الإستشارة - المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
- القسم : العبادات
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
192 - رقم الاستشارة : 2063
26/05/2025
هل يجوز الحج عن طريق الدين سواء من البنوك أو من غيرها ، وهل يصح الحج في هذه الحالة أو يكون الحج باطلا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فمن رحمة الله علينا وعلى المسلمين أجمعين أن جعل الله فريضة الحج واجبة على القادر، القادر ماديًّا وبدنيًّا، فإن عجز المسلم أو المسلمة ماديًّا أو بدنيًّا فلا تجب عليه.
وليس من الواجب على المسلم أن يستدين حتى يؤدي هذه الفريضة اللهم إن كان دَينًا قليلا ويحدد له أداء ويستأذن صاحب الدين في تأخيره حتى العود.
لكن المسلم لو حج عن طريق القرض الحسن وليس الربوي فحجه صحيح إن قام بكل الأركان والواجبات.
أما الاقتراض من البنوك أو غيرها بفائدة كبيرة أو صغيرة، محددة أو غير محددة، فهذا من ربا النسيئة المحرم في القرآن الكريم والسنة وإجماع الفقهاء وهو من أكبر الكبائر، والله طيب لا يقبل إلا طيبًا، فلا يجوز للمسلم أن يرتكب كبيرة من أجل أداء فريضة هي ليست واجبة عليه.
وقد حذرنا الإسلام من كثرة الدين والإسراف فيه حتى لو كان قرضًا حسنًا، فكيف لو كان قرضًا عن طريق الربا، وقد أخبرنا النبي ﷺ أن الشهيد يغفر له كل شيء إلا الدين.
يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – رحمه الله في الإجابة عن فتوى مشابهة:
الله لم يكلف الإنسان الاستدانة للحج؛ لأن الدين هَم بالليل ومذلة بالنهار، والنبي ﷺ علم بعض أصحابه أن يستعيذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، وكان يستعيذ بالله من المأثم والمغرم (المغرم الاستدانة)، قالوا يا رسول الله: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! قال: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف" (حديث البخاري)، من أجل هذا لا يندب للمسلم أن يدخل نفسه ويسجنها في الدين، لكن لو فعل ذلك لأن أمامه فرصة قد لا تتاح له ثانية وهناك ظروف أمامه وهو مطمئن إلى أن عنده موارد ستجعله قادرًا على الوفاء بدَينه لم يكن عليه حرج، وإن لم يكن واثقًا فلا.
والله تعالى أعلى وأعلم