النية في العبادات.. حقيقتها وأهميتها والتلفظ بها

Consultation Image

الإستشارة 19/08/2025

هل النية ركن أم شرط لصحة العبادة، وما شروط صحتها، وما حكم التلفظ بها، وما أهمية النية؟

الإجابة 19/08/2025

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فيرى السيوطي – رحمه الله – أن العلماء اختلفوا  هل النية ركن في العبادات، أو شرط؟ فاختار الأكثر أنها ركن; لأنها داخل العبادة، وذلك شأن الأركان، والشرط ما يتقدم عليها، ويجب استمراره فيها، واختار القاضي أبو الطيب وابن الصباغ أنها شرط، وإلا لافتقرت إلى نية أخرى تندرج فيه، كما في أجزاء العبادات فوجب أن تكون شرطًا خارجًا عنها.

 

ومن شروط النية، الإسلام، والتمييز، والعلم بالمنوي، وألا يأتي بشيء ينافي النيةـ وأما التلفظ بها فليس شرطًا، ولم يرد عليه دليل، وقد أجاز بعض الفقهاء التلفظ بها إذا كانت ستدفع الوساوس.

 

جاء في الأشباه والنظائر من شروط النية

 

الأول: الإسلام، ومن ثم لم تصح العبادات من الكافر، وقيل يصح غسله دون وضوئه وتيممه، وقيل يصح الوضوء أيضًا، وقيل يصح التيمم أيضًا، ومحل الخلاف في الأصلي، أما المرتد فلا يصح منه غسل ولا غيره.

 

ولكنهم اختلفوا في مسألتين:

 

الأولى: المرأة الكتابية إن كانت زوجة لمسلم هل يجب عليها الغسل من الحيض والنفاس؟ وهل تشترط النية؟ خلاف بين الفقهاء.

 

الثانية: يمين الكافر وهل تنعقد أم لا؟ وبالتالي هل تجب عليه الكفارة أم لا؟  خلاف بين الفقهاء.

 

الشرط الثاني: التمييز، فلا تصح عبادة صبي لا يميز ولا مجنون: وخرج عن ذلك الطفل يوضئه الولي للطواف حيث يحرم عنه، والمجنونة يغسلها الزوج عن الحيض، وينوي على الأصح. ومن فروع هذا الشرط: مسألة عمدهما في الجنايات هل هو عمد أو لا؟ لأنه لا يتصور منهما القصد، وصححوا أن عمدهما عمد، وخص الأئمة الخلاف بمن له نوع تمييز، فغير المميز منهما عمده خطأ قطعًا.

 

الشرط الثالث: العلم بالمنوي، وهو أن يعلم المكلف حكم ما نواه من فرض أو نفل عبادة أو غير عبادة.

 

الشرط الرابع: أن لا يأتي بمناف بين النية والمنوي: كمن ارتد بعد نية العبادة فقد بطلت عبادته.

 

يقول العلامة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه النية والإخلاص:

 

هذه النية عمل قلبي خالص، وليست من أعمال اللسان، ولذا لم يعرف عن النبي ﷺ  ولا عن أصحابه ولا عن تابعيهم بإحسان من سلف الأمة: التلفظ بالنية في العبادات، مثل الصلاة والصيام والغسل والوضوء، ونحوها، وهو ما نرى بعض الناس يجهدون أنفسهم في الإتيان به، مثل قولهم: نويت رفع الحدث الأصغر أو الأكبر، أو نويت صلاة الظهر أو العصر أربع ركعات عليّ لله العظيم، أو نويت الصيام غدا في شهر رمضان... إلخ، وكل هذا لم يأت به قرآن ولا سنة. ولا معنى له، إذ لا يقول الإنسان إذا أراد الذهاب إلى السوق: نويت الذهاب إلى السوق، أو إذا نوى السفر: نويت السفر! ونقل الزركشي عن الغزالي في فتاويه قوله: أمر النية سهل في العبادات، وإنما يتعسر بسبب الجهل بحقيقة النية أو الوسوسة. 

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

الرابط المختصر :