الإستشارة - المستشار : د. إبراهيم مهنا
- القسم : أسرية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
93 - رقم الاستشارة : 1063
24/02/2025
مطلقه من عشر سنوات وتعبت من الوحده والفراغ ...معايا ولدين عقلي مش مقتنع اتجوز ازاي بولدين كبار ١٤ و ١١ سنه ...احلي ايام حياتي ضاعت ف طلاق ومشاكل ومسئوليات وتربيه ولادي احتسبتها عند الله...لكن انا فعلا محتاجه احب واتحب ويبقي ليا زوج ...مع العلم كنت ف بيت اهلي وانا عندي ٢٨ سنه وحاليا ٤٠ لاني قعد ف بيت اهلي كام سنه ع زمه جوزي ف مشاكل قبل الطلاق ع الابراء. ..ورافضه ابقي زوجه تانيه استحاله مش هرتاح ولا هريح ...جالي ناس لكن فكره ان اتجوز وولادي معايا ازاي عقلي مش متقبلها ازاي ابقي مع جوزي وابني ١٤ سنه هو طولي حاليا...اعيش واسكت واربي ولادي دون الخوض ف تجربه تحمل النجاح والفشل ...ولا اتجوز وافشل تاني بسبب ولادي او يكون زوج متعب .... مع العلم ابو الولاد مش بيشوف ولاده ورافض تماما يربي ويشيل معايا ولا بيصرف جنيه وانا بشتغل شغل حكومي وشايله مسئوليتهم الماديه والتربويه والمعنويه
السائلة الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك على موقع استشارات المجتمع..
في البداية ينبغي أن تعلمي أولا أن المشاعر التي تجتاحك هي طبيعية جدًّا لمن يمر بأي تجربة فاشلة، واعلمي أن جميع العقلاء يتفهمون مشاعرك وما تمرين به، إن تجربة الطلاق ليست بالأمر السهل، وخاصة عندما تكونين مسؤولة عن تربية طفلين قد تخلى عنهما أبوهما، مما يضيف عليك عبئًا إضافيًا.
كما أن الرغبة في الزواج مجددًا أمر طبيعي جدًّا، وهو أمر شرعه الله عز وجل الحكيم العليم، ذلك أن الحاجة النفسية للشعور بالاستقرار العاطفي والطمأنينة هو أمر معتبر شرعًا، وهو من مقاصد الزواج المشروعة، وهذا حق لك، ولكن من المهم أن تأخذي وقتك للتفكير في بعض الأمور لتتحقي من أن القرار الذي ستتخذينه سيخدم حياتك وحياة أطفالك على المدى الطويل، ولذلك حبب الله لنا الاستشارة والاستخارة.
وبناء عليه فإننا ننصحك بما يأتي:
قبل أن تتخذي قرار الزواج مرة أخرى، تأكدي من أنك مستعدة نفسيًّا لهذه التجربة الجديدة. فكري في الجوانب التي قد تؤثر على حياتك وحياة أبنائك، وتذكري أن الزواج هو شراكة حياتية، يتطلب التعاون والاحترام المتبادل، خاصة في ظل مسؤولياتك كأم، واسألي نفسك هل أنتِ مستعدة لاستقبال شخص آخر في حياتك وحياة أطفالك؟
فإن كانت الإجابة بالإيجاب فاحرصي على حسن اختيار شريك حياتك الجديد بعناية فائقة، من المهم أن تكون لديك فكرة واضحة عن الشريك المثالي الذي سيتناسب مع حياتك كزوجة وكأم، وتأكدي من أن الشخص الذي تفكرين فيه يقدر تربية الأبناء ولديه القدرة على تقديم الدعم النفسي والعاطفي لك ولأبنائك.
ابحثي عن شخص يمكنه أن يكون شريكًا في المسؤولية وأن يكون ناضجًا عاطفيًا ليتمكن من التعامل مع التحديات التي قد تواجهينها، فسر النجاح الأهم هو حسن الاختيار، وهذا ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم القائل: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وعليك وعلى أهلك الاجتهاد كثيرا في مناسبة أي متقدم للزواج وفق هذه الرؤية.
وإن تقدم الشخص المناسب لك فينبغي أن تتفقي معه مسبقًا بشأن الأولويات، فكوني صريحة وواضحة حول توقعاتك وأولوياتك في العلاقة، مثل دور كل منكما في تربية الأطفال، والاهتمام بكل الجوانب العاطفية والعملية، مع تعهد كل طرف بأداء واجباته المشروعة قبل المطالبة بحقوقه المشروعة، كما يجب أن تتفقا على قواعد أساسية لكيفية إدارة الحياة الزوجية والأسرة.
واعلمي أنه من الطبيعي أن تشعري ببعض الخوف من تكرار تجربة قد تفشل. لكن تذكري أن لكل تجربة فرصًا جديدة إذا تم اتخاذ القرار بروية وحكمة. يمكنكِ إعادة بناء الثقة بنفسك وبالآخرين عبر التدرج في الأمور وإعطاء الوقت الكافي لكل مرحلة، فلا تعجلي في اتخاذ القرار حتى تشعري بأنكِ في المكان الصحيح.
وفي حال شعورك بأن هناك قلقًا عاطفيًّا كبيرًا أو توترًا نفسيًّا بسبب التجربة السابقة، فقد تكون الاستشارة النفسية خيارًا جيدًا لمساعدتك في التغلب على هذه المخاوف. يمكن للمستشار أن يساعدكِ في إعادة ترتيب أولوياتك وتوجيهك في كيفية التعامل مع المشاعر المتضاربة بشأن الزواج، واحذري أن تستمعي لكلام غير المختصين في هذا السياق، ولا تلجئي إلى هذه الخطوة إلا من باب الحاجة الحقيقية لها وليس من باب الفضول، فكثرة الاستماع إلى الآراء قد يشتت ذهنك ويؤثر على قرارك.
وفي الختام كوني حريصة على ألا يكون قرارك في الزواج على حساب حاجات أبنائك النفسية والعاطفية، وتأكدي من أن الاستقرار العاطفي لهم هو أولوية أيضًا، وحاولي أن تدرسي كيف سيؤثر الزواج على حياتهم وعلاقتهم بك، كي تتغلبي على التحديات إن وجدت، وقد تحتاجين إلى التحدث معهم عن مشاعرهم حول هذه الفكرة، والحرص على إشراكهم في أي تغييرات قد تحدث في حياتكم، فالمطلوب أن يكون الزواج مرة أخرى مبنيًا على اختيار ناضج وتفاهم عميق مع الشريك، ويتماشى مع احتياجاتك النفسية والجسدية وكذلك احتياجات أطفالك، تذكري أن القرار يجب أن يكون مدروسًا بعناية، ولا تنسي صلاة الاستخارة قبل اتخاذ القرار ففيها تفويض لله تعالى بكل أمرك (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).