الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : الحياة الزوجية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
177 - رقم الاستشارة : 2177
24/07/2025
انا سيدة عمرى ٤٠ سنه فضلت طول عمرى شايلة مشاعرى للراجل اللى هيكون حلالى برغم المغريات الكتير شافنى وحبنى وحبيته من اول نظرة واتجوزنا وقولت بقى هأفرغ مشاعرى المكبوتة فى الحلال وهأعيش الرومانسيه اللى طول عمرى أحلم بيها بعيدا عن الحرام وفرحنا ببعض وحبه حبه الايام خدتنا طبعا عصبية وزعيق معظم الوقت والغضب لأتفه الأسباب.
باشتغل شغلانتين ودخلى ضعف داخله وحاطه كل تعبى وشقايا فى حياته بقول كده مش علشان أمن عليه بس علشان أوضح انى مش محملاه فوق طاقته ابدا وباسد عنه كل شىء وساعدته يبنى بيت وسددت ديون كتير اوى وارجع قبله اطبخ واروق الدنيا بس مش احسن حاجه نظير انى بتكون تعبانه من الشغل برة وهو مش بساعدنى فى البيت نهائى بأعامل أهله بالحب والحنيه وعمرى ما عملت معاهم مشكله وهما بيحبونى.
مشكلتى عنده نفور من الاحضان والكلام الحلو نادر حتى وقت العلاقة حتى ولادنا ميهونش عليه يحضنهم كده ويشبعهم بحضنه زعيق زعيق طول الوقت وكل الناس حواليه تستفيد منه إلا إحنا لا يذاكر لعيل ولا يعرف عنه حاجه ولا يخرجنا ولا يجبر بخاطرنا يكره الكلام الحلو يكره الخروج والأكل برة واقوله اعمل انا ونروح أى مكان العيال يفكو ويفرحوا لا مستحيل أما أصحابه واى حد حد يحتاج مشوار اوى أى حته يوديهم عادى على قلبه زى العسل أى قرش يتوفر معاه بيلاقيله أى باب إلا أنا.
دايما حاسة إنى مش مرتاحة نفسى اتحضن نفسى اسمع كلام حلو. نفسى حد يطبطب عليا نفسي أهدى وقلبى يرتاح نفسى اشبع من المشاعر ومن العلاقة اللى بتكون حسب مزاجه هو مع انى بأكون محتاجاها دايما نفسى اوى يقولى يا حبيبتي باحبه وباحب أى حد يهمه أمره بخاف عليه وباتمناله الرضا ونفسى اشبع منه ومشاعرى تشبع محسش إنى محتاجه حاجه.
انا قلبى واجعنى قوى قوى قولولى أعمل إيه اتكلمت معاه كتير اووووى مفيش فايده بتفكر ابطل شغل خاص واكتفى بالوظيفة بس مستوانا المادى هيقل خالص باحس انى حرام عليا اتعب فى الحياه كده وانهار من التعب واديله بزيادة اوى وفى المقابل بيستخسر فيا الكلمة الحلوة انا عارفه ان كلامى مش مترتب بس انا حزينه اوى محدش يغلط فيه أبدا بس حد يقولى اعمل ايه اصلح ازاى.
أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على موقعك بوابة الاستشارات الإلكترونية.. أنت نموذج يا أختي الفاضلة في جهدك مع أسرتك بارك الله فيك، وثقي تمامًا أن قلبك الذي حافظت عليه كي لا يتعاطى الحب إلا في الحلال سيجبره الله عز وجل، فتفاءلي وأحسني الظن بالله تعالى، ودعينا نراجع بعض تفاصيل حياتكم كي نستطيع أن نضع يدنا على الخلل.. سأحدثك بصراحة وكلي ثقة أنك ستتفهمين هذه الصراحة لأنك تريدين الحل.
