستحقوا هذا الوصف بجدارة.
يقول الله تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء:160- 161].
يقول الأستاذ سيد قطب في تفسير الظلال:
فيضيف إلى ما سبق من مناكرهم هذه المنكرات الجديدة: الظلم، والصد الكثير عن سبيل الله، فهم ممعنون فيه ودائبون عليه، وأخذهم الربا -لا عن جهل ولا عن قلة تنبيه- فقد نهوا عنه فأصروا عليه! وأكلهم أموال الناس بالباطل؛ بالربا وبغيره من الوسائل بسبب من هذه المنكرات، ومما أسلفه السياق منها.. حرمت عليهم طيبات كانت حلالا لهم. وأعد الله للكافرين منهم عذابا أليمًا.
وهكذا تتكشف هذه الحملة عن كشف طبيعة اليهود وتاريخهم؛ وفضح تعلاتهم وعدم الاستجابة للرسول وتعنتهم؛ ودمغهم بالتعنت مع نبيهم وقائدهم ومنقذهم؛ ويسر ارتكابهم للمنكر وجهرهم بالسوء في حق الأنبياء والصالحين. بل قتلهم والتبجح بقتلهم! وتسقط بذلك وتتهاوى دسائس اليهود في الصف المسلم وكيدهم ومكرهم وحبائلهم. وتعرف الجماعة المسلمة -ما ينبغي أن تعرفه الأمة المسلمة في كل حين- عن طبيعة اليهود وجبلتهم، ووسائلهم وطرائقهم؛ ومدى وقوفهم للحق في ذاته سواء جاء من غيرهم أو نبع فيهم. فهم أعداء للحق وأهله، وللهدى وحملته في كل أجيالهم وفي كل أزمانهم. مع أصدقائهم ومع أعدائهم.. لأن جبلتهم عدوة للحق في ذاته؛ جاسية قلوبهم، غليظة أكبادهم لا يحنون رؤوسهم إلا للمطرقة! ولا يسلمون للحق إلا وسيف القوة مصلت على رقابهم..
وما كان هذا التعريف بهذا الصنف من الخلق، ليقصر على الجماعة المسلمة الأولى في المدينة. فالقرآن هو كتاب هذه الأمة ما عاشت، فإذا استفتته عن أعدائها أفتاها، وإذا استنصحته في أمرهم نصح لها؛ وإذا استرشدت به أرشدها. وقد أفتاها ونصح لها وأرشدها في شأن يهود، فدانت لها رقابهم.. ثم لما اتخذته مهجورا دانت هي لليهود، كما رأيناها تتجمع فتغلبها منهم الشرذمة الصغيرة، وهي غافلة عن كتابها.. القرآن.. شاردة عن هديه، ملقية به وراءها ظهريا! متبعة قول فلان وفلان!! وستبقى كذلك غارقة في كيد يهود وقهر يهود، حتى تثوب إلى القرآن.. ﴿وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيمًا﴾. أ. هـ.
والله تعالى أعلى وأعلم.