وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا بك أختي الكريمة وبارك الله لك حرصك على تحري الحق والعمل به.

أختي الكريمة بالنسبة لخطيبك فهو ليس عاطلا ولا متواكلا؛ بل ما فهمته أنه قام بتأجير العقارات التي تركها له أبوه، وهذا في حد ذاته يعد استثمارا، ما دام يدر دخلا.

أما اختلافكما على أيهما أولى أن يؤجر العقارات أم ينشئ مشروعا فهذا راجع إلى الموازنات الاقتصادية في البلد الذي تعيشون فيه فالأمر قابل للخلاف أيهما أكثر جدوى اقتصادية؛ فربما يكون ما قام به أولى وأفيد لكما ولحياتكما من إنشاء مشروع.

لكن ما أود الإشارة إليه ما قاله خطيبك من أن مشاريع الموبايلات والمأكولات وما شابهها لا تخدم الدين؛ فهذا في الحقيقة فهم مغلوط؛ فمطلوب أن يدخل المتدينون في هذه المشاريع ليضبطوها بضوابط الدين بدلا من تركها لغيرهم وهو ما يؤدي إلى انتشار أمور سلبية مثل الاحتكار والغش وغيرها من قيم تتعارض مع الدين.

ثم إن في هذا الفهم المغلوط إساءة وتشويها للدين وتصويره على أنه دين عبادات وطقوس داخل جدران المساجد فقط.

أختي توكلي على الله وابني حياتك مع خطيبك على التفاهم والحوار والإقناع العقلي، واحمدي الله عز وجل أن خطيبك حريص على حفظ القرآن وتعلم العلم الشرعي. واعلمي أن تعلمه للعلم الشرعي الصحيح سيوسع مداركه ويصحح مفاهيمه ويجعله يسير في الحياة على أرض صلبة واثقة من ربها، ومن نفسها وفكرها.

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.