رضيعي لا ينقطع عن البكاء.. أنا وزوجي في حيرة!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 184
  • رقم الاستشارة : 2349
11/08/2025

أنا أم لأول مرة، وعندي بيبي عنده ست شهور، من أول ما اتولد وهو ما بيبطلش عياط، طول الوقت بيعيط حتى لو رضع كويس أو غيرتله الحفاض أو كان نايم تمام. جربت كل الطرق عشان أهديه، أغنيله، أشيله وأتمشى بيه، أحطه على صدري، حتى جبت له لعب بتطلع صوت، لكن مفيش فايدة.

العياط مأثر عليا أنا وجوزي جدًا، وأوقات بيخليني أبكي معاه من القهر والتعب. نومنا بقى متقطع، ما بننامش أكتر من ساعتين على بعض، وحاسة جسمي ونفسيتي تعبانين جدًا.

وديتُه للدكتور أكتر من مرة، وكل مرة يقول يمكن مغص أو غازات، ويديني نقط، لكن الموضوع ما بيتحسنش.

في أهلي بيقولوا يمكن هو اتدلع أو اتعود على الشيل، وفي اللي بيقول لازم أسيبه يعيط لحد ما يهدى، وأنا قلبي ما يطاوعنيش.

أنا دلوقتي محتارة، هل ده طبيعي مع بعض الأطفال؟ ولا فيه مشكلة أكبر لازم أدوّر لها على حل؟ وإزاي أقدر أتعامل مع عياطه من غير ما أتعب نفسيتي وأحس إني عاجزة؟

الإجابة 11/08/2025

ابنتي العزيزة،

 

أشعر بما تحملينه من إرهاق جسدي ونفسي، وأتفهم تمامًا كم يمكن لبكاء رضيعكِ المستمر أن يرهق قلبكِ وطاقتكِ، خاصة في تجربتكِ الأولى للأمومة.

 

ما تمرين به ليس ضعفًا منكِ، بل هو ضغط طبيعي على أي أم جديدة تواجه تحديات ما نسميه في علم النفس التربوي الأسري بـ "مرحلة التكيف بعد الولادة"، وهي مرحلة تمزج بين مشاعر الحب الكبير والقلق المستمر والخوف من التقصير.

 

أولًا: لا بد أن تفهمي جيدًا أن البكاء هو وسيلة الرضيع الأساسية للتواصل، وقد يكون لأسباب متعددة: الجوع، المغص، الحاجة للراحة الجسدية، أو حتى طلب القرب العاطفي (Emotional Closeness).

 

بعض الأطفال لديهم ما يسمى بـ High Need Babies، وهم أكثر حساسية للمؤثرات، ويحتاجون إلى احتواء جسدي وعاطفي أكثر من غيرهم.

 

استمرار البكاء لا يعني بالضرورة وجود مشكلة طبية خطيرة، لكنه مؤشر يحتاج إلى متابعة دقيقة للتأكد من عدم وجود ألم أو حالة صحية خاصة.

 

ثانيًا: ولذا فإنني أُهدي إليك تلك الخطوات العملية للتعامل مع البكاء:

 

1- التحقق الطبي الشامل من عدم وجود ألم عضوي للرضيع..

 

لذلك من المهم زيارة طبيب أطفال مختص للتأكد من عدم وجود ارتجاع معدي مريئي (GERD)، أو حساسية حليب، أو التهابات، أو أي مشكلة عضوية.

 

2- يمكنك اتباع الروتين المهدئ (Soothing Routine) وذلك بثبات مواعيد النوم والإرضاع قدر الإمكان (رغم صعوبة تنفيذه حاليًا). واستخدام حركات هادئة متكررة، مثل الهز الخفيف أو الالتفاف باللفة إذا كان الطفل يحب ذلك.

 

3- التلامس الجسدي (Skin-to-Skin Contact) مهم جدًّا..

 

فوضع الرضيع على صدركِ لسماع نبضات قلبكِ يهدّئه ويشعره بالأمان، وهو ما يشير إليه علم الأعصاب التنموي (Developmental Neuroscience) بأثر التلامس في تنظيم الجهاز العصبي.

 

4- من الجيد لصحتك النفسية والبدنية، التناوب في رعاية رضيعكم..

 

أشركي زوجكِ أو أحد المقربين في حمل الطفل لفترات، حتى تحصلي على فترات راحة تمنعكِ من الوصول إلى الإنهاك الجسدى والعصبي.

 

5- ضرورة الدعم النفسي للأم هنا..

 

تحدثي مع أمهات مررن بتجارب مشابهة، أو انضمي لمجموعات دعم (Support Groups) شرط أن تكون موثوقًا من أماناتها.

 

ومن المهم أن تخصصي وقتًا قصيرًا يوميًّا للعناية بنفسكِ ولو بدقائق؛ فاستقرارك النفسي سينعكس على هدوء رضيعكِ.

 

وأخيرًا، تذكري -يا ابنتي- أن الأمومة رسالة عظيمة وابتلاءها أجره كبير، قال ﷺ: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه"، واحتسابكِ لهذا التعب في سبيل تربية أمانة الله عندكِ هو عبادة، فأنتِ تجاهدين في سبيل الرعاية والرحمة.

 

* وهمسة أخيرة للأم الصغيرة:

 

لا تفسري بكاء رضيعكِ كإدانة لكِ كأم، بل اعتبريه نداء طلب أمان ورعاية.

 

اجمعي بين الفحص الطبي، والروتين المهدئ، والدعم النفسي، مع الاستعانة بالله والدعاء. واعلمي أن هذه المرحلة عابرة، لكنها تترك أثرًا جميلًا حين تُعاش بصبر ورفق.

الرابط المختصر :