طردني من البيت وأعاني من الذل

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 102
  • رقم الاستشارة : 2812
28/09/2025

السلام عليكم صار مع حماي ابو زوجي مشكلة مع اخوي وطول هالفترة وهو يدخلني بالمشكلة وانا ما حكيت ولا كلمة اضل ساكتة حتى يغلط بأخوي وما احكي آخر المشكلة دخل عليه البيت وطردني منه قدام كل الناس ورحت لبيت اهلي المشكلة الكبيرة انه كان جوزي وافق وبس بتفرج ولا عمل اي شيئ ما دافع عني حتى رجع ثاني يوم ورجعني ورجعت لبناتي بس هو من يومها شافني زعلانة وما بحكي وقلب الحق معاه وما جبر خاطري بكلمة وحدة والنا شهر ما منحكي مع بعض هل لازم أنا أبادر وأصالح مع اني ما غلطت أبدا وهو ما حاول يصالحني ولا يجبر خاطري بكلمة وحدة والله تعبتت لسه الغصة بقلبي كيف انذليت وانطردت من بيتي

الإجابة 28/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات..

 

أحسنت صنعًا -يا عزيزتي- بعدم تدخلك في المشكلة التي تتعلق بوالد زوجك وأخيك، فليس لك ذنب فيها من قريب أو بعيد، ولقد أخطأ والد زوجك بشدة بما اقترفه في حقك، فأن يطردك من بيتك وأمام الناس جميعًا يمثل خطأ فادحًا يصل حد البشاعة، ويبدو أن الرجل تحت تأثير الشجار كان يراك الوجه الآخر لشقيقك ولعله لم يقصد طردك حقيقة وإنما كان الكلام لأخيك وكنت أنت مجرد وسيط عبر من خلاله على احتقانه، ولو أنه كان يريد طردك حقيقة لعارض زوجك عندما ذهب إليك وأعادك لبيتك..

 

لا أريد التماس الأعذار للرجل ولكن كثيرًا من المسنين حقيقة يسلكون سلوكيات سيئة وغير عقلانية، ولعل ذلك أحد ظلال "سوء الكبر" الذي كان يتعوذ منه النبي ﷺ في الصباح والمساء.

 

موقف زوجك

 

لقد كان موقف زوجك بالغ السوء، فمن جهة زوجته تُطرد أمامه ولا يحرك ساكنًا يعيش حالة من الصمت الثقيل الموجع ويدرك في قرارة نفسه حاجة زوجته الماسة في هذه اللحظة أن تشعر بأنه سندها الذي تستند إليه ويدرك تمامًا أنه خذلك، ولكن وعلى الجانب الآخر يتمثل المانع نابضًا حيًّا في صورة الأب الذي ينتمي إليه.. الرجل المسن الذي وصل أقصى مراحل الغضب حتى أنه فقد السيطرة على أعصابه تمامًا، وربما لو تدخل زوجك لمساندتك في هذه اللحظة لانتهى الغضب بوالده لكارثة جلطة أو سكتة دماغية أو أي مرض قاتل مرتبط بحالة الانفعال الشديد فقرر الانبطاح أمام العاصفة حتى تمر وترك الرجل حتى يهدأ ثم أسرع في اليوم التالي لإعادتك لبيتك وبناتك.

 

هل يعني هذا أنني أدافع عنه؟ هل يعني هذا تبريرًا لموقفه؟ هل يعني هذا التماس الأعذار له؟ كلا البتة ليس الأمر كذلك وإنما نريد فقط رؤية الموقف من زاويته.

 

لماذا يخاصمك؟

 

لماذا يخاصمك إذن؟ لماذا لم يجبر بخاطرك ولو بكلمة واحدة؟ لماذا يرى أن الحق معه؟ هذا السؤال الذي يلح على قلبك وعقلك ويؤرق عليك حياتك ويجعل المشهد يتكرر في ذهنك دون قدرة على تخطيه.

