بعد سنوات المقاطعة.. كيف أصالح زوجتي؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : الحياة الزوجية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 146
  • رقم الاستشارة : 3467
02/12/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف أصالح زوجتي بعد خيانتي لها. أنا رجل في نهاية العقد الخامس من عمري متزوج من ٢٠ سنة من زوجة من بيت محترم جدًّا، لكن كان يعيبها فقط الانغلاق وإهمال الحقوق الزوجية والمنزلية أحيانًا؛ ما أدى في لحظة ضعف إلى ارتباطي بعلاقة مع امرأة أخرى بصورة غير رسمية، فقط محادثات وخروج لأماكن عامة.

اكتشفت زوجتي الأمر ومن وقتها منذ فترة أربع سنوات وهي مقاطعة لي تمامًا، فقط نعيش في بيت واحد، لكن كل منا في غرفة، حرمتني من جميع حقوقي، حاولت معها بكل الطرق لكن ترفض تمامًا. أعينوني جزيتم خيرًا.

الإجابة 02/12/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أخي الكريم في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

أقدر مشاعرك المتألمة وحزنك وندمك؛ ففترة أربع سنوات فترة طويلة بالفعل عانيت فيها أنت من الحرمان الجسدي والنفسي والعاطفي، ولعلك تعاني أيضًا من الخوف من إنهاء هذا الزواج وطلبها للطلاق بعد هذه الفترة الطويلة من الانفصال.

 

أنا على يقين أنك نادم بشدة على علاقتك بهذه السيدة التي تحدثت إليها في لحظة ضعف إنساني وتحت وسوسة الشيطان الذي ضخّم لك ما تعانيه مع زوجتك.. ما يشغلني حقيقة أن تكون نادمًا لأنك أذنبت في حق الله عز وجل قبل أن تذنب في حق زوجتك، فلا يوجد مبرر في ديننا أن تحادث امرأة اجنبية بطريقة خاصة وتخرج معها لأنك تعاني من لحظات ضعف.. فهذه خطوة كبيرة على طريق الشيطان؛ لأن العلاقة بالمرأة الأجنبية تكون بغض البصر عنها وعدم الكلام معها إلا بالمعروف..

 

في ديننا من يعاني عليه أن يذهب لزوجته ويحاول حل هذه الإشكالات معها.. رأى امرأة وأعجبته يسعى لإقامة علاقة زوجية مع امرأته.. امرأته تهمله يتحدث معها يعظها يبين لها خطورة الوضع يسعى في إصلاحها بالتدريج.. لا يوجد استجابة يعاشرها بالمعروف أو يفارقها بالمعروف..

 

لا توجد عِشرة بالمعروف أو لا تشبع احتياجاته ولا يريد أن يفارقها لديه رخصة الزواج الثاني بشرط القدرة والعدل، أما أن يستخدم سيدة ثانية كوسيلة للتسلية وقضاء بعض الوقت الممتع حتى دون إقامة علاقة حقيقية فهذا أمر لا يرضي الله عز وجل؛ لذلك ينبغي أن تكون توبتك لله وندمك لله قبل أن تكون نادمًا لأجل زوجتك.

 

على مفترق طرق

 

لو أردنا أن نحلل بصورة موضوعية موقف زوجتك فسنجد أنها وبعد 4 سنوات من هذه الحادثة واقفة على مفترق طرق.. هي لم تطلب الطلاق.. سترتك ولم تسع لفضحك (لأنها تربت في بيت راق محترم)، لكنها في الوقت ذاته جمدت الزواج فعليًّا وقامت بعملية انفصال عاطفي عنك فهي تنام في غرفة أخرى وحدها تحرمك من كافة حقوقك، وهذا وضع قاس جدًّا، والآن هي على ملتقى ثلاث طرق وأنت من تستطيع توجيهها لاتخاذ أي طريق فيها:

 

الطريق الأول (سكة السلامة)

 

أن يتم الصلح ويعود السلام والسكينة لبيتكم وهذا يحتاج لجهد مكثف منك سأشرحه لك بعد قليل.

 

الطريق الثاني (سكة الندامة)

 

حيث ستندم أنت طويلاً إن قررت الطلاق، فكثير من النساء في مثل حالتها وبعد هذا الانفصال الطويل يقررن الطلاق وتكون فترة السنوات الأربعة الماضية بمثابة التمهيد له.

 

الطريق الثالث (سكة اللي يروح ميرجعش)

 

الاستمرار على هذا النحو من الفتور والانفصال العاطفي والنفسي هو طريق بائس للغاية، لكن هناك عائلات قائمة بالفعل تنهي حياتها على هذا المسار الذي يبدو بلا نهاية وبلا أمل.

 

طريق الصلح

 

وهذه خطة من ثلاث مراحل للصلح مع زوجتك اجتهد في العمل عليها.. خاصة في المرحلة الأولى التي هي أصعبها على الإطلاق وهي التي قد تحلحل الوضع.

