الإستشارة - المستشار : د رمضان فوزي
- القسم : إيمانية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
19 - رقم الاستشارة : 1017
16/02/2025
الحياة صعبة، وعوامل الإحباط كثيرة، كان عندي أمل أن أتعين في الجامعة، ولكن لم يحدث، والآن أنا في الدراسات العليا تواجهني أشياء كثيرة تحاول أن تحبطني، ماذا أفعل لكي أصل إلى درجة عالية من الإيمان تساعدني على مواجهة الإحباط، والاستمرار؟ كيف أجعل قلبي يذوق حلاوة الإيمان؟ تأتي لي أفكار البعد عن الحياة والناس، وأكرس وقتي كله للعبادة، وأعاني في فترات كثيرة من الإحباط لا أستطيع الخروج منها، كيف أصل إلى درجة عالية من الإيمان وأرضي ربي سبحانه وتعالى؟ وكيف أواجه الإحباط وأنجح في حياتي دينًا ودنيا؟
أهلاً وسهلاً، بك أختي سالي، ونسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هَمّ فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً.
أختي، لا بد أن ندرك أن علم الإنسان قاصر، وأن ما يظنه خيراً قد يكون شراً، وما يظنه شراً قد يكون فيه الخير الكثير، وقد قال الله تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216).
أقدم هذه الحقيقة والسُّنة الكونية في بداية حديثي حتى تثقي فيما عند الله تعالى، وحتى تدركي أن الخير فيما اختاره الله، فليس شرطاً أن يكون الخير في تعيينك بالجامعة كما كنت تطمحين، وليس عليك الآن أن تندمي أو تقفي عند هذا الأمر كثيراً ما دمت قد اجتهدت وأخذت بالأسباب؛ فلعل الخير في عدم التعيين، وهناك الكثير من النماذج في الواقع تدل على هذا.
أما بالنسبة للإحباطات في الدراسات العليا، كما ذكرت، فاعلمي أن الإنسان خُلق في كبد، ولو أن كل إنسان اعترضته بعض المصاعب فانزوى وترك الناس لما وجدنا على هذه الأرض من يسير عليها أو يعمرها، ويكفي أن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أصابته المصاعب والمشاق وهو في أسمى وأرقى مهمة وهي الدعوة لله تعالى؛ فما يئس وما أحبط، ولكنه كان يقول: «عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يوحد الله ويعبده».
وحتى تستشعري لذة الإيمان أنصحك بما يلي:
1- ثقي أن ما أصابك إنما هو بعلم الله وحكمته وقدرته، وما دام يعلم سبحانه ذلك فلا راد لقضائه ولا اعتراض على حكمه.
2- جددي نيتك وأخلصيها لله في كل أعمالك، فحتى إذا لم تتحقق النتائج فإن أجرك محفوظ لك عند الله تعالى.
3- غالباً ما تكون فترات الضيق عاملاً مساعداً لتقرب الإنسان من ربه، ولجوئه إليه تعالى بعد استنفاد الأسباب المادية؛ فاستشعري معية الله تعالى.
4- أكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يفرج همك ويفك كربك.
5- أكثري من الصلاة وقراءة القرآن بتدبر حتى تتذوقي حلاوة القرب والمناجاة لله تعالى.
6- لا تعطي للشيطان فرصة لتيئيسك وإحباطك، بل اعلمي أنك أقوى منه بارتباطك بحبل الله، واعلمي أنه (الشيطان) حريص على أن تظلي في حالة الإحباط حتى يسهل عليه بعد ذلك الانفراد بك وإيقاعك في القبيح من الأعمال والسخط على الله تعالى.
7- إذا غلبتك المشكلات والصعاب فتذكري في المقابل نِعَم الله تعالى عليك التي لا تحصى ولا تعد.
8- الزمي صحبة صالحة تعينك على ما أنت فيه.
أسأل الله تعالى أن يكون يومنا خيراً من أمسنا، وغدنا خيراً من يومنا.