كيف أُعوِّد أطفالي على طاعتي بأسلوب تربوي سليم؟!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 64
  • رقم الاستشارة : 2835
29/09/2025

أنا أم لطفلين، وأعاني في تربيتهما من مشكلة متكررة تؤرقني كثيراً، وهي أنهما لا يسمعان الكلام بسهولة، خصوصًا حين أطلب منهما القيام بأمر ضروري مثل ترتيب أغراضهما أو الاستعداد للنوم أو حتى المذاكرة. أحيانًا أرفع صوتي أو أكرر طلبي مرات عديدة، فيشعران بالملل أو العناد، وأحيانًا أستسلم وأقوم بالأمر بنفسي حتى أتفادى الجدال.

أريد من حضرتكِ دكتورة أميمة أن تدليني على الإرشادات التربوية السليمة، وما هي أفضل الأساليب التي يمكنني اتباعها حتى يتعلم أولادي طاعة كلامي وكلام والدهم برضاهم وبحب، من غير عناد أو صراخ.

الإجابة 29/09/2025

عزيزتي الأم،

 

أود أولا أن أطمئن قلبكِ: أن ما تواجهينه مع طفليك ليس أمرًا غريبًا ولا دليلاً على تقصير منك، بل هو من طبيعة النمو النفسي والاجتماعي للأطفال.

 

الطفل في سنواته الأولى وحتى المراحل المتوسطة، يسعى لاختبار حدود والديه، ويجرب استقلاليته، وهذا ما يسميه علماء النفس التربوي مرحلة إثبات الذات (Self-assertion).

 

التربية بالقدوة

 

تذكّري أن الأطفال يتعلمون أكثر مما يشاهدونه لا مما يسمعونه. فإذا اعتادوا رؤية الأم والأب ينفذان التزاماتهم بانتظام وهدوء فسينشأ لديهم ما يسمى التعلم بالنمذجة (Modeling Learning)، وهو من أقوى أدوات التربية.

 

استخدام لغة الحب والاحتواء

 

لا تطلبي من طفلكِ الأمر بصيغة جافة، بل غلّفي الطلب بمشاعر محبة: "يا بُنيّ، أنا سعيدة عندما أراك مرتبًا" أو "سأفرح بك أكثر لو أنهيت واجبك الآن". هذه العبارات تبني رابطًا عاطفيًّا وتحقق ما يعرف بـ Positive Reinforcement التعزيز الإيجابي.

 

الثبات في الموقف

 

من الأخطاء الشائعة أن يطلب الوالدان الطلب ثم يتراجعان أو ينفذانه بدلاً من الطفل. هذا يزرع في ذهنه أن رفض التعليمات لا عاقبة له. لذلك، الثبات والهدوء عند الطلب شرط أساسي.

 

تقسيم الأوامر إلى خطوات صغيرة

 

كثير من الأطفال يتجاهلون الطلب لأنهم يرونه ثقيلاً أو معقدًا. الأفضل أن يكون التوجيه واضحًا وقصيرًا، مع تقسيمه لمهام بسيطة، مثل: "ضع ألعابك في الصندوق" بدلاً من "رتب غرفتك كلها". هنا سيشعر الطفل أن الأمر ميسر عليه في تنفيذه.

 

الحزم الهادئ

 

قال رسول الله ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، وهذا يشمل التربية بالحزم مع الرحمة. فالحزم لا يعني القسوة، بل أن يكون للطفل حدود واضحة، يعلم أن تجاوزه لها يقابله عاقبة مناسبة، مثل حرمان بسيط من وقت الشاشة أو لعبة معينة، بعيدًا عن الصراخ أو الضرب.

 

إشراك الطفل في القرار

 

عندما يشعر الطفل أنه جزء من القرار، تقل مقاومته. مثلاً: "تحب تذاكر الآن ولا بعد عشر دقائق؟" هذا ما يسمى في التربية Shared Responsibility المشاركة في المسؤولية.

 

الدعاء

 

رجاء لا تملّي منه، اجعلي لسانكِ دائما رطبًا بالدعاء لهم، فدعوة الوالدين للولد مستجابة.

 

* وهمسة أخيرة لكل أم:

 

اعلمي عزيزتي الأم أن التربية رحلة صبر طويل، وليست معركة أوامـر. بالحب والقدوة والحزم الهادئ، سينشأ أبناؤك على طاعتك وطاعة أبيهم لا خوفًا ولا عنادًا، بل احترامًا وحبًّا.

 

وكما قال الشاعر:

 

وينشأ ناشئُ الفتيانِ فينا ** على ما كان عوّده أبوه

 

روابط ذات صلة:

كيف أعود طفلتي على الأعمال المنزلية وأحببها فيها؟!

بنتي لا تحترمني وصوتها عال عليّ.. كيف أستعيد سيطرتي؟!

كيف أعود طفلتي على الأعمال المنزلية وأحببها فيها؟!

الرابط المختصر :