Consultation Image

الإستشارة 15/04/2025

السلام عليكم، أنا مشكلتي يمكن تكون غريبة شوي، بس بجد محتاجة أعرف حكمها من ناحية شرعية. أنا متزوجة من فترة، وصار بيني وبين زوجي شوية خلافات، عادية يعني… بس لاحظت شي خلاني أتوتّر. كنت ماسكة موبايله بالصدفة، وفتحت تطبيق الملاحظات، ولقيت إنه كاتب جملة كده بالضبط: "قررت أطلّقها، بس مش اليوم…" والملاحظة مكتوبة من أيام، بس ما صار شي رسمي ولا اتكلم معي بشي، ولسه عايشين سوا عادي. أنا بصراحة اتلخبطت، هل مجرد كتابة نية الطلاق، حتى لو كانت على الموبايل ومن غير ما يقولها، تعتبر طلاق شرعًا؟ يعني هل كده يقع الطلاق؟ ولا لازم يكون فيه لفظ صريح؟ وبصراحة، هل النية لوحدها تِحسب عليه حتى لو ما أعلنها؟ أنا مو ناوية أكبر الموضوع، بس بدي أعرف وضعي… هل أنا زوجته شرعًا لحد اللحظة؟ ولا فيه شي أنا مش منتبهة له؟

الإجابة 15/04/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

 

فنية الطلاق لا تعد طلاقًا، على الرأي الراجح عند جمهور الفقهاء؛ سواء كتبها الزوج على التليفون، أم لم يكتبها، وسواء تلفظ الزوج بالنية أو أضمرها في نفسه، فلا ينبي عليها عمل، وفرق بين نية الطلاق وبين التلفظ بالطلاق، فلو نوى المسلم الصلاة أو الزكاة أو الصيام أو الحج أو غير ذلك ولم يفعله لا يكون مؤديًا لهذه الفرائض.

 

 ونوصي الأخت الكريمة مصارحة الزوج لمعرفة الأسباب التي جعلته يفكر في هذا الأمر وحلها في جو من الود والحب.

 

يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله -:

 

إن النية لا يقع بها الطلاق؛ لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم"؛ فالنية لا يقع بها الطلاق ولا العتق ولا الأحكام الأخرى من جهة العقود، لا بد من لفظ وهذا من رحمة الله وتيسيره جل وعلا، فإن القلوب يقع لها خطرات ووساوس ونيات فلا تؤاخذ بهذه الخطرات والنيات في طلاقها وعقودها وعتقها ونحو ذلك حتى يتكلم أو يعمل كأن يكتب الطلاق أو يكتب العتق.

 

ويقول صاحب المغني: إن الطلاق لا يقع إلا بلفظ، فلو نواه بقلبه من غير لفظ لم يقع في قول عامة أهل العلم منهم عطاء وجابر بن زيد وسعيد بن جبير ويحيى ابن كثير والشافعي وإسحاق وروي أيضًا عن القاسم وسالم والحسن والشعبي، واستند الجمهور إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم"، وقال قتادة إذا طلق في نفسه ليس بشيء، وقد توقف ابن سرين في المسألة كما نقل عبدالرازق عن معمر سئل ابن سرين عمن طلق في نفسه فقال أليس قد علم الله ما في نفسك قال بلى قال فلا أقول فيها شيئًا.

 

وذهب إلى وقوعه الإمام مالك في رواية أشهب عنه، وقد سئل إذا نوى الرجل الطلاق بقلبه ولم يتلفظ به لسانه فقال "يلزمه كما يكون مؤمنًا بقلبه وكافراً بقلبه"، وروى وقوعه عن الزهري كذلك وحجة هذا القول قوله تعالى: ﴿وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [البقرة: 284]، وكذلك حديث رسول الله ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". 

 

والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :