الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : الأطفال
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
91 - رقم الاستشارة : 2630
06/09/2025
السلام عليكم دكتورة أميمة، عندي بنتي عمرها ست سنين، تركيزها ضعيف وايد وما تركز بسرعة. أنا محتارة الحين، أوديها حضانة يكون أحسن لها وتتعلم مع العيال؟ ولا أركز معاها في البيت على دروس تأسيس وأقعد أشتغل معاها أكثر؟ شنو الأفضل حق عمرها بهالمرحلة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أختي الكريمة،
ضعف التركيز عند الأطفال
أولًا: ينبغي أن تعلمي أن ضعف التركيز عند الأطفال في سن ست سنوات أمر شائع، إذ إن هذه المرحلة هي بداية النمو المعرفي Cognitive Development، وفيها ما زال الدماغ في طور بناء شبكات الانتباه والتركيز. لذلك من الطبيعي أن تلاحظي صعوبة في جلوسها لفترات طويلة أو متابعة المهام باستمرار.
الحضانة والتأسيس
ثانيًا: السؤال عن إدخالها الحضانة أو العمل على دروس تأسيس يحتاج إلى موازنة.
فالحضانة أو الروضة تمنح الطفلة فرصًا مهمة لـ التفاعل الاجتماعي، ولتنمية مهارات التواصل والتعاون، كما تدعم نمو الانتباه المشترك Joint Attention من خلال المشاركة في الأنشطة الجماعية.
أما التأسيس الأكاديمي المنزلي المبكر، فهو يركز على مهارات القراءة والكتابة والحساب، لكنه قد يفقد قيمته إذا لم يقترن بالأنشطة الحركية واللعب التفاعلي.
إذًا فالطفل في هذا العمر يحتاج إلى مزيج متوازن من التعليم باللعب والأنشطة الحركية والتعلم الاجتماعي.
لذلك فإن إدخالها الروضة أو الحضانة التي تركز على اللعب المنظم والتفاعل سيكون أنسب من الاقتصار على الدروس الأكاديمية.
هذا فقط فترة الإجازة الصيفية، ولحين التحاقها بالمدرسة، فالمدرسة هى البديل عن الحضانة كمحيط اجتماعي جديد.
خطوات عملية لزيادة التركيز
ولذلك فسوف أهديك خطوات عملية أتمنى أن تتبعيها:
1- تنمية الانتباه تدريجيًّا: وفري لها ألعاب البازل، والمكعبات، والتلوين، فهذه الأنشطة تعزز مهارة التركيز Attention Span.
2- تجزئة المهام: لا تطلبي منها إنجاز مهمة طويلة دفعة واحدة، بل اجعليها قصيرة ومتتابعة، فهذا ما يسمى في التربية بـ التعلم المتدرج.
3- القصص التفاعلية: احكي لها قصة قصيرة، واسأليها أسئلة بسيطة عنها، لتقوية الذاكرة العاملة Working Memory.
4- تنظيم الروتين اليومي: النوم المبكر، الغذاء الصحي، وكذلك تقليل وقت الشاشات، كلها تؤثر مباشرة في القدرة على الانتباه.
5- الدعم العاطفي: امدحيها على أي تحسن ولو كان بسيطًا، فهذا التعزيز الإيجابي يغرس بداخلها الثقة بالنفس ويقلل القلق.
- أما إذا لاحظتِ أن ضعف التركيز شديد جدًّا أو يصاحبه فرط حركة مفرط أو تأخر لغوي، يمكن استشارة أخصائي نفسي تربوي لإجراء تقييم دقيق.
* همسة أخيرة:
عزيزتي، أوصيك بالدعاء لابنتك، فقد قال النبي ﷺ: «ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد لولده»... فالدعاء مع التربية الواعية هو السند الحقيقي.
ثم اطمئني، فأنتِ على الطريق الصحيح، والطفلة بإذن الله تعالى ستتحسن مع التوجيه السليم والبيئة الداعمة. بارك الله لك فيها.