23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. أميمة السيد
  • القسم : تربوية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 252
  • رقم الاستشارة : 625
09/01/2025

ابني يبلغ من العمر سنتين ونصف، وقد رزقنا بمولود جديد منذ ثلاثة أشهر، المشكلة تكمن في أن ابني بدأ يقرصنا جميعًا أنا، وإخوته الأكبر، ووالده، وحتى أبناء عمومته وخالاته. قرصاته قوية جدًا، لدرجة أنها تترك أثرًا واضحًا على الجلد. أتفهم أن هذا السلوك ناتج عن غيرته، وأحاول التعامل معه بطرق متعددة. أحيانًا أحتضنه وأحاول تهدئته، وأحيانًا أخرى أوبخه وأخبره بأن ذلك خطأ. في بعض الأحيان، عندما تكون قرصته شديدة جدًا، أضطر إلى قرصه بنفس الطريقة ليشعر بالألم، كذلك، أقوم بإخراجه من الغرفة التي نجلس فيها وأغلق الباب، ومع ذلك، لم تُجدِ هذه الأساليب نفعًا، ولم أعد قادرة على السيطرة على الوضع في المنزل، أود الإشارة إلى أنني لا أحمل المولود الجديد كثيرًا، وأقضي معظم وقتي مع ابني الأكبر. كما أنني لم أقم بضربه أبدًا، إلا بعد أن بدأ في موضوع القرص. أتمنى أن تفيديني بطريقة فعّالة للتعامل مع هذه المشكلة.

الإجابة 09/01/2025

أيتها الأم الصغيرة، أولًا، اطمئني لأن تصرفات طفلك في هذا العمر، كتعبيره عن نفسه باستخدام العنف أو إيذاء الآخرين، أمر طبيعي وشائع، كما أن غيرته من أخيه الجديد تعكس وعيه وحساسيته للتغيرات من حوله؛ ما يدل على ذكائه وتفاعله مع محيطه.

 

قد تكون هناك أسباب عديدة وراء تصرفاته، منها شعوره بأن أخاه الصغير تسبب في تغيير كبير في حياته، أو أنه يحاول لفت انتباهك وانتباه الآخرين إليه، وربما لاحظ انزعاجك أو ألمك في فترة الوضع وبعدها، فربط ذلك بالمولود الجديد، عموما لا داعي للقلق، إذ يمكنك اتباع النصائح التربوية التالية للتعامل مع الموقف:

- اعرضي له صورًا تخصه وهو رضيع، وأخبريه كيف كان يتلقى اهتمام الجميع مثله تمامًا، احكي له عن مواقف مر بها في صغره لتوضحي أن كل طفل يحتاج إلى عناية خاصة في مراحله الأولى.

 

- احتضنيه كثيرًا، واجعلي خدك يلامس خده ليشعر بالأمان والاحتواء، كرري له عبارات مثل: "أنا أحبك دائمًا"، لكن تجنبي ربط حبك بشرط، مثل: "سأحبك إذا أحببت أخاك".

 

- اجعليه يشاركك في بعض الأمور البسيطة، مثل إحضار الحفاض أو المساعدة في تهدئة أخيه، دون تكليفه بما يفوق طاقته، يمكنك أيضًا السماح له بحمل المولود لبضع دقائق وأنتِ تراقبينهما عن قرب.

 

- أظهري بعض الانزعاج أحيانًا عند تغيير حفاض المولود أمامه، وكأنك تتأففين من رائحته، هذه الطريقة قد تمنع طفلك من محاولة جذب الانتباه عبر العودة إلى التبول أو التبرز على نفسه.

 

- ومن الضروري أن تتجنبي العنف معه، فلا تردي على قرصاته بعنف أو قرص مماثل؛ لأن العنف يولّد عنفًا أكبر، بدلاً من ذلك أظهري استياءك بوضوح، واعتمدي على الخصام المؤقت أو الحرمان من بعض الأنشطة المحببة كوسيلة تأديبية.

 

- خصصي وقتًا للخروج معه وحده دون المولود، كزيارة الحديقة أو التنزه، ليشعر أنه لا يزال مُهمًّا ومحبوبًا.

 

- وهنا دور الأب مهم جدًّا، فينبغي عليه أن يشاركه اللعب ويشعره أنه مميز لأنه "الأخ الكبير".

 

- إذا كان بالإمكان، اشتركي له في حضانة آمنة توفر أنشطة تعليمية وترفيهية، أو دعيه يقضي وقتًا مع أطفال آخرين من الأقارب أو الجيران.

 

وعليكِ أن تطمئني أن هذه المرحلة مؤقتة وستمر بسلام بإذن الله تعالي، ولكن استمري في إظهار الحب والاحتواء، مع تطبيق الحدود المناسبة لسلوكه، أسأل الله أن يحفظ لكِ أسرتكِ ويرزقكِ الحكمة والصبر على تربيتهم.