بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فنشكر لكم أخي الكريم حرصكم على تعلم العلم الشرعي، وأفضل طريق للتعلم أن تلتحق بالمعاهد أو الكليات الرسمية التي تدرس العلم الشرعي بطريقة منهجية، فإن تعذر ذلك فيمكنك التعلم على يد شيخ هو الذي يحدد مستواك ويرشدك إلى الطريق الصحيح؛ لأن التعلم الفردي قلما ينتج عالمًا أو متعلمًا ناجحًا، فعليك بالسؤال في الدوائر الرسمية الليبية القريبة منك أولا، فإن تعذر ساعتها يمكنك اللجوء إلى الدورات التي تُعطى عبر الإنترنت، لكنها وحدها لا تكفي.

وأعلم -أخي الكريم- أن تعلم العلم الشرعي له فضل عظيم، فقد ورد في القرآن والسنة ما يدل على مكانته وأثره في حياة الفرد والأمة.

* يقول الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (المجادلة: 11).

* ويقول تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ﴾ (آل عمران: 18).

* ويقول تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ (محمد: 19).

* ويقول النبي ﷺ: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة» (رواه مسلم).

* ويقول ﷺ: «إن العلماء ورثة الأنبياء... فمن أخذه أخذ بحظ وافر».

* ويقول ﷺ: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه».

وطلب العلم الشرعي وتعلمه له ثمرات كثيرة، منها:

* يهدي إلى الصواب والحق.

* سبب لرفعة الدرجات في الدنيا والآخرة.

* عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى الله.

* يحفظ الدين من التحريف والضلال.

* يجعل العمل مقبولًا؛ لأن صحة العمل مرتبطة بالعلم.

والله تعالى أعلى وأعلم.