أخشى من قدوم العام الدراسي بسبب مشاغبات ابني!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 106
  • رقم الاستشارة : 2574
01/09/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا أب لطفل في الصف الخامس، أعاني معه منذ فترة بسبب كرهه الشديد للدراسة ومشاغبته المستمرة في الفصل، لدرجة أن المدرسين يشتكون منه دائمًا، وأحيانًا يتعارك مع زملائه أو يردّ على المعلم، مما سبب لي حرجًا وضغطًا نفسيًا متزايدًا.

ابني يرفض المذاكرة في البيت، يقضي وقتًا طويلًا أمام الشاشات، ينام متأخرًا، ويستيقظ بصعوبة. جرّبت معه أساليب مختلفة كالعقاب أو الحرمان من الأجهزة، وأحيانًا التحفيز بالجوائز، لكني لا أستطيع الاستمرار بنظام ثابت.

أنا قلق جدًا الآن من قدوم العام الدراسي الجديد، وأخشى أن تتكرر الشكاوى وتزداد مشكلته، ولا أعرف كيف أتعامل معه بشكل صحيح، أو كيف أتعاون مع المدرسة لمساعدته، ولا إن كان بحاجة لتقييم نفسي أو خطة تربوية خاصة.

أرجو منكم نصيحة واضحة لكيفية التعامل معه، وضبط سلوكه، وإعادة حبه للدراسة.

الإجابة 01/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 

أخي الفاضل، معك الحق في قلقك كأب على ابنك مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وأتفهم حجم الضغوط التي تمر بها، فالمسؤولية التربوية ليست أمرًا يسيرًا، بل هي تكليف وأمانة.

 

أمور مهمة

 

دعني أوضح لك الأمور برويّة:

 

- ابنك في الصف الخامس، أي في نهاية الطفولة وبداية مرحلة المراهقة المبكرة، وهي مرحلة يغلب عليها الميل إلى الحركة، والرغبة في الاستقلالية، ورفض الأوامر المباشرة.. إذًا فهي طبيعة المرحلة.

 

- وسلوكه من مشاغبة أو رفض للدراسة لا يعني بالضرورة "فسادًا في التربية"، وإنما قد يكون انعكاسًا لصراعات النمو النفسي والاجتماعي التي يمر بها.

 

- الطفل الذي يرفض الدراسة ويثير الفوضى غالبًا يعبّر عن حاجاته بطرق غير مباشرة؛ ربما نقص في مهارات التنظيم الذاتي (Self-regulation skills) أو في مهارات الانتباه (Attention Skills)، وربما محاولة لجذب الانتباه. لذا لا بد أن ننظر لسلوكه كرسالة لا كعقوبة موجهة لك.

 

- وبالفعل من المهم أن يكون بينك وبين المدرسة "جسر تعاون"، بحيث يتم الاتفاق على استراتيجيات موحدة: كجلوسه في المقاعد الأمامية، تقسيم المهام إلى أجزاء قصيرة، ومنحه فواصل قصيرة للحركة، فهذا يسمى في التربية التكييف التربوي البسيط (Classroom Accommodation)، وهو يساعده كثيرًا دون أن يشعر بالتمييز السلبي.

 

- واعلم أخي أن الروتين السليم هو أساس النجاح.. النوم المبكر، تقليل الشاشات تدريجيًّا، ووضع وقت محدد للمذاكرة مع فواصل للرياضة أو اللعب الإبداعي؛ حيث إن هذا يدخل في إطار التدريب التدريجي (Gradual Training)، حيث يُبنى السلوك الصحي خطوة بخطوة، لا بالعقاب المفاجئ.

 

- ابنك أيضًا يحتاج إلى تدريب على مهارات إدارة الانفعال (Emotional Regulation Skills) مثل: التنفس العميق قبل الغضب، والحوار بدلاً من العراك.

 

- كما يمكنك ممارسة Role Play في البيت معه — أي تمثيل مواقف مشاجرة وحلها بالحوار — وهذا من أنجح أساليب Social Skills Training.

 

- وانتبه كذلك إلى أن أخطر ما قد يواجه الطفل هو شعوره بأن والده يراه "مشكلة". فحاول أن توازن بين الحزم والرحمة. رسول الله ﷺ قال: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه".. فلتكن كلماتك مشجعة: "أنا أثق بك"، "أعرف أنك تستطيع"، مع الثبات على القوانين. فابنك يا عزيزى يحتاج إلى دعم أسري مستمر.

 

- أما إذا استمر السلوك رغم هذه الخطوات، أو لاحظت علامات واضحة لفرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، فمن الأفضل عرضه على مختص في القياس النفسي التربوي، لتحديد جوانب القوة والضعف لديه، وبناء خطة دعم فردية.

 

* همسة أخيرة:

 

ابنك ليس فاشلًا، بل يحتاج إلى:

 

روتين منظم ثابت،

 

تعزيز إيجابي مستمر،

 

تعاون حقيقي مع المدرسة،

 

صبر ورفق منك، مع ضبط انفعالاتك.

 

وتذكّر أن: التربية جهاد وصبر.. فليكن عتابك لابنك بقدر، ورحمة قلبك أكبر من غضبك. أسأل الله له الهدية ولأبنائنا جميعًا.

الرابط المختصر :