Consultation Image

الإستشارة 17/05/2025

النهارده ولأول مرة في حياتي انفجرت في أمي وقولتلها صراحة اني مبحبهاش لا كأم ولا كإنسانة.

ابويا وامي اتطلقوا وانا عندي سنة. ومن ساعتها معرفش عنه اي حاجة. سابني معاها وقطع كل علاقته بينا. من ساعة ما أتطلقت وامي هي اللي بقت مسئولة عني وبتصرف عليا. أنا وعيت علي الدنيا ولاقيتها قاسية عليا بتضربني وتشتمني وتعايريني باي عيب فيا او اي غلط بعمله وتطردني من البيت.

طول عمرها بتذلني. كل ما اطلب منها حاجة تقولي إنها مش ملزمة إنها تصرف عليا وإنها مقعداني معاها علشان مش لاقية اي حتة ترميني فيها وإنها بتصرف عليا صدقة.

عمرها ما طبطبت عليا ولا خدتني في حضنها. كلماتها المأثورة ليا "معقدة"، "مريضة"، "شكلك وحش ومنفر"، "معندكيش قبول"، "فاشلة"، "عانس"، "مكروهة ومرفوضة من كل الناس"، "مفيش راجل شمك حتي واتقدملك"، "محدش بيعرفك أو بيصاحبك إلا علشان المصلحة"، "دلدولة"، "صوتك مزعج"، "معندكيش شخصية"، "حقودة وغلاوية".

كل ما تحصل حاجة وحشة في حياتي تقول انه بسبب "أني مش راضية عنك وربنا كمان مش راضي عنك".

ذكرياتي معاها كانت لما تشتمني قدام أصحابي والجيران ولما ضربتني مرة بالقلم قدام مدرستي. ولما قالتلي ان الشغالة اللي عندنا جزمتها برقبتي (قدامها) واني لو زعقت فيها (الشغالة) تبقي هي كمان تضربني بالجزمة. لان الشغالة لها لازمة واهم مني لأنها عمرها ما استفادت مني اي حاجة. بالعكس أنا دايما بأخذ منها وعبء وابتلاء في حياتها.

لما كنت بعيا كانت تزعق وتقول ان أنا اللي عملت كده في نفسي. ومرة كنا عند الترزي وعمل الفستان قصير اوي فاتخانقت معاه وقعدت تضربني علي رجلي وتشرحله ان المفروض رجلي ما تبقاش باينة وقعدت تهزني وتشد الفستان جامد وبقت كل الستات اللي قاعدة بتضحك وانا عمالة أعيط بهدوء علشان ما تشتمنيش.

من وانا صغيرة كل حاجة لأ، ينفع اخرج مع أصحابي لأ، ينفع أصحابي يجولي البيت لأ "ده مش ابيت ابوكي علشان تعزمي حد فيه"، ينفع أخذ درس أو اشتري اي حاجة عجباني "روحي لابوكي اطلبي منه اه صحيح ده رماكي" وهكذا.

طبعا تلاقيكم بتتسألوا هي بتعمل كل ده ليه؟ أنا كنت بسمعها تقول لكل الناس ان اكبر غلطة في حياتها انها اتجوزت ابويا وخلفت منه البلوة دي (أنا) وأنها مش عارفة تتجوز بسببي واني وقفت حالها وبخلص فلوسها اللي من حقها هي وبس واني مسئولية مش المفروض تشيلها وان حياتها كانت حتاخد مجري تاني لو مكانتش اتجوزت وخلفتني. وممكن برضه لأني لما كبرت وبقيت في سن المراهقة بقيت بزعق وأجرح فيها واتطاول عليها في الكلام لما تشتمني لما اطلب منها اي حاجة أو اعمل تصرف اهبل أو غلط. ولما كانت بتضربني جامد، كنت بزقها جامد علشان تبعد عني.