 

المرحلة الأولى (اعتذار بلا مبررات)

 

عليك أن تعتذر لها بشكل صادق وواضح وتحمل نفسك المسئولية كاملة دون أن تحاول تبرير ما حدث (على الأقل في هذه المرحلة).. قل لها: أنا آسف من قلبي ونادم لما قمت به.. أنا أخطأت في حق الله قبل أن أخطئ في حقك وتبت إلى الله توبة نصوحًا فساعديني على توبتي (هذا الكلام عندما يخرج من قلب التائب الحقيقي يكون له وهج الصدق فيصل للقلب مباشرة).

 

من الممكن أن تكتب لها هذا الكلام في رسالة طويلة بخط اليد تحمل هذه المعاني وتمنحها لها مع هدية رمزية مصحف أو سجادة صلاة مثلاً.

 

كرر كلامك أو رسائلك.. رسالة اعتذار أخرى بنفس المعنى مع بضع كلمات عاطفية تعبر عن افتقادك لها مع باقة من الورد.

 

رسالة ثالثة للاعتذار والندم وتشرح فيها أنك مقدر مقدار الألم الذي تعيشه هي وأنه يجرح قلبك قبل قلبها مع قطعة شيكولاتة مفضلة لها.

 

اترك مدة أسبوع بين كل رسالة وأخرى ولا تتوقف.. رسالة رابعة تعتذر وتشرح لها مدى حبك مع هدية ذهبية في حدود قدراتك.

 

ساعدها في مهام المنزل.. اشترِ لها جهازًا منزليًّا تحتاجه.. اطلب طعامًا جاهزًا.. خدمات بسيطة تبين مدى اهتمامك بها لها تأثير كبير على القلب.

 

جهّز رحلة لك ولها وللأولاد في مكان تحبه هي.. أنا أقدم لك مقترحات أنت فكر في حلول أكثر إبداعية، وأكثِر من الإلحاح على الله بالدعاء أن يصلح لك زوجك.

 

في الوقت المناسب اطلب منها بشكل صريح أن تسامحك وتأخذ كل الضمانات التي تريحها نفسيًّا وأهمها كلمة سر هاتفك كضمان أنه لا يوجد لديك ما تخفيه.. إن طلبت منك حذف زميلات العمل فقم بحذفهن، نحن نريد أي طلب منها أي إشارة حية على الاستجابة كي نبادر بتنفيذها؛ لأن ذلك يعني أن مرحلة الجمود تتلاشى، ولو أن هذا حدث فنحن على الطريق الصحيح للحل (سكة السلامة).

 

المرحلة الثانية (مرحلة المصارحة)

 

إذا قبلت الزوجة اعتذارك وتم استئناف الحياة الزوجية فلا بد من مناقشة ما حدث بطريقة مختلفة حتى لا يتكرر نفس الخطأ مرتين؛ فأنت وإن كنت تحملت كافة المسئولية في المرحلة الأولى للصلح فإن هناك أمورًا أزعجتك وحاجات تفتقدها ولا بد أن هذه الأمور تصل للزوجة، لكن دون أن تتهمها أنها هي السبب الخفي فيما قمت به.. أنت تريد أن تشرح احتياجاتك مشاعرك دون انتقاد لها أو اتهام.

 

مثلا قل لها: أنا كنت أشعر بالفراغ.. كنت أشعر أنني بحاجة لمن ينصت لي.. كنت أشعر بالإحباط.

 

قل لها: أنا بحاجة للشعور بالاهتمام.. بحاجة لكذا وكذا دون أن تقول لها أنت مقصرة معي.. أنت مهملة في كذا.

 

قل لها: أنا أحب البيت مرتبًا ونظيفًا هذا يجعل نفسيتي أهدأ.. كيف أساعدك؟ ما الذي تحتاجين إليه ليدعمك، وهكذا وبهدوء شديد تشرح كل ما في نفسك وتمنحها نفس الحق في البوح بما فيه شرح مشاعرها في تلك الفترة وانصت إليها بصدق واهتمام حتى تبني حياتكم بشكل عميق وقوي.

 

المرحلة الثالثة (مرحلة البناء الجديد)

 

في هذه المرحلة لا بد من وضع أسس جديدة لحياتكم الزوجية بحيت يتم اعتماد الحوار والمصارحة والشفافية فيما بينكم، وهي مرحلة لا بد أن يكون فيها صور من الصيانة الدورية فتكون لكم جلسة مصارحة شهرية وسنوية لمتابعة حياتكم ومنحها دفقات من التجديد كالخروج معًا لتناول العشاء دون الأولاد أو السفر القصير دونهم.. وهنا تصبح علاقتكم أقوى وأفضل من الأول يتم لها صيانة دورية وتكون هذه التجربة القاسية نقطة تحول للأفضل.. بالطبع للوصول عند هذه النقطة نحن بحاجة لبذل كثير من الوقت والجهد، لكنني فقط أردت أن أوضح لك أبعاد المراحل الثلاثة.. أسعد الله قلبك وأصلح ما بينك وبين زوجك، وتابعنا بأخبارك دائمًا.

 

روابط ذات صلة:

حلول واقعية للجفاء في الحياة الزوجية

أنا السبب في انهيار حياتي.. هل هناك أمل في إصلاحها؟

الرابط المختصر :