Consultation Image

الإستشارة 23/04/2025

الله يعطيك العافية، تقدم لخطبتي رجل عمره "٣٩ سنة"، وأنا عمري "٢٧ سنة"، استشهدت زوجته وطفله ووالده، وتبقى له طفل واحد، وهو حافظ لكتاب الله -تعالى- ذات أخلاق وسمعة طيبة... حقيقة أخشى من فارق العمر أن يؤثر على حياتي الزوجية والأسرية ولا يكون يننا توافق، فبماذا تنصحينني؟

الإجابة 23/04/2025

الله يعافيك، أسأل الله -تعالى- أن يرزقك الزوج الصالح الذي يأخذ بيدك لبناء أسرة يحبها الله -سبحانه وتعالى- ويرضى عنها.

 

أشكرك على ثقتك بموقعنا "استشارات"، وثقتك بنا في إرشادك لأمر مهم يتعلق بزواجك، أسأله العليم الخبير أن يرشدني إلى صواب القول بما يتحقق به اطمئنان قلبك ويكون لك خيرًا في الدنيا والآخرة.

 

قبل كل شيء أستعين بالله -تعالى- فهو الموفق فلا حول لي ولا قوة إلا به عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

 

أختي الفاضلة، ما أجمل الصفات التي يمتاز بها خاطبك من حفظ القرآن الكريم، وسمعته الطيبة، وكذلك أخلاقه.

 

وهذا إن دل فإنه يعطي دلالة جميلة مريحة للقلب بأن من الذين أوصى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالقبول به من ترضون دينه وخلقه.

 

والسمعة الطيبة تؤكد أن معاملته لزوجته -رحمها الله تعالى- معاملة حسنة، فبالتأكيد السمعة الطيبة جاءت بعد سؤال عائلتك عنه، فأنت لم تسمعي شيئًا سيئًا عن أخلاقه في حياته الأسرية الأولى.. وكل ذلك يعطي مؤشرات إيجابية تقترب أكثر من استقرار النفس للقبول.

 

ولكن قبل كل ذلك عليك الاستعانة بالله -تعالى- والإكثار من الدعاء والاستخارة، وبإذن الله -تعالى- سيهدي قلبك إلى قرار الصواب.

 

من سؤالك يتضح بوجود رغبة بالقبول، لكن بنفس الوقت لديك شيء من الخوف يمنعك من تأكيد قبولك، وهذا شيء طبيعي في اتخاذ أي قرار، فكيف إن كان يتعلق بحياتك الزوجية والأسرية.

 

الفارق في العمر بينك وبين المتقدم لخطبتك تقريبا "١٢ سنة"، حقيقة أنه ليس بذات الفارق الذي يجعل التردد لديك يشعرك بالخوف.

 

الرجل حينما يكون أكثر نضجًا يكون أكثر حكمة في اتخاذ القرارات والاهتمام بعائلته، خاصة أنه سبق له الزواج، وبذلك يكون قد تعلم الكثير وسيعلم أين أصاب، وأين أخطأ ويكون أكثر قدرة لفهم المرأة التي تكون زوجته لاحقًا.

 

كثير من عقود الزواج كان الفارق أكبر من ذلك، والحمد لله كانت عقودًا متينة لم تفك عقدها.

 

اطلبي من والدك أن يجلس معه تكرارًا، ولك الحق أيضًا بالحديث معه ضمن ضوابط شرعية بحضور الوالد، وحاولي الاستماع له حتى يتضح لك شيء من طريقة تفكيره وأسلوبه بالكلام، فغالبًا الحديث يعطي مؤشرات عن الشخص المتحدث.

 

ولذلك أختي الفاضلة، إذا كان هذا الخوف فقط بسبب العمر فأرى أنه لا يوجد شيء كبير يشعرك بالخوف طالما تواجدت صفات صلاح الدين، والتوافق الفكري والاجتماعي، وغيرها من الأمور الأخرى.

 

لكن لفت نظري في سؤالك أنك ذكرت بأن له طفلاً، وهذا الطفل يتيم، أي أنه ليس بطفل عادي، فتذكّري أنك عند موافقتك للخاطب أنك وافقت على أسرة وليس شخصًا واحدًا، إنما عائلة فيها طفل يحتاج إلى كثير من الحب والحنان والرعاية والاهتمام، أي أنك في حال الموافقة ستكونين زوجة وأُمًّا بالوقت ذاته.

 

أوصيك أختي الفاضلة بهذا الطفل فهو بوجوده فتح الله -تعالى- لك به بابًا عظيمًا من الأجر فلا تغلقيه، وفارق السن بينك وبينك خاطبك سيساعدك كثيرًا بأن تكوني أُمًّا قبل  الإنجاب.

 

أسأل الله -تعالى- أن يقدر لك الخير ويرضيك به... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

الرابط المختصر :