Consultation Image

الإستشارة 03/03/2025

شيخي الفاضل، بالرغم من ثقتي برب العالمين إلا أنني في حيرة من أمري، لعلي أجد لديكم حلاً.

أنا فتاه عُقد قراني على رجل، وكنت راضية تمام الرضى. بعد قراني كرهنا بعضنا بصورة غريبة، لعل ما أصابنا عين، فأخذنا من أقاربنا وقرأنا عند مشايخ، والآن استمرينا بالقراءة حوالي شهر وازداد كرهي له.

شيخي، هل أطلب الطلاق أم أستمر بالقراءة وأرتبط به؟؟ مع العلم أنني لم أتزوج بعد؟؟ أجيبوني بأسرع وقت أرجووووكم.

الإجابة 03/03/2025

أختي الكريمة، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بك، ونشكرك على ثقتك بنا، وأسأل الله -عز وجل- أن يجعلنا أهلاً لهذه الثقة، وأن يوفقنا لمساعدتك في تخفيف آلامك وإزالة همومك، وبعد:

 

فالحمد لله عز وجل أن رزقك الثقة به والتوكل عليه، ولا أجدك وقد سمَّيت نفسك «بنت العقيدة» في حاجة لأن أحدثك طويلاً عن الإيمان بقدر الله عز وجل، والرضا به، وأننا في حياتنا لا يصيبنا إلا ما كتب المولى -عز وجل- لنا، وأنه ما من شيء يحدث في هذا الكون إلا بإرادته ومشيئته سبحانه وتعالى؛ فاللهَ أسأل أن يجعل اسمك هذا على مسمَّى يستحقه.

 

أختي الفاضلة، لم تذكري تفاصيل عن نفسك ولا عن الرجل الذي عقد عليك، لكي نستطيع الحكم من حيث المبدأ على التكافؤ بينكما، واستعداد هذه الزيجة للاستمرار، وهل هناك أسباب أو صفات معينة في أي منكما أوجبت هذا التنافر بينكما أم لا، لنحاول علاجها أو اتخاذ القرار وفقها، قبل أن نتهم أعين الحساد، ونتيه في تلك المتاهات.

 

على أية حال، أدعوكما أختي أولاً إلى تحليل علاقتكما بواقعية وصراحة، ومحاولة البحث عن السبب الحقيقي لهذا التنافر والكره، ودراسة إمكانية علاجه من عدمها، فإن أعياكما الأمر ولم تجدا سببًا منطقيًّا إلا أن يكون هذا نتيجة حسد، فأنصحكما أن تعيدا الكرَّة مرة أو مرتين مع شيخ صالح خبير بهذه الأمور، يقرأ عليكما الرقية الشرعية، وبحكم خبرته ومن نتيجة القراءة سيخبركما إن كان الحسد هو السبب في هذا الكره والتنافر أم لا.

 

على أن يسبق هذه الرقية ويصاحبها ويستتبعها التزام كل منكما بطاعة الله عز وجل، والبعد عن معصيته، ودوام الدعاء والابتهال إليه سبحانه وتعالى أن يمن عليكما بالرأي السديد.

 

فإن تم العلاج وعادت الأمور بينكما إلى مجاريها الصحيحة، فبها ونعمت، ونسأله سبحانه أن يبارك لكما وعليكما ويجمع بينكما في خير.

 

أما إن استمرت الحال على ما هي عليه، ولم تشعرا بتغير في هذه المشاعر، فلا يصح أن نبني حياة زوجية وما يستتبعها من واجبات والتزامات على مشاعر الكره والبغض والتنافر، وإلا فشلت وتحولت إلى سبب دائم للحزن والكآبة، ولا نتوقع لها أن تعمر طويلاً، فإن يحدث الانفصال الآن أولى وأفضل من أن يحدث بعد أيام أو شهور أو أعوام تُستنزف فيها الأعصاب والمشاعر، وبعد أن يأتي نتيجة هذا الزواج أولاد يتحملون عبء هذه الحياة الكئيبة ومصائب انفصال الأبوين، ولا ذنب لهم في هذا.

 

وأدعوك مع هذا –أختي الكريمة– إلى استخارة الله عز وجل أولاً، ليقدر لك الخير، ويرضيك به، ولتحمدي الله –يا بنت العقيدة– في كلتا الحالتين، على ما يقدره لك، فهو سبحانه وتعالى أعلم بما يصلحك ويسعدك، (ألا يعلمُ من خلقَ وهو اللطيفُ الخبير) [الملك: 14].

 

فلا تقنطي –أختي الفاضلة– ولا تيأسي من روح الله، فهو سبحانه وتعالى أرحم بالعبد من الأم بولدها، كما أنك –أطال الله عمرك وأحسن عملك– ما زلت في مقتبل العمر، وعسى أن يجعل الله عز وجل لك من بعد عسر يسرًا، ومن بعد ضيق فرجًا.

 

ونحن بدورنا ندعو الله -عز وجل- لك أن يقدر لك الخير، وأن يرزقك سعادة الدارين، وأرجو أن تتابعينا بأخبارك، وتعلمينا بأية تفاصيل أخرى ترين أنها قد تساعد في الوصول لقرار سريع.

 

وفقك الله عز وجل، تابعينا بأخبارك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرابط المختصر :