الحكمة من تحريم الربا وأثره على الاقتصاد

Consultation Image

الإستشارة 19/07/2025

لماذا حرم الله الربا؟ وهل حقا لا يمكن أن يكون هناك اقتصاد بغير ربا؟

الإجابة 19/07/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فالحكمة الرئيسة من تحريم الربا هي حفظ المال، وهو مقصد من المقاصد الكلية التي جاءت الشريعة لحفظها، وهي حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.

 

أما شبهة أن الاقتصاد قائم على الربا، وأنه لا اقتصاد بغير بنوك، ولا بنوك بغير ربا فهي أكذوبة بشهادة المحايدين من الاقتصاديين غير المسلمين، وأن الربا هو أس البلاء ومصدر الأزمات وليس العكس.

 

وقد أَوْرَدَ العلماء حِكَمًا تَشْرِيعِيَّةً لِتَحْرِيمِ الرِّبَا، منها:

 

1. أن الربا يقتضي أخذ مال الإنسان من غير عوض؛ لأن من يبيع الدرهم بالدرهمين نقدًا أو نسيئة تحصل له زيادة درهم من غير عوض.

 

2. أن الربا يمنع الناس من الاشتغال بالمكاسب؛ لأن صاحب الدرهم إذا تمكن بواسطة عقد الربا من تحصيل الدرهم الزائد نقدًا كان أو نسيئة خف عليه اكتساب وجه المعيشة، فلا يكاد يتحمل مشقة الكسب والتجارة والصناعات الشاقة، وذلك يُفضي إلى انقطاع منافع الخلق التي لا تنتظم إلا بالتجارات والحرف والصناعات والعمارات.

 

3. أن الربا يُفضي إلى انقطاع المعروف بين الناس من القرض؛ لأن الربا إذا حرم طابت النفوس بقرض الدرهم واسترجاع مثله، ولو حل الربا لكانت حاجة المحتاج تحمله على أخذ الدرهم بدرهمين، فيُفضي إلى انقطاع المواساة والمعروف والإحسان.

 

4. أن الربا يزيد الغني غنًا والفقير فقرًا؛ فتمويل المشاريع التجارية والصناعية عن طريق الربا يؤدي إلى زيادة كلفة السلع المنتجة أو المستوردة، وهذه الزيادة يتحملها المستهلك ويحس بها الفقير فيزداد فقرًا، أما التاجر أو الصانع فلا يتحمل شيئًا من تلك الزيادة بل يزيد ربحه.

 

5. الربا يجعل أموال المسلمين عرضة إلى التآكل والضياع، فكثير من البنوك التجارية وأصحاب الأموال الكبيرة لا يودعون أموالهم إلا في البنوك العالمية، وهذا يؤدي بتك الأموال إلى التجميد أو التأميم أو التآكل نتيجة التضخم النقدي.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

الرابط المختصر :