 

هناك  ثلاثة احتمالات لموقفه:

 

الاحتمال الأول:  أنه يدرك خطأه تمام الإدراك ويعرف أنه قد خذلك ولا يعرف كيف يعتذر ولا بما يبرر خاصة وقد رآك غاضبة فخاف أن يسمع منك كلمات التقريع واللوم الذي تشعره بالتقصير فتقمص دور الغاضب الذي معه الحق حتى يتهرب من الاعتذار، والحقيقة أن فترة شهر طويلة جدًّا وقد يخدعه عقله الباطن بمرور الوقت  فيتصور أنك أنت الجانية ويتلبس هو دور الضحية.

 

الاحتمال الثاني: أن روايتك التي ذكرتها  ينقصها جزئية لم تحكيها.. أن يكون هناك سطر ما سقط وسط السطور أو يكون سطر مكتوب بالحبر السحري فلم تستطيعي أن ترويه لنا لأنك لم ترينه.. أعني أنك ارتكبت خطأ ما لم تدركيه أو تتجاهلي قصه عمدًا من قصتك.. شيء ما جعل الرجل المسن يصل لهذه الدرجة من الاستفزاز تجاهك.. لذلك فزوجك غاضب حقيقة رغم أنه أسرع بإعادتك للبيت، لكن ما زال في نفسه شيء أو أشياء.

 

الاحتمال الثالث: هو مزيج من الاحتمالين السابقين فهو يشعر بالخزي من موقفه كونه لم يساندك وأن زوجته أم أولاده طُردت هكذا على الملأ، وفي الوقت ذاته هو غاضب منك لأنك ارتكبت شيئًا أشعل الموقف (ولم تذكريه لنا في رسالتك وربما لم تتنبهي له حتى).

 

ما العمل؟

 

* استعيدي توازنك النفسي، فما حدث قد حدث، ولو أن الموقف كما حكيته بالضبط فهو لا يعيبك أنت في شيء وإنما يعيب من تعدى الحدود وفقد السيطرة، وبالتالي فتخلصي من شعورك بالذل والقهر وتخطي بكامل إرادتك ووعيك الموقف.

 

* أنت كظمت الغيظ، والمطلوب منك الآن أن ترتقي درجة وتقومي بالعفو عن والد زوجك بينك وبين الله.. أعلم أن الأمر صعب لكنه سيريحك من الناحية النفسية وسيخفف عنك مشاعر الاحتقان.. إن لم تستطيعي العفو ففوضي أمرك لله وقولي حسبي الله ونعم الوكيل، قوليها همسًا بينك وبين الله، ولا تصرخي بها كأن الكلمة سبة، وثقي أن الله سيعطيك حقك في الدنيا أو في الآخرة فلا تشكي في ذلك.

 

* افتحي مع زوجك قناة حوار، وهناك فارق ضخم بين المبادرة بالصلح خاصة بعدما حدث وبين المبادرة لمد جسور الحوار حتى لا تتعقد حياتكم أكثر من ذلك، أنتم بحاجة لئن يستمع كل منكم للآخر دون كلمات نقد لاذعة.. احكي وجعك لا تقولي له: أنت خذلتني.. قولي له: شعرت أنني بلا سند.. ولا تقولي له: لم يكن لك قيمة في الموقف ولكن قولي: كنت أحتاجك وهكذا وأنصتي إليه فلعل عنده بعض ما يأخذه عليك حتى لو كان دون قصد.. الحوار سيقوم بتذويب الجليد تدريجيًّا، وبعد ذلك يمكن وضع قواعد واضحة للتعامل مع مثل هذه الخلافات في المستقبل.. أسعد الله قلبك ورزقك راحة البال ولوّن حياتك بكل صور البهجة، وتابعيني بأخبارك.

 

روابط ذات صلة:

ضربني وطردني وأهلي يريدون مني الرجوع!

طردني من البيت فهل ألجأ للمحكمة؟

طرد أمي وابني.. الحياة فوق صفيح ساخن

 

الرابط المختصر :