حائر بين بر والدي ومواجهة أخطائه.. ماذا أصنع؟

أخي الفاضل، بارك الله فيك وفي حرصك على الدعوة والأدب مع الوالدين، وجزاك الله خيرًا على برك بأبيك، وهذا من علامات الخير فيك.

واعلم بأن الجمع بين بر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من المسائل الدقيقة التي تحتاج إلى فهم وفقه. قال تعالى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [لقمان: 15]. وجاء في الحديث: "رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ" (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

وأنصحك بالآتي:

1) البدء بالأهم: بر الوالدين وطاعتهما في غير المعصية هو الأصل والأهم. لا يجوز أن تؤثر سمعتك الدعوية على برك به، بل اجعل برك به هو أساس سمعتك.

2) النصح بأعلى درجات الأدب: انصح والدك على انفراد، ولا تواجهه أمام أحد. اختر ألطف العبارات، مثل: "أبي الحبيب، أنت أعز الناس عليّ، وأتمنى أن نكون جميعًا قدوة صالحة". اجعل نصحك على شكل دعاء له أو تمنٍ.

3) التدرج في النصح: لا تدفعه إلى ترك الخطأ دفعة واحدة، بل بالحكمة والتدرج. واستخدم أسلوب التلميح أحيانًا بدل التصريح.

4) الدعاء له لا عليه: أكثر من الدعاء لوالدك في ظهر الغيب: "ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرًا". الدعاء له بصلاح الحال قد يكون أنجع من النصح المباشر.

5) الصبر: قد لا يستجيب من أول مرة، فاصبر واحتسب الأجر عند الله. قال تعالى: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ} [لقمان: 17].

وختامًا:

تذكر أن سمعتك الحقيقية هي عند الله، وهي تثبت بصبرك وحلمك وأدبك مع والديك، حتى وإن أخطأوا. كن قدوة له بسلوكك قبل كلامك. وادع الله تعالى، وقل: اللهم أصلح لي والدي، وارزقني برهما، واهديهما إلى صراطك المستقيم، واجعلني قرة عين لهما، ولا تفتني فيهما.

روابط ذات صلة:

والدي القاسي.. كيف أجمع بين برِّه والحفاظ على نفسيتي؟

أبي يدخّن ويترك الصلاة.. كيف أكون له ابنًا بارًا يأخذ بيده إلى الله؟

والدي يَعُقُني.. فهل أبره؟

أبوها ساحر دجال ويهددها.. البر أم التحصين أم الدعوة؟