23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فتحي عبد الستار
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 270
  • رقم الاستشارة : 750
21/01/2025

السلام عليكم، أنا أستاذة أدب عربي، عمري 30 سنة، يعمل معي أستاذ في نفس عمري، فيه كل مواصفات الإنسان الصالح المتدين، مع العلم أنني دائمًا أتحدث معه، ولكن لا أحد فينا يتجاوز الحدود مع الآخر، وأنا أوده أن يكون زوجًا لي. ولقد أشارت عليَّ صديقتي أن تتحدث هي معه عني، هل يجوز هذا أم لا؟! أريد ردكم في أقرب الآجال وشكرًا.

الإجابة 21/01/2025

أختي الكريمة، مرحبا بك، ونشكرك على ثقتك بنا، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا للإجابة عن سؤالك، وتهدئة خاطرك، وبعد...

فالأصل –كما هو معلوم– أن الرجل هو من يسعى لخطبة المرأة، وهو الذي يتقدم لها أو لوليها لطلب الزواج بها، ولكن قد تجد المرأة في رجل معين صفات طيبة تدعوها للرغبة في الزواج به، وفي هذه الحالة يجيز الشرع الحكيم للمرأة أن تعرض نفسها على هذا الرجل وتعرِّفه برغبتها في الزواج به، ولا حرج عليها في ذلك.

وقد عرضت بعض النساء الزواج على النبي –صلى الله عليه وسلم– وبعضهن كن يأتينه ويطلبن منه أن يزوجهن بمن يراه كفؤا لهن من أصحابه. وقد روى البخاري في صحيحه أن امرأة جاءت إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: «جئت أهب لك نفسي»، فنظر إليها رسول الله –صلى الله عليه وسلم– ثم طأطأ رأسه وسكت، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة، فزوجنيها... إلى آخر الحديث.

وقال ابن حجر العسقلاني –رحمه الله– في شرح الحديث: «وفي الحديث جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك».

ومن الثابت أيضًا أن أم المؤمنين خديجة –رضي الله عنها– لما عرفت خلق النبي –صلى الله عليه وسلم– من خلال عمله في تجارتها، ورأت فيه الزوج الذي تريده، حدثت أختًا لها أو صديقة برغبتها في الزواج به، فذهبت هذه إليه وأخبرته، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم.

فلا حرج عليك أختي الكريمة في تلك المشاعر، ورغبتك في الزواج من زميلك هذا، ما دام كفؤًا لك، وتعرفين تدينه وصلاحه.

ولكن ربما يمنعك الحياء من مصارحة زميلك بهذا، أو التلميح له، وهذا معتبر طبعًا ومقدر، لذا يمكنك أن تلجئي إلى أية وسيلة مشروعة لإبلاغه بهذه الرغبة، عن طريق رسالة أو رسول، كما فعلت خديجة –رضي الله عنها– ومن الممكن أن يكون هذا الرسول زميلتك هذه التي تحدثتِ عنها، إن كنت تثقين في خلقها ودينها وحكمتها.

ولكن أنصحك -أختي الكريمة- قبل أن تُقدمي على أخذ خطوات عملية في هذا الصدد، أن تتأكدي من خلق ودين هذا الزميل، وألا تكتفي بما تعرفينه أنت عنه فقط؛ بل يجب التحقق من أخلاقه مع أهله وبقية زملائه وأصدقائه، وهذا يكون بالسؤال عنه بأية وسيلة مناسبة، ويمكن أن يساعدك أحد أقربائك في ذلك، كأخيك أو أبيك، مع تذكر الحفاظ على الحدود والآداب الشرعية في التعامل معه كأجنبي عنك حتى يتم الزواج إن شاء الله.

أسأل الله -عز وجل- أن يكتب لك الخير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وأن يرزقك سعادة الدنيا والآخرة، إنه سبحانه على ما يشاء قدير. وتابعينا بأخبارك.