الإستشارة - المستشار : أ. ريما محمد زنادة
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
66 - رقم الاستشارة : 1518
06/04/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أخاف كثيرا على زوجي وأولادي مجرد الخروج من البيت أي قصف أخاف أن يكون عليهم، وإذا تأخر أحدهم قليلاً أخاف كثيرًا وأشعر أنه لن يعود، أشعر بالتوتر والخوف الكبير عليهم، أنا لا أخاف على نفسي المهم عائلتي تكون بخير لا أريد أن أفقد منهم أي شخص.. ماذا أفعل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا به، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... أما بعد،،،
اللهم أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تفرغ على قلبها أمنًا من عندك، وتزيح الخوف والقلق من قلبها وتحفظها وتحفظ عائلتها، إنك قريب سميع مجيب الدعاء.
أختي الفاضلة، أعزك الله -تعالى- بعز من عنده، وأشكرك على ثقتك الكبيرة بموقع "استشارات"، أسأله -سبحانه- أن يلهمني صواب القول والإرشاد بما يعينك على استقرار نفسك الطيبة.
عزيزتي، شعورك بالخوف شعور طبيعي، وهذا إن دل فإنه يدل دلالة واضحة على حبك لعائلتك، وهذا الخوف هو لحرصك بأن يكون زوجك وأبناؤك بخير، لكن أن يزداد القلق والتوتر بحد كبير بكل صغيرة وكبيرة ذلك سيكون له تأثير كبير على صحتك النفسية والجسدية.
لذلك أختي الفاضلة، لا بد خاصة في فترة الحرب أن تتحلي بالهدوء قدر الإمكان فذلك يجلب الطمأنينة لعائلتك.
غاليتي، خوفك الكبير سيربك العائلة، وقد يصيب هذا الإرباك عدم التصرف الصحيح حينما يحدث أي طارئ، وهذا سيدخلك وعائلتك بخطر أكبر.
أشعر أنني أسمعك، حينما تخبرينني بأن الأمر ليس بيدك، أدرك خوفك ومشاعرك، خاصة أن الحروب تكون قاسية، لكن الحمد لله بنعمة الإسلام والإيمان يجعل القلب يطمئن.
وتذكري عزيزتي، قوله -تعالى-: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة : 51]، أي أننا لن يصيبنا إلا ما قدَّره اللّه -تعالى- علينا وكتبه في اللوح المحفوظ، هو ناصرنا على أعدائنا. وعلى اللّه -سبحانه تعالى- وحده فليعتمد المؤمنون به.
فكل شيء مكتوب قبل أن يخلق الخلق، هذا الأمر يشعر الإنسان بالاطمئنان فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطئك ما كان يصيبك.
وهذا يؤكد أن خوفك لن يغير من الأمر شيئًا، وتيقني أن الله -تعالى- هو أعلم بحالك وبحال عائلتك، وهو أرحم بكم جميعًا، وخو خير الحافظين، وتيقني أنه بحكمته وقدرته لن يقدر لكم إلا الخير؛ فالخير لا يكون في الدنيا فحسب، بل في الآخرة حيث الأجر العظيم.
حينما تحتسبين كل شيء لله -تعالى- سيكتب لك بكل شيء أجرًا، ومجرد هذا الشعور سيزيدك هدوءًا وتقبل كل ما يحدث بنفس راضية بقدر الله –عز وجل- وأمره.
أكثري من تلاوة القرآن، ستجدين له أثرًا إيجابيًّا كبيرًا على نفسك؛ فالقرآن حياة للقلوب وأمنها.
بالإمكان أن تطلبي من زوجك وأبنائك في حال خروجهم أن يكون للحاجة وأن لا يذهبوا إلى أماكن بعيدة، وأن يتصلوا بك أو يرسلوا لك رسالة يخبرونك بها بأنهم بخير في حال طال زمن خروجهم. وأكثري الدعاء لهم بالحفظ، وأن يكونوًا دوما بخير.
عزيزتي، ليس المطلوب الخوف فقط على عائلتك؛ بل الخوف عليك أنت أيضًا وتيقني كما تشعرين بالخوف عليهم هم كذلك يشعرون بذات الخوف عليك.
والشعور بالخوف خاصة في الحروب طبيعي، لكن أذكرك عزيزتي أن لا يزيد عن حده حتى لا يصيبك أذى نفسي وجسدي يضاف إلى معاناتك جراء الحرب.
أكثري الذكر والاستغفار سيكون لك بذلك أجر عظيم، وستشعرين بتحسن واضح كما جاء في قوله –عز وجل- في كتابه العزيز: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد : 28] فالله -سبحانه وتعالى- يهدي الذين تسكن قلوبهم بتوحيده، وذكره فتطمئن، ألا بطاعة اللّه -تعالى- وذكره وثوابه تسكن القلوب وتستأنس.
أسأل الله -تعالى- أن يطمئن قلبك، وتنتهي الحرب، وأنت وعائلتك بخير.
وتيقني بأنه لن يحدث شيء في ملك الله إلا ما أراد الله –عز وجل-... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.