هل هذه علامات توحد؟ قلبي قلق على صغيري!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 61
  • رقم الاستشارة : 2726
18/09/2025

ابني عنده سنة ونص، ومن فترة لاحظت إنه لما أنادي عليه ما بيركزش معايا، وكأنه مش سامعني، طول الوقت سرحان في المروحة أو النور أو أي لعبة صغيرة في إيده. أهلي لفتوا نظري وقالولي يمكن ودنه تعباه، رحت بدكتور أنف وأذن، وعملنا له فحوصات وطلع عنده شوية مياه ورا الطبلة، أخد علاج والحمد لله راحت.

المشكلة إني كنت متوقعة بعد العلاج يبدأ ينتبه ويتواصل معايا، لكن لسه مش بيركز، بيقعد أغلب الوقت لوحده وماسك لعبة معينة وما بيسيبهاش. أنا بدأت أقلق خصوصًا لما قرأت على النت إن الأعراض دي ممكن تكون توحد.

دلوقتي محتارة: أروح بيه لأي دكتور متخصص؟ وهل في أمل الأطفال يتحسنوا ويتعافوا من الموضوع ده؟

الإجابة 18/09/2025

عزيزتي الأم القلقة،

 

في البداية أحب أن أطمئن قلبك وأحيي فيكِ حرصك ووعيَكِ، فهذا القلق الذي تشعرين به دليل على أنكِ أم يقظة ومسؤولة.

 

ما تصفينه من عدم انتباه ابنك وتعلقه بالأشياء من حوله أو بلعبة معينة، هو عرض قد يكون له أكثر من تفسير، ولا يعني بالضرورة "التوحد" كما يخيفك.

 

مرحلة الاستكشاف الحسي

 

في علم النفس التربوي الأسري، نعلم أن الطفل في عمر السنة والنصف ما زال يمر بمرحلة Sensory Exploration  أي استكشاف حسي للعالم، وقد يبدو أحيانًا أنه منشغل بالأشياء أكثر من الأشخاص. كذلك هناك مصطلح يسمى Developmental Variability أي "التفاوت النمائي"، بمعنى أن الأطفال يختلفون في سرعة تطور مهاراتهم الإدراكية والاجتماعية.

 

أهمية التقييم المبكر

 

لكن مع ذلك، من المهم عدم الاعتماد على الملاحظات المنزلية فقط أو المقارنات بما تقرئين على الإنترنت، بل التوجه إلى طبيب أطفال متخصص في النمو والسلوك أو أخصائي تخاطب وتنمية مهارات ليقوم بتقييم شامل يشمل السمع، التواصل البصري، التفاعل الاجتماعي، واللغة.. فالتقييم المبكر (Early Intervention) يعد من أهم عوامل الوقاية والعلاج إذا وُجدت أي مؤشرات اضطراب.

 

كما أود أن أنبهك أن اضطراب طيف التوحد ليس "بلا علاج" كما يُشاع، بل هو حالة تحتاج إلى "تأهيل وتدريب" عبر برامج تعديل السلوك (Behavioral Intervention) وجلسات تنمية التواصل الاجتماعي (Social Communication Training)، وقد أثبتت الدراسات أن التدخل المبكر يحقق تقدمًا كبيرًا في قدرات الطفل.

 

الجانب التربوي الأسري

 

أما من الجانب التربوي الأسري، أوصيكِ بالآتي:

 

1- ضرورة التواصل البصري: اجلسي أمام طفلك وناديه باسمه مع لمسة حانية، حتى يربط بين الصوت والوجه واللمس.

 

2- كذلك اللعب المشترك معه: شاركيه لعبته المفضلة بدل تركه معها بمفرده، فالتفاعل الإيجابي يزيد من مهارات التفاعل الاجتماعي Social Interaction.

 

3- حاولي التقليل من الشاشات: الهاتف أو التلفاز يقللان من تركيز الطفل ويزيدان من العزلة، بينما التفاعل الإنساني هو الوقود الحقيقي للنمو.

 

4- الدعاء له واليقين بالله: استعيني بالله دائمًا، وأكثري من الدعاء لطفلك، فالرسول ﷺ قال: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد لولده"..

 

* وهمسة أخيرة:

 

حبيبتي، لا تجعلي الإنترنت يحكم على صغيرك قبل أن يحكم عليه أهل التخصص. ثقي أن لكل مشكلة بابًا للحل، ولكل ابتلاء سعة ورحمة من الله... وما دمتِ حريصة وواعية فإن شاء الله تعالى لديكِ مفتاح الاطمئنان والنجاة.

 

بارك الله لك في ابنك وقر عينك به.

 

روابط ذات صلة:

بيـانـات وإحصـاءات عن التـوحد

حتى لا يسرقوا فلذات أكبادنا.. خطر الألعاب الإلكترونية وأفلام الكرتون

الرابط المختصر :