22 فبراير 2025

|

23 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة 19/02/2025

قصتي باختصار أني أتجوزت جواز صالونات حوالي شهر خطوبة بس وبعد كده جواز على طول مكناش بنتكلم في التليفون وقعدت معاها مرتين تلاته بس في الخطوبة وبعد الجواز شفت منها وش تاني خالص عدم احترام وقلة أدب منها على طول وطولة لسان باستمرار من غير سبب وديما جايبة أهلها في الشقة عندي وعزماهم على الأكل وبتجيب أمها تنام ديما معاها في الشقة ومقصره في شغل البيت والتزامات البيت وبطلع ديما أسرار البيت برا ومش محافظه على بيتها وكانت بتسرق حاجات من الشقة عندي وكذا مره يحصل منها ده سرقت فلوس وحاجات كتير للأسف. وفى حاجات تانية ومشاكل حصلت منها غير السرقة على سبيل المثال عدم وجود النظافة الشخصية وبعد كل ده قالتلي عايزة أتطلق وطلبت الطلاق في اعتقادها أنها هتاخد كل حاجه حقوقها كاملة. بعد كده عملنا قاعده عرفيه حكمت بعفشها بس ومبلغ مالي يقدر بـ35 ألف جنيه وتطلق، أثناء الجلسة إخوتها رفضوا وقالوا عايزين كل حاجة، وبعد كده لما رفضت قالت أرجع وأعيش ونفتح صفحة جديدة. رجعت الشقة تاني هي وأمها بعد كده، وأثناء وجودي في الشغل غيرت كالون الشقة وحصلت مشكله بسبب دا وعملت محضر أني مش عارف أدخل شقتي وبعدها بكام يوم عملت محضر كيدي مدعية أنني أجبرها على الزنا مع رجال مقابل المال، وأقوم بضربها لتفعل هذا. بعد كده اتنازلت عنه بعد ضغط أعمامها وأخوالها علشان سمعه العيلة كلها. بعدها على طول رفعت نفقه زوجية وقائمة أسرة وأخدت أحكام فيها جابت شهود زور للأسف في موضوع الدهب إخوتها شهدوا زور وهي حلفت كدب على مصحف ربنا أن الدهب معايا وهو والله العظيم معاها. هي وأخواتها ديما يتعرضوا ليا وفى تهديد منهم باستمرار وبلطجة في المحكمة عملت إنذار طاعة عملت هي اعتراض وخسرته، جبت شهود ليا يشهدوا بالحق بلطجوا عليهم وتعرضوا لهم في قلب المحكمة. ورفعت أنا بعد كده دعوى نشوز وأثبت أنها ناشز بعد كده هي رفعت خلع واتطلقت وأخذت حكم قائمة بالدهب للأسف بشهود زور وحلفان كدب على مصحف ربنا ومستني دلوقتي التنفيذ من المحكمة. رأيكم أيه في موضوعي ده وحله إيه معاها من وجهة نظركم مع العلم بتسوء سمعتي باستمرار بأحاديث كدب، إزاي ممكن أتجاوز الأزمة دي نفسيًا وأعيد بناء حياتي من تاني بعد التجربة الصعبة دي؟ إيه النصائح الدينية علشان ما أوقعش في نفس التجربة دي تاني في المستقبل؟ فيه توجيهات شرعية تساعد على الصبر والاحتساب في المواقف الصعبة زي دي؟ إيه الحل الشرعي لو اتعرضت لتهديد أو بلطجة مستمرة من أهل الزوجة؟

الإجابة 19/02/2025

أخي الكريم، مرحبًا بك، ونشكرك على ثقتك بنا، ونسأل الله –سبحانه- أن يوفقنا لمساعدتك، وتقديم المشورة التي تنفعك بإذن الله، وبعد...

 

فإني أعلم أن ما مررتَ به من تجربة زواجك كان مؤلمًا ومرهقًا، ليس فقط من النواحي المادية والاجتماعية، ولكن أيضًا من الناحية النفسية والعاطفية. فلا شك أن الظلم والقهر والافتراء من أشد الابتلاءات التي قد يواجهها الإنسان، ولكن اعلم أن الله يرى ويسمع، وأنه لا يضيع عنده شيء، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج: 38].