مفهوم العطاء
أختي الكريمة، تمارسين عملين في آن واحد ودخلك ضعف دخل زوجك تضعينه بالكامل رهن إشارته حتى سدد الديون وبنى البيت، وفي الوقت ذاته تقومين بواجباتك كاملة كربة منزل وكل ما تطلبينه هو كلمة حلوة أو لمسة حانية أو الخروج في نزهة مع الأولاد، لكنه لا يستجيب، هنا يوجد خلل واضح فأرجو أن يتسع صدرك لما أقول:
الرجل يريد ويحتاج الأنثى الرقيقة التي تحتاج إليه والذي يسعى هو للاقتراب منها، أما الأنثى القوية التي تقوم بعمل الرجال حتى أنها تمارس ضعف عمله.. هذه الأنثى لا ينجذب إليها، قد يقدرها ويقدر جهدها لكنها في أعماقه تجرح رجولته وتشعره بضعفه، فبدلا من أن يسعى لإصلاح الوضع يقسو عليها ولا يتعاطف معها ويمنحها الحب بجرعات محددة حتى يشعر أنها بحاجة إليه وبالطبع فهذا يحدث غالبًا بصورة لا شعورية..
ستجدينه يبحث عن نقاط الضعف ويبرزها حتى يقلل من مشاعر الذنب تجاهك فيرى في عملك وإنفاقك غطاء لتقصيرك في أمور أخرى.. في الوقت نفسه يقدم العطاء والخدمات للآخرين حتى يحصل منهم على المدح والتقدير الذي يعوض شعوره بالضعف.
إذًا، يمكنني أن أقول لك إن عطاءك على هذا النحو خاطئ، فلقد أجهدت نفسك وأخذت مهمة ليست بمهمتك وأفقدت زوجك جزءًا مهمًّا للغاية من دوره كرجل وانتقصت من قوامته، وهو مخطئ مثلك وأكثر فقد استسلم لما تقدمينه له من مغريات مادية ولم يبادر لأخذ زمام وقيادة الأمور وسلك معك سلوكيات لا تتسم بالنضج حتى لا يشعر أن رجولته قد انتقصت.
الحاجة للحب
الأمر الثاني الذي أريد أن أحدثك فيه هو حاجتك الواضحة للحب والاهتمام منه وتوضيح ذلك وإبرازه، فهناك مثل باللهجة العامية المصرية يقول: "التقل صنعة"؛ فالمرأة الخفيفة الساعية للحب رغم أن سعيها هذا حلال ومباح تماما لكن ليس مع كل الأزواج، فهناك من يسعده ذلك بالفعل لكن هناك الكثير أيضًا يشعر بالملل والروتين والفتور...
بالطبع لا أدعوك أن تكوني مغلقة المشاعر جافة التعاملات، فالصنعة هي التوسط في الأمر واستخدام أسلوب مزيج من التشويق والإثارة حتى تستطيعي الوصول لما تهدفين إليه.. زوجك بحاجة أن يبذل بعض الجهد حتى يستطيع الوصول لمشاعرك واهتمامك.. بحاجة أن يشعر أن الحب اللامشروط الذي يحصل عليه آن أن يتم تقنينه هو أيضًا، لا بد أن يشعر بالحاجة لحبك.
ما العمل؟
سأقدم لك خطة بسيطة من خطوتين فقط لو أجدت التنفيذ فإن علاقتك بزوجك ستصبح كما تتمنين بمشيئة الرحمن.
قوة المال
أختي الحبيبة، دعي قوة المال تعمل لصالحك.. أحضري عاملة منزلية.. اشتري طعامًا جاهزًا.. اذهبي لكبرى صالونات التجميل.. اشتري ملابس ثمينة.. لا، لن أقول لك اتركي عملك الآن ولكن استثمريه، وإذا عاتبك وقال لك هذا إسراف ابتسمي له بهدوء ودلال وقولي له إنك غيرت منهجية تعاملك مع المال وإنك قررت أن تهتمي بنفسك أكثر.
