Consultation Image

الإستشارة 17/04/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا شاب في العشرينات، أعيش في زمن صعب مليء بالمغريات، وأحاول قدر الإمكان أن ألتزم بديني وأغض بصري. لكن في الآونة الأخيرة انتشرت بعض التطبيقات والمنصات التي تتيح التفاعل الافتراضي، بما في ذلك محادثات أو صور أو حتى "شخصيات رقمية" (أفاتار) تُستخدم لأغراض عاطفية أو جنسية. سؤالي هو: هل النظر أو التفاعل الجنسي الافتراضي عبر هذه الوسائل – كالدردشة أو الفيديو أو التفاعل مع "شخصيات ميتافيرس" – يحمل نفس الحكم الشرعي كالفعل الواقعي؟ وهل يأثم الإنسان على هذا النوع من التفاعل، رغم أنه لا يتضمن لقاء جسدي أو اتصال مباشر؟ أرجو من فضيلتكم توضيح الأمر بالتفصيل، فأنا أريد أن أكون صادقًا مع ربي، ولا أستخف بشيء قد يكون كبيرة دون أن أدري. جزاكم الله خيرًا

الإجابة 17/04/2025

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فالإنسان مسئول عن كافة جوارحه، فهي أمانات عنده من الله تعالى، يقول الله تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18].

 

ويقول تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا﴾ [الإسراء: 36].

 

وما تمارسه أيها السائل الكريم، وإن كان ليس من الزنا الموجب للحد شرعًا لكنه حرام ما في ذلك شك، والأفضل أن تصرف هذه الشهوة فيما أباحه الله لك، فإن كنت لا تجد إلى ذلك سبيلاً فعليك بالصوم والذكر والدعاء والسعي في طلب الحلال، وسيجعل الله لك فرجًا قريبًا ومخرجًا بحوله وقوته إن شاء الله.

 

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.

 

قال النووي رحمه الله: معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقيًّا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازًا بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب فكل هذا أنواع من الزنا المجازي.

 

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" متفق عليه.

 

والله تعالى أعلى وأعلم

الرابط المختصر :