 

وعفوًا، فقد أجريت تعديلات طفيفة على بعض ما كتبته في سؤالك؛ لأن فيها ما لا يليق نشره، لكن مضمونه سيكون في وعيي وأنا أجيبك.

 

وقبل أن أبدأ في إجابتك، أود أن أوضح أمرًا مهمًّا، وهو أن مثل هذه القضايا ينبغي فيها السماع من الطرفين للوصول إلى حكم عادل وصورة مكتملة للحقيقة، كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُوا۟ بِٱلْعَدْلِ﴾ [النساء: 58]؛ وقال النبي ﷺ ينصح قاضيًا: «فإذا جلَسَ بينَ يديكَ الخصمانِ، فلا تَقضينَّ حتَّى تسمَعَ منَ الآخَرِ، كما سمِعتَ منَ الأوَّلِ» [رواه أبو داود]. وقال: «إنَّما أنا بَشَرٌ وإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، فأقْضِي علَى نَحْوِ ما أسْمَعُ، فمَن قَضَيْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا، فلا يَأْخُذْهُ فإنَّما أقْطَعُ له قِطْعَةً مِنَ النَّارِ» [رواه البخاري]. وروي عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أنه قال: «إذا جاءك أحد الخصمين وقد فُقئت عينه، فلا تحكم له حتى يأتي خصمه فلعله قد فقئت عيناه جميعًا».

 

لكن نظرًا لأننا نستمع الآن إلى طرف واحد فقط، وأنك –من دون الطرف الآخر- مَن استشرتنا، ولأننا أيضًا في مقام المستشار لا القاضي، فإننا نجيبك بناءً على ما ذكرتَ، مع افتراض صحة كلامك عن نفسك وعن الطرف الآخر، وأنت المسؤول أمام الله عن دقة ما تقوله، فهو ﴿يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه: 7].

 

أخي الكريم، إن ما حدث معك –لا شك- هو محنة، لكنها ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بداية جديدة أنضج وأوعى وأكثر قربًا من الله سبحانه وتعالى. ودعني أتناول معك المسألة من عدة جوانب، مقدمًا بعض النصائح التي تساعدك على تجاوز الأزمة، وإعادة بناء حياتك بشكل أفضل، بإذن الله.

 

أولًا- صدق اللجوء إلى الله:

 

إن ما تعرضت له هو بلاء، والمؤمن يبتلَى لرفع درجاته، قال رسول الله ﷺ: «إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم، فمَن رَضي فله الرِّضَى، ومَن سخِط فله السَّخطُ» [رواه الترمذي].

 

فاحتسب الأجر عند الله، ولا تترك هذه التجربة تمر دون أن تجعل لك منها رصيدًا لك عند الله، وادعُ كما دعا النبي أيوب -عليه السلام- ربه: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (الأنبياء: 83)، فاستجاب الله له ورفع عنه البلاء.

 

أكثر من الدعاء واللجوء إلى الله، خصص أوقاتًا للدعاء، ولا سيما في السجود، وأكثر من قول: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، لا يمسسك سوء بإذن الله. وادعُ بهذا الدعاء العظيم: «اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت، اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ لك من شرورهم».

 

ثانيًا- إعادة بناء حياتك:

 

1- لا تجعل الماضي سجنًا لك

 

ما مررتَ به هو جزء من حياتك، لكنه يجب ألا يحدد مستقبلك. هذه التجربة القاسية قد تكون سببًا في نضجك وتميزك. الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [النور: 11]. ربما هذه المحنة كانت اختبارًا لك لتزداد حكمة وفطنة.

 

2- التخلص من المشاعر السلبية تدريجيًّا:

 

الشعور بالظلم والقهر قد يكون مؤلمًا؛ لكن الاستمرار في حمل هذه المشاعر سيؤذيك أكثر مما يؤذي من ظلمَك. سامح لأجل نفسك، وليس لأجلهم، واحتسب عند الله، فهو الذي سيأخذ حقك، قال النبي ﷺ: «ثلاثٌ لا تُرَدُّ دعوتُهُم (...) ودعْوةُ المظلومِ تُحمَلُ علَى الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّماءِ، ويقولُ اللهُ تباركَ وتعالى: وعزَّتي وجلالي لأنصرَنَّكَ ولَو بعدَ حينٍ» [رواه الترمذي].