ولا بد أن يفهم أن هذا المال مالك ذمتك المالية الخاصة، فإن قال لك اتركي عملك الثاني طالما لا نستفيد منه فافعلي حتى لو انخفض مستواكم حتى في هذه الحالة فلا بد أن تستقطعي جزءًا لنفسك.. لابد أن تهتمي بنفسك صحيًّا ونفسيًّا وتهتمي بجمالك وأناقتك.. عليه أن يفهم أن لك ذمتك المالية الخاصة، وأنك أدركت أنه ينبغي أن يكون لك الأولوية في الإنفاق.
الهدف هنا –غاليتي- ليس إحراجه أو المن عليه، ولكن نحن نريد إعادة الأمور لنصابها الصحيح، وأن يتولى هو مسئولية الإنفاق فيسعى هو لعمل إضافي أو على الأقل لا تشاركي أنت إلا بجزء محدود من دخلك، وعليك أن تستفيدي من الباقي في جعل حياتك أكثر جودة ورفاهية وتبدئي تخططين لادخار خاص بك..
ستقولين لي لكنني أريد الحب لا المال، وأقول لك –غاليتي- إن الحب لا يشترى بالمال، ولكن عندما تتألقين سينجذب هو نحوك، وعليه أيضًا أن يقدر قيمة ما تقدمينه، فعندما يرى المال وقد نقص سيعرف قيمة ما تبذلين وسيحاول أن يكون أكثر لطفًا حتى لا يهتز عالمه.. المهم أن يتم ذلك بنعومة ودون شجار، حقك ستأخذينه ولكن برقة وحزم في آن واحد، فنحن لا نريد شجارات ولا كلامًا كثيرًا.. يكفي أن تنظري لعينيه وتقولي لقد قدمت لك كل ما أملك فماذا قدمت لي أنت؟ آن الأوان أن أهتم بنفسي وأن يتولى كل منا مسئوليته.
مشاعر غالية
أختي الكريمة، مشاعرك غالية لا تتسولي منه الحب ولا تشعريه بالملاحقة أبدًا، أعلم أنك بحاجة لهذه المشاعر والأحاسيس، لكن لا بد من الصبر والتحمل حتى يتحقق لك ما تريدين.. لا بد أن يشعر زوجك بتغيرك، دعيه يتساءل لماذا تغيرت، دعيه هو يسعى للقرب منك.. احتضني أولادك.. تواصلي مع أصدقائك.. اهتمي بعائلتك.. ابحثي عن وقت واذهبي للصتالة الرياضية.. اصحبي أولادك للتنزه.. نعم، هذا كله لن يشبع حاجتك لزوجك، ولكنه سيخفف منها وسيمنحك مشاعر جميلة تربت على قلبك.. ستتعدد مصادر الدعم العاطفي الذي تحتاجينه ولن يكون هو مصدره الوحيد..
صدقيني سوف ينجذب لك وسيخشى أن يفقدك ولربما أغرقك في عواطفه ومشاعره حتى يغلق عليك أي نوافذ للابتعاد العاطفي والنفسي عنه؛ فكوني حذرة لأنك لو تركت هذه الطرق الاخرى فسيعود ويزهد فيك.. العبي معه لعبة الاهتمام بذكاء.. اقتربي وابتعدي.. اضحكي وأشعريه أنك تعيشين حياة بعيدة عن النكد الذي يجيده.. كوني هادئة وقت غضبه لا تتشجاري معه، استغلي مالك في تحقيق ما ترغبين دون ضغط عليه أو إلحاح.. اجعليه باختصار يحتاجك، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه ذكاء الأنوثة، وهي الخطوة الثانية في خطتنا لاستعادته.
لا تنسي أن تستعيني بالله تعالى مع كل خطوة وتتوكلي عليه، فهو الذي يعلم نيتك وهو القادر على تحقيق أحلامك، فأحسني الظن به.. أسعد الله قلبك وأصلح ما بينك وبين زوجك، وتابعيني بأخبارك دائما.