تنقطع أنفاسه أثناء البكاء.. هل من حماية لرضيعي؟!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 103
  • رقم الاستشارة : 2829
29/09/2025

أنا أم لأول مرة ومتوترة حيل من ولدي الصغير، عمره الحين ست شهور. لما يبچي بقوة أو ينفعل، ينقطع نفسَه فجأة لثواني، وقلبي يوقف من الخوف، أحس كأني بخسره بهاللحظة.

وديتَه للدكتور وكشف عليه كامل، والحمد لله قال ما فيه أي مرض عضوي ولا مشاكل في التنفس. بس أنا ما زلت مو مطمئنة، وكل مرة يتكرر الموقف أنرعب وأصير أبچي معاه.

سؤالي يا دكتورة: هل له معاملة خاصة أو طريقة معينة أتعامل فيها معاه بهالمواقف؟ ولا الموضوع طبيعي مع هالعمر؟ أخاف أكون مقصّرة أو أتعامل معاه غلط."

الإجابة 29/09/2025

يا ابنتي الغالية،

 

إن ما يحدث مع رضيعك ـ وهو انقطاع النفس لثوانٍ عند البكاء الشديد ـ يُسمى في التربية والصحة النفسية للطفل نوبات حبس النفس الانفعالية (Breath-Holding Spells)، وهي حالات شائعة نسبيًّا عند الرضع والأطفال، وغالبًا ما تكون مرتبطة بالانفعال الزائد وليس بالمرض العضوي. وبما أن الطبيب أكد سلامته جسديًّا، فهذا يمنحك راحة أكبر.

 

رد فعل لا إرادي

 

 من الناحية التربوية النفسية.. ما يحدث هو رد فعل لا إرادي ناتج عن النظام العصبي المستقل (Autonomic Nervous System) حين يشتد البكاء أو الغضب. وهذا يسبب توقف النفس لثوانٍ ثم عودة التنفس طبيعيًّا، وغالبًا ما يتوقف تلقائيًّا مع التقدم في العمر دون أي تدخل طبي، فاطمئني.

 

دور الأم

 

لكن هنا يبرز دورك كأم لأول مرة:

 

1- الهدوء وعدم الهلع: انفعالك الزائد وخوفك يضاعف توتر الرضيع؛ فالطفل يلتقط قلق الأم سريعًا. وهنا نطبق ما يسمى في التربية الأسرية النمذجة الانفعالية (Emotional Modeling)، أي أن هدوءك ينعكس عليه تدريجيًّا، وهذا الأمر التربوى مهم للغاية، فدائما ما أكون حريصة على الإشارة له والتأكيد عليه.

 

2- التعامل الوقائي: حاولي تهدئته قبل أن يصل للبكاء الشديد، عبر حمله، أو تشتيته بلعبة، أو احتضانه؛ لأن الاحتواء الجسدي يقلل من شدة انفعاله.

 

3- المراقبة الآمنة: لا داعي لإجراءات طبية معقدة طالما الفحوصات سليمة، فقط كوني قريبة منه عند حدوث النوبة، وتأكدي أن مكانه آمن (لا على سرير مرتفع ولا في وضعية قد تؤذيه).

 

4- الدعاء واليقين: استعيني بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.. وثقي أن هذه مرحلة مؤقتة. وتذكري قول النبي ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، فرعايتك هنا تكون بالعلم والاطمئنان لا بالقلق المفرط.

 

ابنتي، لا تجعلي القلق يسرق فرحتك بالأمومة. الأم المتوازنة نفسيًّا تنشئ طفلاً أكثر استقرارًا، وهذا ما يسميه علم النفس التربوي الأمان الانفعالي (Emotional Security). إنك لا تقصرين أبدًا، بل وعيك واستشارتك الآن دليل على مسؤوليتك العاطفية.

 

* همسة أخيرة للأم الصغيرة:

 

احرصي دائمًا أن تتذكري أن الأمومة مدرسة صبر وحكمة. فكوني صبورة مطمئنة، وستجدين أن هذه الظاهرة ستزول مع مرور الأشهر، بإذن الله تعالى.

 

روابط ذات صلة:

رضيعي لا ينقطع عن البكاء.. أنا وزوجي في حيرة!!

ابنتي خجولة حد البكاء والاختباء!!

رضيعي دائم البكاء بلا أسباب.. ماذا أفعل معه؟!!

الرابط المختصر :