Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. مسعود صبري
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 31
  • رقم الاستشارة : 1204
05/03/2025

أعمل محرر إنترنت بجريدة بدولة خليجية منذ عام، وخلال هذا العام تعرضت للعديد من مشاكل العمل سواء كانت هذه المشاكل ناتجة عن بعض الممارسات المؤسفة لبعض الزملاء بالجريدة أو لعدم تخصص أصحاب الجريدة صحفيًّا وعدم فهمهم لطبيعة العمل المتعلق بالإنترنت والصعوبات التى تواجه المواقع الالكترونية، حيث أعاني هنا من قلة إمكانات الموقع حيث لا يوجد فى الموقع الذى أتولى مسؤولية التحرير فيه سواي وأحد الشباب الخليجيين يعمل كمحمل للمواد وللأسف غير مؤهل لتحمل أي مسؤلية أي شيء بالموقع... والمشكلة تكمن فى عدم رضاء أصحاب الجريدة عن أدائي فى العمل... مما يهدد تواجدي هنا والعودة إلى مصر مرة ثانية.... والمشكلة أني تركت عملي في مصر ولا أستطيع العودة إليه مرة ثانية... وظروف العمل في الصحف المصرية صعب أو قل شبه مستحيل... ولذلك أشعر بقلق شديد يؤرقنى ولا استطيع النوم من كثرة التفكير فيما هو آت... ويعلم الله تعالى أني لا أدخر جهدًا في سبيل تحقيق أعمال وأفكار جيدة للموقع ولكن تكالبت الظروف على (عدم فهم أصحاب الجريدة لطبيعة العمل الصحفى وتحديدًا الصحافة الالكترونية - ومضايقات بعض الزملاء وسلوكياتهم غير الطيبة معي ومع بعضهم البعض والتى لا أستطيع أن أفعل مثل أفعالهم)... أرجو منكم الإفادة حيث إني بحق أشعر بقلق رهيب وتفكير مستمر فى المستقبل وما سوف يحدث لو فقدت وظيفتي هنا حيث أخشى من العودة (وفي الغالب سوف أعود) ولا أستطيع الحصول على عمل... وهل هذا القلق ضعف إيمانى وعدم توكل... شاكر لكم مجهودكم وأعتذر للإطالة... وللعلم حالتي النفسية سيئة للغاية.

الإجابة 05/03/2025

الأخ الفاضل:

 

من الطبيعي أن يسعى الإنسان إلى تثبيت أركانه في عمله، والسعي للتفوق فيه، ولن أدخل في تفاصيل عملك وطبيعة الخلاف الفكري بين البيئات في العمل الصحفي، والفرق بين العمل الصحفي والعمل على مواقع الإنترنت، المهم سؤالك من القلق والتوتر النفسي وضعف الثقة والإيمان، فأقول لك:

 

الذي عليك أخي أن تأخذ بالأسباب، وأن تسعى جاهدا أن تكون كفئا في عملك، وأن تجلس مع أصحاب الموقع وأن تفهم منهم نقاط الضعف التي يرونها، وأن تفكر جيدا في إزالة هذا اللبس، وإن وجدت في كلامهم ما هو حق، فاسع إلى تعديله، فكلنا ذوو خطأ، والإنسان لا يصل إلى درجة الكمال في شيء، فالكمال لله وحده.

 

أما خوفك على مستقبلك ورزقك، فهذا خطأ محض؛ لأن الرزق بيد الله تعالى، والذي كتب لك السفر من مصر لدولة خليجية، قادر على أن يقدر لك خيرًا منها، فإن استقر بك المقام فاحمد الله، وإن لم يستقر، فاعلم أن الخير فيما سيقدره الله تعالى، ونحن نرى بأعيننا ونفكر بعقولنا القاصرة، ولكن علم الله تعالى أحاط بكل شيء، ولا تقلق، فقد كتب لابن آدم رزقه وهو ما يزال جنيا في بطن أمه، وكما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن روح القدس نفث في روعي أن لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب"، وقال أبو بكر رضي الله عنه: علمت أن رزقي لن يأخذه غيري، فاطمأنت نفسي.

 

فأزل القلق من نفسك، ولا تهتم لما قد يحدث، لأن هذا من ضعف الثقة بالله تعالى، بل اعمل ما يجب عليك، أما ما لك، فإن الله تعالى تكفله لك، فلا تقلق عليه، ولا تدري أين الخير لك.

 

ادع الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، فإنه كما قال سبحانه: {والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.