وكنت دايما بفضل اقعد عند أصحابي بالساعات ومع امهاتهم وكنت بسمع كلامهم ونصايحهم ومش بسمع كلامها فده حسسها بالرفض. واني كل ما كنت استقل ماديا واعرف ناس جديدة، كنت ببعد عنها اكتر ومش بخليها تعرف عني حاجة.

أنا بقيت شخصية هشة، معقدة، كارهة نفسها واللي حواليها بيكرهوها، مش عارفة اشتغل ولا يبقي عندي علاقات من اي نوع. عايشة علي أدوية الاكتئاب، وزني بقي ١١٠ كيلو. مخرجتش من بيتنا إلا ٣ مرات بس بقالي اكتر من سنة. وده بسبب اني لما كنت صغيرة كان عندي أمل ان ربنا حيعوضني اوي واني حنجح في حياتي.

لكن لما كبرت ادركت ان لو كان فيه عوض كان جه من زمان. واني اتولدت وحظي قليل من الدنيا. غير اني عارفة ان ده عمره ما حيحصل نتيجة نشأتي ومشاكلي النفسية وكل قرار وخطوة غلط أنا أخدتهم. فالفشل والضياع اللي أنا فيه نتيجة طبيعية لكل ده. فأنا خلاص بقيت زاهدة في الدنيا ومش عايزة حاجة منها.

ان عارفة ان الوقت فات وان دي أصبحت حياتي ومعنديش اي أمل انها تتحسن. خصوصا اني متأكدة ان بسبب علاقتي الغير سوية مع امي وكمان دعواتها عليا المستمرة بالخراب هي اكبر عامل. هي دايما بتدعي عليا اني أفشل في كل حاجة وان ربنا ينتقم مني وان ربنا يشيل مني كل النعم واني أعيش طول عمري تعيسة ومكروهة ومأشوفش يوم واحد كويس ولا افرح باي حاجة.

ومرة دعت من قلبها جامد وأنا صغيرة اني عمري ما أتجوز وان ربنا يحرمني من الخلفة. ومن ساعتها وانا حاسة ان ده سبب اني بقيت عانس وان كل دعواتها عليا استجابت وان ربنا بيعاقبني وعمره ما حيصلح حالي ولا حكسب في الدنيا زي ما قالت. لان دعوات الأم مستجابة. فمهما حاولت اعمل اي حاجة او أغير من حياتي الطرق حتتسد في وشي بسبب دعواتها عليا. فايه الفايدة حتي من المحاولة؟

كل ده عادي... اللي مش عادي بالنسبالي ان بعد أسابيع من كلامها البشع واسطوانتها المعهوده ان كل الأمهات عندها بنات بتتباهي بيها ومفرحها في حياتها إلا هي بالعكس ربنا ابتلاها ببنت عانس فاشلة في كل حاجة بتتكسف وبتستعر منها خصوصا "اني مجنونة ومريضة نفسيا عايشة علي المهدئات".

لاقيت نفسي مرة واحدة بنفجر فيها وبقولها ان كل كلامها ده إسقاطات بتعبر عنها مش عني وإنها هي اللي فاشلة وغلاوية وإنها ست قاسية وشريرة متعرفش الحنية ولا الرحمة وإنها بتعلق كل حاجة وحشة فيها أو حصلتلها عليا. وان مرضي النفسي هي السبب فيه. واني بكرهها وعمري ما حبتها وان نفسي ربنا يجبلي حقي منها في الدنيا وان ربنا ابتلاني بيها وبأبويا. وان اللي زيهم مكانش ينفع يخلفوا ابدا.

أنا ندمت جدا علي الكلام ده بعدها لان مفيش اي مبرر في الدنيا ان حد يجرح أو يوجع حد ويقوله كلام زي ده. خصوصا لو كانت أمه لأن مهما كان هي ربتني ووفرتلي بيت واكل وشرب ولبس وعلمتني وصرفت عليا كتير ولسه بتصرف عليا. فهي ما تستهلش ده.

