أخشى على طفلتي من اندماجها مع عرائسها!!

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : الأطفال
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 95
  • رقم الاستشارة : 2560
31/08/2025

ابنتي ٧ سنوات كثيرا ما تنفرد بعرائسها وتغلق عليها غرفتها وتتحدث إليهم وتندمج معهم، فهل هذا أمر صحي؟ وهل نمنعها أم نتركها؟

الإجابة 31/08/2025

أخي الكريم،

 

أشكر لك حرصك على متابعة سلوك ابنتك الصغيرة واهتمامك بنموها النفسي والتربوي، وهذا بحد ذاته دليل على وعيك ومسؤوليتك الأبوية.

 

أود أن أطمئنك أولاً أن ما تقوم به ابنتك في سن السابعة من انفرادها بعرائسها وحديثها معها ليس سلوكًا سلبيًّا ولا مقلقًا، بل هو جزء طبيعي من مراحل النمو النفسي والانفعالي عند الأطفال، ولقد تربّى معظمنا على هذه الأساليب اللطيفة من الألعاب وخاصة الفتيات.

 

مستويات النمو

 

وفي علم النفس التربوي نطلق على هذا النوع من النشاط مصطلح "Symbolic Play" أو "Imaginary Play" ، أي اللعب الرمزي أو التخيلي.. وهو من أهم أدوات نمو الطفل على المستويات الآتية:

 

1- النمو المعرفي (Cognitive Development):

 

حين تُنشئ الطفلة قصصًا مع عرائسها فهي تُنمّي خيالها الإبداعي (Creative Imagination) وقدرتها على حل المشكلات (Problem-Solving Skills) بطريقة غير مباشرة.

 

٢- النمو الانفعالي (Emotional Development):

 

استخدام العرائس وسيلة آمنة للتنفيس عن مشاعرها (Emotional Expression)، فقد تُعبّر من خلالها عن خوف أو فرح أو قلق أو حتى غضب، مما يساعدها على التوازن النفسي (Emotional Regulation).

 

٣- النمو الاجتماعي (Social Development):

 

لعب الأدوار مع العرائس يُدرّبها على التفاعل الاجتماعي، ويمنحها خبرة في الحوار وتبادل الأدوار (Role-Taking) حتى وإن كان في عالمها الخيالي.

 

٤- وأيضًا الاستقلالية (Autonomy):

 

رغبتها في أن يكون لها عالمها الخاص لا تعني عزلة، بل هي علامة على أنها تتدرّب على الاستقلالية الصحية.

 

* كذلك أخي الفاضل، فإن إسلامنا الحنيف أقرّ اللعب للصغار، بل جعل له مساحة رحبة من التيسير، وقد ثبت أن السيدة عائشة رضي الله عنها بعد زواجها في سن صغيرة، كانت تلعب بالعرائس في بيت النبي ﷺ، ولم يُنكر عليها بل أقرّ ذلك؛ ما يدل على أن هذا السلوك طبيعي ومقبول في تنشئة الأطفال.

 

دور الأب

 

دورك كأب ليس أن تمنعها، بل أن توازن بين منحها الخصوصية وبين إشراكها أحيانًا في الحوار عن قصصها مع ألعابها وعرائسها، لتفتح لك نافذة إلى عالمها الداخلي.

 

ومن النافع أن تسألها بلطف: "ماذا قالت العروسة اليوم؟" أو "هل يمكن أن تشاركيني القصة؟"، فبهذا تقترب من وجدانها دون أن تقتحم خصوصيتها.

 

* فقط انتبه – بحكمة – إلى ألا يتحوّل هذا الانغماس في اللعب إلى انعزال مفرط عن التفاعل الأسري أو الدراسي، وهنا يأتي دور التوازن الأسري (Family Balance) في توزيع وقتها بين اللعب التخيلي، اللعب الحركي، التواصل الأسري، والواجبات المدرسية.

 

فالقاعدة التربوية تقول: دع الطفل يعش عالمه، ولكن كن له مرشدًا يضيء الطريق دون أن يطفئ نور خياله.

 

* وهمسة أخيرة:

 

اترك ابنتك -يا عزيزي- تمارس لعبها التخيلي بحرية، فهو علامة صحة نفسية ونمو سليم، وأحطها برعايتك ومشاركتك بين الحين والآخر، وادع لها بالبركة في العمر والصحة رزق من الله سبحانه وتعالى.

 

بارك الله لك فيها وأقر عينك بها وبذريتك جميعًا.

الرابط المختصر :