الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : قضايا معاصرة
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
124 - رقم الاستشارة : 3439
04/12/2025
فضيلة الشيخ حفظكم الله، ابني مصاب بفيروس تنفسي موسمي مُعدٍ (من سلالات الإنفلونزا المنتشرة حاليًا)، ووزارة الصحة تؤكد أن هذه الفيروسات موسمية لكنها تنتقل بسهولة وتسبّب أعراضًا مثل الحمى والسعال والإعياء. سؤالي: هل تُعدّ حالته عذرًا شرعيًا لترك صلاة الجمعة والجماعة والاكتفاء بصلاة الظهر في البيت؛ خشية نقل العدوى للمصلين؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالأصل في الشريعة الإسلامية الغراء أن مبناها على رفع الضرر فلا ضرر ولا ضرار، وأنها جاءت لتحقيق مصالح العباد ودفع المفاسد والمضار عنهم، فإذا نصحكم الطبيب المسلم الثقة بعدم اختلاط المريض بالأصحاء، ولم تكن هناك وسيلة لتجنب انتشار العدوى كأن يلبس كمامة مثلا، أو يصلي في مؤخرة الصفوف، أو في مصلى جانبي ملحق بالمسجد بحيث يرى الإمام أو المأمومين ويضبط بهم حركة الإمام من ركوع وسجود وغيره، إن لم تستطع تجنب العدوى إلا بمكوثه في البيت وصلاة الظهر بدلاً عن الجمعة وجب عليه أن يفعل ذلك، فإن استطاع وكان بالغًا عاقلاً مكلفًا فعليه الصلاة في المسجد حيث لا تصح صلاة الجمعة في جماعة.
الوقاية والعزل الصحي في الأوبئة العامة
يقول الدكتور يوسف القرضاوي في فتوى مشابهة:
أقر الإسلام سنة الله في العدوى وأمر بالاحتراز والوقاية والعزل الصحي في الأوبئة العامة كالطاعون ونحوه، بل وسع دائرة الوقاية حتى شملت الحيوان الأعجم.
وقال: "لا يوردن ممرض على مصح" (رواه البخاري عن أبي هريرة). والممرض: الذي إبله مراض، والمصح: الذي إبله صحاح. ومعنى: لا يورد عليه: لا يخلط المريضة الجرباء بالصحيحة أثناء ورود الماء.
وفي مسلم: أنه كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، فأرسل إليه النبي ﷺ: "ارجع فقد بايعناك".
وقال في شأن الطاعون –وهو وباء عام-: "إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه".
والله تعالى أعلى وأعلم
روابط ذات صلة:
كيف تعامل المسلمون مع الأوبئة وآثارها في مراحل تاريخهم؟
ترك صلاة الجمعة بسبب الإصابة بالبرد