 

3- ابحث عن دعم نفسي واجتماعي:

 

لا تمر بهذه الأزمة وحدك، فبجانب ما فعلته من استشارتنا عن بُعد، تحدث مع صديق تثق به، أو شيخ حكيم، أو حتى استشر مختصًا نفسيًّا إذا وجدت أن الأمر يؤثر على حياتك بشكل كبير. الحديث يخفف الألم ويهدئ النفس.

 

4- حدد أولوياتك في المرحلة الجديدة:

 

أعد ترتيب حياتك، ضع أهدافًا جديدة، ركّز على تطوير ذاتك، سواء من الناحية المهنية أو الشخصية، واملأ وقتك بأشياء نافعة، سواء بالعبادة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية البناءة.

 

ثالثًا: حلول عملية لمواجهة التهديدات:

 

1- سلوك الطرق القانونية:

 

من المهم جدًّا أن تلجأ إلى مستشار قانوني لمعرفة حقوقك كاملة، والتعامل مع أي تهديدات تتعرض لها قانونيًّا.

 

2- اتخاذ الاحتياطات الأمنية:

 

إذا كنت تتعرض لتهديدات مباشرة، فاتخذ إجراءات وقائية، مثل توثيق التهديدات، وإبلاغ الجهات المختصة بها، وعدم مواجهة الأمر وحدك.

 

3- التحلي بالحكمة وعدم التصعيد غير الضروري:

 

لا تدخل في مواجهات مباشرة مع أهلها، بل تعامل بالأدوات القانونية المتاحة لك، ولا ترد على الاستفزازات؛ لأن ذلك قد يزيد من تعقيد الأمور.

 

رابعًا- كيف تتجنب الوقوع في تجربة مماثلة مستقبلًا؟

 

1- التأني في اختيار شريكة الحياة:

 

لا تتسرع في الزواج مجددًا، وخذ وقتك في التعرف على الشخص المناسب، ولا تعتمد على الانطباعات السطحية فقط، بل تأكد من الأخلاق والدين والطباع. قال النبي ﷺ: «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» [متفق عليه].

 

2- التواصل الجيد قبل الزواج:

 

وذلك لتتأكد من أن هناك توافقًا في الرؤية والقيم بينك وبين شريكة حياتك قبل الزواج، وناقش معها الأمور الجوهرية مثل الحقوق والواجبات، وطريقة حل المشكلات إن حدثت.

 

3- عدم التهاون في المؤشرات الخطرة:

 

إذا ظهرت بوادر سوء الخلق أو عدم الاحترام قبل الزواج في فترة الخطبة، فلا تتجاهلها؛ لأن ما يظهر في البداية غالبًا ما يتفاقم بعد الزواج.

 

4- الوضوح منذ البداية:

 

يجب أن يكون هناك اتفاق واضح بين الزوجين حول أمور مثل خصوصية الحياة الزوجية، والعلاقات مع الأهل، والالتزامات المالية، لأن الغموض يؤدي إلى مشكلات لاحقة.

 

وختامًا -أخي الكريم- تذكر أن الحياة اختبار، وهذه التجربة -رغم قسوتها- هي جزء من رحلتك في الدنيا، والله لا يضيع أجر من احتسب وصبر. ثق بأن الله سينصرك، ولو بعد حين، وسيرزقك خيرًا مما فقدت، قال تعالى: ﴿فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا ويَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19].

 

لا تنظر للخلف إلا لأخذ العبرة، وامضِ قُدُمًا بثقة، واستعن بالله، وتعلم من التجربة، ولا تفقد الأمل، فالأيام القادمة قد تحمل لك سعادة لم تكن تتوقعها.

 

أسأل الله أن يعوضك خيرًا، ويثبتك على الحق، ويرزقك حياة سعيدة مطمئنة. وتابعنا بأخبارك.