Consultation Image

الإستشارة 10/04/2025

البنوك الإسلامية هل تتبع الشريعة فعلا؟ أنا لي حساب بأحد هذه البنوك منذ أكثر من 15 عامًا، وقد استفتيت في ذلك الوقت أحد العلماء وطلب مني بعض الاستفسارت من البنك، وقد أتيت له بها فأفتى لي بأنني يمكنني التعامل معه، لكن في الفترة الأخيرة بدأ الجدل مرة ثانية على أنه لا يوجد بنك إسلامي.

وقد سمعت من محاسب يعمل في مجال توفيق أوضاع الشركات بما يتلاءم مع الإسلام أن البنوك الإسلامية بها شبهة ربا، حيث إنها تتعامل مع البنك المركزي، ثم بعدها أخبرني أن لجنة الفتوى في البنك الإسلامي الذي أتعامل معه ردت عليه بأن البنك إسلامي، وأن اللجنة تراجع دائمًا أعمال البنك وتضعها في إطار التعامل الإسلامي وأن الفوائد التي تأتي للبنك عن طريق البنك المركزي ليس لها علاقة ولا تدخل في المعاملات المالية لأصحاب الحسابات في البنك (هذا ما فهمته)، وقال إن كلامي هذا من باب الأمانة.. أرجو الإفادة.

الإجابة 10/04/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فالبنوك الإسلامية ليست الوسيلة المثلى للاستثمار، وعلى الناس أن يفكروا في طرق أخرى إن استطاعوا إليها سبيلاً، وهذه الطرق تعود على الفرد والمجتمع بالنفع أكثر من الاستثمار في البنوك، مثل الاستثمار العقاري أو الزراعي أو الصناعي أو التجاري وغير ذلك.

 

لكن بعض الناس لا يجيدون شيئًا من هذا كله، إما بسبب عدم الخبرة وفساد الذمم في هذا العصر، وإما أن المال الذي معه قليل لا يكفي لعمل مشروع، وهذا ليس أمامه إلا أن يضع المال في البيت فتأكله الصدقة، ويكون عرضة للسرقة والضياع، أو يضعه في بنك ربوي وهذا ربا واضح، أو يضعه في بنك إسلامي.

 

ونحن نختار للمستفتي الذي يعجز عن تنمية ماله بطريقة من الطرق السابقة، أقصد الاستثمار العقاري أو الزراعي أو التجاري أن يبحث عن أفضل البنوك الإسلامية الخالصة التي لديه هيئة رقابة شرعية ثم يضع فيها المال، وليس عليه شيء أو إثم بعدها، حتى لو كانت هناك مخالفات شرعية لا يعرفها تتحملها إدارة البنك والرقابة الشرعية.

 

والمخالفات في البنوك الإسلامية موجودة، بعضها مكرهة عليها من البنوك المركزية أو القانون الذي ينظم معاملات البنوك، وبعضها تفعلها مختارة وهي مسئولة عنها أمام الله تعالى.

 

وإذا كان الرجل العادي غير المتخصص غير قادر على الاطلاع ومعرفة هذه المخالفات فلا حرج عليه، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها.

 

حتى المتخصص أحيانًا لا يسمح له بالاطلاع على ما يقوم به البنك من أعمال، وفي هذه الحال لا يسعنا إلا بالتعامل معهم بالظاهر، والأصل في المعاملات الحل، وما داموا قد أعلنوا أن معاملتهم تخضع للمراقبة الشرعية ولا توجد فيها مخالفات شرعية، فيكفي هذا للتعامل معهم.

 

والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :