الدعاء إنما هو طلب من الله تعالى أن ييسر للإنسان الخير، ولا يعني إجباره عليه، فقد يفتح الله تعالى لك أبواب الخير، لكنه ما يجبرك عليها، فقد تكون أمامك هذه الأبواب ولا تذهب إليها، فقد تدعو أن يهديك الله، فيستجيب الله تعالى دعاءك، فتجد زميلا يدعوك للذهاب لدرس علم، أو للجلوس معه في ذكر، أو اصطحابك لمساعدة محتاج، فهل في هذه الساعة تجبر على الفعل أم يبقى اختيارك أن تذهب معه أو ترفض ما يدعوك إليه؟

فهذا هو أثر الدعاء، تيسير للفعل، وليس فعلا جبريا.

قال تعالى: "والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم"، والله تعالى لا يجبر الإنسان على فعل خير، ولا يجبره على فعل شر، وإنما كسب المرء بما عمل هو، وإن كان هناك من خير يسوقه الله تعالى للإنسان، فهو هدية من الله، وللإنسان أن يتقبل هدية الله، فيفوز بثوابها، أو يرفض هدية، ليبقى في غوايته.