يضغط علي للتعرف على زوجته الأولى.. فهل أقبل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : قضايا التعدد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 71
  • رقم الاستشارة : 2989
19/10/2025

السلام عليكم ورحمة الله .. أنا زوجة ثانية وزوجي يعدل بيني وبين زوجته الأولى ولكن في الفترة الأخيرة يضغط علي للتعرف عليها بناء على طلبها وأنا لا اريد ذلك وهو يتهمني أنني سيئة وحقودة لأنني لا أرغب في التقارب معها .. ماذا أفعل؟

الإجابة 19/10/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.

 

من حقك الكامل يا عزيزتي ألا تتعرفي على زوجة زوجك الأولى، من حقك الكامل أن تحافظي على مسافة أمان كافية بينك وبينها، لا الشرع يجبرك على التعرف عليها ولا العرف يستسيغ ذلك، وبالتالي لا داعي أن تشعري بالذنب لأنك لا ترغبين في رؤيتها والتعرف عليها، ولا يعني هذا على الإطلاق أنك سيئة أو حقودة كما يقول زوجك ذلك، ولا أظنه يقصد ذلك حقيقة وإنما كان يستحثك بطريقة ما على أن تلتقي بها فهو يتصور أن لقاءك بها سيجعل الحياة تسودها السلام.

 

حق عاطفي

 

أختي الكريمة، من حق الإنسان رجلاً كان أو امرأة أن يضع حدودًا نفسية له، لذلك فمن حقك أن تحمي مشاعرك وتحيطيها بسياج من الحماية، فإذا كنت لا ترتاحين لهذا اللقاء ولهذه المقابلة فكل ما عليك أن ترفضي ولكن بطريقة مهذبة ولطيفة.. دون تجريج في زوجته الأخرى.. دون سوء ظن بها أو اتهام للنوايا، العكس تمامًا هو الصحيح فعليك أن تعلني احترامك لها وتقولي له بكل هدوء: مع كامل احترامي لك ولزوجتك الأخرى إلا أن هذه الفكرة لا تناسبني ولاتناسب شخصيتي، ولا تزيدي على ذلك.

 

وتيقني أن الاهتمام بنفسك وعنايتك ورعايتك لها هو أولوية قصوى لك.. الاهتمام بمشاعرك وعواطفك يأتي قبل أي ضغوط طالما أنت لا تظلمين أحدًا ولا تجورين على حق الآخرين.

 

علاقة حساسة

 

إذا ألح زوجك عليك فلا بد أن تشرحي له وجهة نظرك بلطف ووضوح، فبعد التأكيد على احترامه وعلى احترام وجهة نظره إلا أن عليه أيضًا أن يراعي حساسية هذه العلاقة وحساسية وضعك فيها، لذلك فأنت بحاجة لوجود مسافة آمنة تحفظ الهدوء النفسي وتمنع المقارنات أو المشاعر المؤلمة.

 

فإذا أصر رغم اطلاعه على كل ما يجول في قلبك وعقلك على موقفه فاطلبي منه الاحتكام للشرع؛ فالشرع أوجب عليه العدل ولم يوجب عليه أن يجعل من زوجاته صديقات، والشرع لم يوجب على الزوجة في زواج تعددي أن تذهب للتعارف على الزوجة الأخرى.

 

اختلاف شخصيات

 

قد يقول لك زوجك: إن كثيرًا من الزوجات في زواج تعددي يقمن بهذا الأمر وقد يتحول التعارف لصداقة وتعاون، وهذا صحيح ويحدث بالفعل، لكن الشخصيات الإنسانية تختلف والسياق المجتمعي يختلف.. فبعض البيئات أكثر تقبلاً لهذا النوع من الصداقة بحكم تكرار العلاقات المشابهة، كذلك فإن مشاعر الغيرة بين النساء متباينة ومختلفة في الدرجة، فبعض النساء تكون الغيرة لديهن معتدلة وواقعة تحت سيطرة العقل، وبعضهن تمتلك مشاعر غيرة عالية ولا تتحمل المزيد من الضغط عليها، ولا يعني هذا أنها امرأة غير طبيعية بل هو مجرد اختلاف شخصيات.

 

امتدحي زوجك.. امتدحي عدله.. امتدحي نواياه الطيبة، ولكن لا تضغطي على نفسك وتقبلي بأمر لا يأمر به شرع أو عرف أو حتى عقل.. أقصى ما يمكن القول فيه إنها تجربة إنسانية تخوضها بعض الأسر وتنجح فيها ولا تستطيع خوضها أسر أخرى، ليس لأنها أقل دينًا أو لأنها تعاني من أمراض القلوب وينتشر فيها الحقد والحسد، ولكن ببساطة لأنها مختلفة، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.

 

حتى من الناحية العقلية ما هي القيمة المضافة التي ستعود بالنفع على العائلة؟ ألا يخشى زوجك من المشكلات الظاهرة أو الخفية التي قد تثيرها مشاعر الغيرة والمقارنات، يكفيه تمامًا أن يكون ثمة احترام متبادل بين الزوجات حتى لو لم يحدث تقارب أو زيارات.

 

خلاصة القول:

 

* لا تجبري نفسك على ممارسة لا تشعرين فيها بالارتياح طالما هي ليست واجبًا شرعيًّا.

 

* حافظي على الاحترام ولا تذكريها في غيبتها أمام زوجك أو أمام أي شخص بما تكره، وهذه هي أخلاق الإسلام في التعامل مع الآخر أيًّا كان موقعه.

 

* اشرحي لزوجك بوضوح ملابسات موقفك ولا تكثري من الشرح والتبرير ثم تجاهلي الاتهامات، وبمرور الوقت سيدرك أنك لا تحتاجين ولا تريدين إلا الهدوء والسلام النفسي.. أسعد الله قلبك ومنحك الطمأنينة والسلام، وتابعيني بأخبارك دائمًا.

 

روابط ذات صلة:

الزوجة الثانية ظالمة أم مظلومة.. تجربة مؤلمة

كيف أقنع زوجتي بالزواج الثاني؟

الرابط المختصر :