بس بعد كلامي القاسي النهارده لها اتصدمت في نفسي وتحولي لشخصية قاسية بشعة ممكن تجرح أو تهين حد بالشكل ده. واني قد إيه شخص غير سوي وحد وحش اوي من جوه كله سواد وشر ونفسنة.

أنا ممكن أكون ضحية ظروفي لكن أكيد مش ضحية تصرفاتي خصوصا وانا إنسانة واعية وقربت ادخل علي الأربعين. أنا كنت دايما بشوف نفسي رغم كل عيوبي اني حد طيب الي حد ما وغير مؤذي واني بتجنب كل حاجة وببعد عن كل الناس علشان أتجنب اي مشاكل وبجي علي نفسي علشان مضايقش حد. بس الحقيقة طلعت غير كده للأسف.

أنا مش عايزة أصالح ولا اعتذر لامي مش بس علشان مفيش حاجة ممكن تتقال بعد الكلام ده بس لأنها دايما بتستغل الاعتذار لاهانتي وتجريحي ولما بحاول أبوس رأسها بتزقني بعنف. وبتقعد تدعي عليا اكتر. غير اني بصراحة مش قادرة اضغط علي نفسي اكتر من كده وأتعامل معاها باي شكل. جوايا مات تماما من ناحيتها.

انا كل همي دلوقتي اني اصلح وانضف نفسي وقلبي من جوه واني احاول ابقي شخص طيب وكويس، كمان عايزة ربنا يرضي عني علشان ما أخسرش آخرتي زي ما خسرت دنيتي كلها. تنصحوني ابتدي ازاي واعمل ايه؟

الإجابة 17/05/2025

أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقع البوابة الإلكترونية للاستشارات...

 

أشعر بك –غاليتي- وأشعر بما تعانين منه وأعلم أنه مؤلم للغاية وليس سهلا بالتأكيد، وعلى الرغم من ذلك ورغم كل الإحباطات لمست قوة إيمانك بالله تعالى واليوم الآخر.. هذا الإيمان الذي سوف ينتشلك من كل ما تعانين منه ﴿وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾.

 

ابنتي الحبيبة، ما تعانين منه ابتلاء من الله عز وجل ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾.

 

غاليتي، سلاحك في مواجهة هذا الابتلاء هو الصبر الجميل، فأنت مطلوب منك الصمود مع الأخذ بأسباب النجاة حتى تجتازي هذه الهوة العميقة

 

أسباب النجاة

 

أختي الغالية، المرض النفسي ليس جنونًا.. ليس سبة.. ليس عارًا هو اضطراب في كيمياء الدماغ، مرض مثله مثل بقية الأمراض، وبالتالي فعليك الحرص على زيارة طبيبك النفسي بانتظام وتناول الأدوية التي يصفها لك بدقة وبجرعتها المقننة، فأدوية الاكتئاب أدوية مثل بقية الأدوية والعقاقير، الحديثة منها أعراضها الجانبية محدودة، وأنت إن التزمت بأدويتك فسيقوم الطبيب بوقفها بعد فترة وبصورة تدريجية بينما عدم الالتزام يطيل أمد العلاج.

 

أختي الكريمة، العلاج الدوائي وحده لا يكفي فأنت بحاجة لقراءة والاستماع للقرآن الكريم ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾، القرآن –غاليتي- يشفي روحك ويداوي ندوبك ويمنحك الطاقة التي تستطيعين بها مواجهة الحياة.

 

غاليتي، تعرضي لضوء الشمس في الصباح أو قبيل الغروب هذا الضوء علاج مجاني يحسن الحالة المزاجية، فإن السيروتونين ناقل عصبي يساهم في الشعور بالسعادة والراحة النفسية، ويؤدي التعرض لأشعة الشمس إلى تحفيز المخ على إفراز المزيد من مادة السيروتونين هذه، فلا تبخلي على نفسك بدقائق تتعرضين فيها لضوء الشمس.

