ابنتي تأكل أظافرها.. هل من حل؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 63
  • رقم الاستشارة : 2797
26/09/2025

دكتورة، أنا أم لبنية عمرها عشر سنين، ومن فترة لاحظت عليها أنها تقضم أظافرها بشكل مبالغ فيه، لين تبين كأنها تاكلهم! وصارت أصابعها تلتهب ويبين عليها اكزيما من كثر ما تجرح جلدها حوالين الأظافر. أنا وايد متضايقة، ما أدري شنو معنى هالعادة؟ هل وراها سبب نفسي أو بس عادة؟ والأهم شلون أتصرف معاها وأساعدها تترك هالشي، لأني خايفة يترك أثر عليها صحيًّا ونفسيًّا؟

الإجابة 26/09/2025

أختي الكريمة،

 

أول ما أود أن أؤكد عليه أن قضم الأظافر عند الأطفال في سن العاشرة ليس سلوكًا غريبًا أو نادرًا، بل يُعد من السلوكيات الشائعة التي تندرج تحت ما يُسمّى "Habitual Behavior" أي "السلوك العادي المكتسب"، وغالبًا ما يكون مرتبطًا إما بالتوتر النفسي أو الرغبة في التنفيس عن مشاعر داخلية مكبوتة، أو مجرد عادة متكررة ناتجة عن التقليد والفراغ.

 

رسالة من البنت

 

هذا السلوك يُعتبر رسالة غير مباشرة من ابنتك تعبّر بها عن احتياجات داخلية، قد تكون شعورًا بالقلق، أو رغبة في لفت الانتباه، أو محاولتها للتكيف مع ضغوط المدرسة أو العلاقات الاجتماعية.

 

ولكن صحيًّا، فإن استمرار هذه العادة يؤدي بالفعل إلى التهابات جلدية وظهور الأكزيما كما ذكرتِ، لأن المنطقة حول الأظافر حساسة، وهذا ما يزيد من دائرة الألم والقلق، فيتحول الأمر إلى "Cycle of Anxiety and Relief" أي دائرة من القلق ثم التفريغ بالسلوك، ثم الشعور بالألم، فيتجدد القلق، وهكذا.

 

دور الأم

 

* وهنا يأتي دورك كأم.. فالتوجيه ينبغي أن يكون هادئًا ورحيمًا، لا بالتوبيخ ولا بالتخويف، وإنما عبر خطوات عملية:

 

1- الفهم قبل التغيير:

 

تقرّبي من ابنتك بالسؤال الحنون: "يا حبيبتي، أحس إنك لما تضايقين أو تملّين تبدئين تقضمين أظافرك، قولي لي شنو اللي يضايقك؟" هذا يسمى في التربية "Active Listening" أي "الإنصات الفعال"، وهو مفتاح احتواء مشاعرها.

 

2- البدائل السلوكية:

 

عوّديها على بدائل مثل اللعب بالكرة المطاطية الصغيرة (Stress Ball)، أو شغل يديها بأنشطة إبداعية كالرسم أو التشكيل بالعجين، فالعقل لا يغيّر عادة إلا إذا وُجد بديل مشبع وظيفيًّا.

 

3- التعزيز الإيجابي:

 

في علم النفس التربوي يُسمى "Positive Reinforcement"، أي مدحها وتشجيعها عند نجاحها في ترك العادة لفترات قصيرة، مثل: "أنا فخورة فيك إنك ما قضمتي أظافرك اليوم".

 

4- القدوة الأسرية:

 

إذا رأت فيكِ أو في والدها سلوكًا هادئًا عند الغضب، فستتعلم أن تُفرغ مشاعرها بطرق راقية، وهذا ما يُعرف بمفهوم "Model Learning" أو "التعلم بالنمذجة".

 

5- تغذية الجانب الروحي والإيماني:

 

ذكّريها بحديث النبي ﷺ: "لا ضرر ولا ضرار"، فهذا السلوك يضر جسدها، والإنسان مُكلّف شرعًا بحفظ بدنه وصحته، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾.

 

6- التدرج في العلاج:

 

لا تنتظري أن تنقطع العادة فجأة، فهي تحتاج إلى صبر وتكرار، ومع كل انتكاسة اجعليها فرصة للتعلم لا للتأنيب، فالعادة تُغيَّر عبر التعديل السلوكي التدريجي.

 

* وهمسة أخيرة يا غالية:

 

لا تنظري إلى قضم الأظافر كسلوك سلبي بحت، بل كرسالة تحتاج منك إلى فهم واحتواء. وكوني واثقة أنك بالحب والحكمة تستطيعين تحويل هذه المحنة الصغيرة إلى فرصة لتقوية الرابط العاطفي بينك وبين ابنتك.

 

روابط ذات صلة:

قضم الأظافر.. معاناة للأسرة مع الطفل!!

تجز أسنانها بشكل مقلق.. كيف أتعامل معها عند الغضب؟!

الرابط المختصر :