الإستشارة - المستشار : د. أميمة السيد
- القسم : الأطفال
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
54 - رقم الاستشارة : 2938
11/10/2025
ابني عمره ١١ سنة، والده مسافر منذ فترة طويلة، وقد لاحظت في الأسابيع الأخيرة أنه يغيب في الحمام لفترات طويلة على غير عادته، وأحيانًا يخرج متوترًا أو يبدو عليه الحرج. أنا قلقة جدًا وأخشى أن يكون قد بدأ مرحلة البلوغ أو أنه قد عرف شيئًا عن العادة السرية من زملائه. لا أريد أن أتهمه أو أحرجه، لكني خائفة عليه جدًا ولا أعرف كيف أتصرف أو أتأكد مما يحدث. فبماذا تنصحينني؟
عزيزتي الأم، أقدّر وعيك وحرصك على ابنك في هذه المرحلة الدقيقة، فالانتقال إلى مرحلة المراهقة (Adolescence)من أهم التحولات النمائية في علم نفس النمو (Developmental Psychology)، إذ تتغير فيها الدوافع الفسيولوجية والعاطفية والفكرية معًا، مما يستدعي فهمًا عميقًا وتعاملاً حكيمًا.
الفضول الفطري
* من الناحية التربوية والنفسية:
يبدأ بعض الأطفال في مثل هذا العمر باكتشاف أجسادهم بدافع الفضول الفطري أو بسبب معلومات يسمعونها من أقرانهم. لذا فغيابه الطويل في الحمام لا يعني بالضرورة ممارسة سلوك خاطئ، لكنه مؤشر يستحق الملاحظة الهادئة لا الاتهام.
منهج التعامل الصحيح
وللتعامل مع هذا الأمر عليك باتباع خطوات منهج التعامل الصحيح، كما يأتي:
1- لا تجعلي الشك يقود العلاقة بينكما. بل ليكن الحوار الهادئ هو الجسر بينكما.
2- تهيئة بيئة آمنة للحوار.. اختاري وقتًا مناسبًا، وابدئي حديثًا عفويًّا عن التغيرات الطبيعية في الجسم أثناء النمو، باستخدام لغة علمية ودينية راقية دون توبيخ أو تخويف.
3- يجب التركيز على التربية الإيمانية والضمير الذاتي ..اغرسي في قلبه مراقبة الله وحفظ الجوارح، بأسلوب ترغيبي لا ترهيبي.
4- لا بد من توفير بدائل صحية له.. مثل ممارسة الرياضة، والانشغال بالأنشطة التي تفرغ الطاقة الزائدة.
5- ضبط استخدام الأجهزة الإلكترونية.. فالمثيرات البصرية في الإنترنت من أكبر عوامل الانجراف للسلوكيات الخاطئة.
3- إشراك الأب الغائب بصورة إيجابية.. وذلك من خلال المتاح، عبر مكالمة أو رسالة صوتية تُشعر الابن برقابة أبوية محبة ومتوازنة.
* وإليك حبيبتي إشارة علمية:
تُظهر الدراسات النفسية أن التوعية المبكرة عن التغيرات الجسدية والوجدانية، حين تُقدَّم بصدق وهدوء، تقلل من السلوكيات السرية أو المحظورة بنسبة تتجاوز 60%؛ لذلك دائما ما أنصح بالتوعية الجنسية المبكرة نوعًا ما للأبناء والبنات من قبل الأمهات، حتى يسنى لهن ويكون من السهل عليهن الإرشاد مع بداية بلوغ الأبناء.
والتوعية من الأفضل أن تكون من خلال رسائل إيمانية، فهى أكثر إيجابية معهم، كالتأكيد على قول الله تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾، وهذه الآية تضع قاعدة تربوية عظيمة لتزكية النفس وحماية الجسد من الانحراف.
* وهمسة أخيرة:
كوني له صديقة لا رقيبة فقط، وازرعي في وجدانه معنى الحياء الإيماني، لا الخوف الاجتماعي؛ فالتربية الوجدانية (Emotional Education) أقوى من المراقبة السطحية.
روابط ذات صلة:
كيف نُعد أبناءنا الذكور لمرحلة البلوغ؟