 

صدقيني في مرحلة لاحقة ستشعرين أنك قادرة على الخروج من البيت، وقتها يمكنك المشي في محيط سكنك ولو ربع ساعة، فهذه الحركة تحفز هرمون الأندورفين وهو أحد هرمونات السعادة الذي يقلل الألم والتوتر والقلق.

 

حبيبتي، احرصي على أذكار الصباح والمساء وتذوقيها بقلبك.. قولي "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين".. قولي "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"، فيكفيك الله كل ما أهمك، فهذه أدعية وأذكار ترفع عنك الكرب والهم.. غاليتي، تمسكي بأسباب النجاة وادمجيها مع الذكر والدعاء والقرآن مع الدواء ونمط الحياة المختلف.

 

الشظية الجارحة

 

أختي الكريمة، هل رأيت من قبل إناء زجاجيًّا جميلاً وقع وتحطم إلى شظايا صغيرة.. والدتك تشبه هذا الإناء الذي تحول لشظايا، مسكينة هي لأنها محطمة لكنها جارحة كتلك الشظايا، هذا لو أردنا باختصار أن نحلل شخصيتها ولماذا تسلك مثل هذه السلوكيات، لكن هي أمك كما ذكرت أنت في رسالتك..

 

أنت بفضل الله لا تنسين ما قامت به، فهي رغم كل شيء لم تتخل عنك واهتمت بطعامك وسكنك وتعليمك وأنفقت عليك الكثير ولا تزال، وحافظت عليك قدر ما أتيح لها ووفق قدراتها النفسية المحطمة، وأنت إنسانة تريدين رضا الله عز وجل ورضاه لا يتحقق إلا ببرها مهما كانت قاسية ومهما سلكت من سلوكيات رديئة حتى لو بذلت كل طاقتها كي تكفري بالله ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾.

 

أنت مطلوب منك برها والإحسان إليها، أما رضاها فهو أمر ليس بيدك، ففرقي بين الأمرين، عليك أن تبذلي أقصى جهد في الإحسان إليها ومحاولة استرضائها والله شاهد على محاولاتك وكفى به شهيدًا.. استغفريه على ما كان منك في مراهقتك، واطلبي منها أن تسامحك عما قلته في الحاضر وعن أي إزعاج سببته لها في الماضي.

 

أعلم أنه صعب عليك أن تعاودي الحديث معها؛ لذلك يمكن أن توسطي طرفا آخر، خالك أو خالتك أو داعية معروفًا في المنطقة التي تسكنون فيها، المهم في الشخص الذي يتدخل أن يكون له تأثير عليها وأن يبتغي وجه الله في عمله، فكري جيدًا فستجدين.

 

ادعي الله أن ييسر الأمر ويفتح قلبها المغلق تجاهك فهو سبحانه من بيده القلوب.. ادعيه من قلبك وسيستجيب لك وادعيه ألا يجعل في قلبك غلاً للذين آمنوا وأن يشرح صدرك وأن يجعلك بارة بوالديك، وادعي لهما بالمغفرة والهدى فستشعرين أن النيران المشتعلة في قلبك تخمد بعد الدعاء وستجدين بردًا وسلامًا.. جاهدي نفسك في ذلك حتى لو لم يكن قلبك متجاوبًا معك ومع التكرار ستلمسين التحول.

 

أختي الكريمة، هذه هي الخطوة الأولى التي ستخرجك من عنق الزجاجة الخانق، ولا أريد أن أتعجل الخطوات فأنت بحاجة للخروج إلى الحياة الرحبة، لكن أريد منك الآن أن تبدئي الخطوة الأولى الأخذ بأسباب النجاة والإحسان لوالدتك، فتوكلي على الله وهو سبحانه سيبارك خطواتك، وتابعيني بأخبارك وما قمت به.

الرابط المختصر :