زواجه الثاني أفقدنا السكينة

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : قضايا التعدد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 126
  • رقم الاستشارة : 2649
09/09/2025

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف اتعامل مع تغير الزوج بعد زواجه الثاني اعلم ان الحياة لا تخلو من المشاكل والقلوب تتغير مع مرور الايام خصوصا إذا كان هناك طرف ثالث معاناتى بدأت منذ أن علمت ان زوجى تزوج امراءه كنت اكل واشرب معها لايهم الان زواجه ما يهمني هو طريقه تعامله كلما ذهب إليها أشعر بتغير كبير منه تقصير وإهمال وعدم السؤال وقلة الوصال في نهايه الأمر وبعد مرور ٩ سنوات عشره يقول لا أثق بك الان نعيش اوقات جافه ومملة لم نعد نتحدث كسابق عهدنا حياة بدأت بحب وسكينه والآن أصبحت شبه حياة فارغه من الحب والعطف اريد الحل لمثل هذه المشكله

الإجابة 09/09/2025

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. بعد مرور تسع سنوات من الزواج تحدث تغيرات كثيرة في شكل العلاقة، ومشكلة الفتور بعد هذه الفترة هي من المشكلات الشائعة جدًّا، حتى لو لم يتزوج زوجك من الوارد جدًّا أنك كنت ستعانين من هذه المشكلة، فالاعتياد في الحياة الزوجية يعني انخفاض الدوبامين للحد الأدنى ومن ثم تفتقد العلاقة للشغف والحرارة ويغلب عليها الفتور والجفاء ما لم يسعَ الزوجان للإصلاح والتجديد..

 

مشاعر الفتور

 

والحقيقة أن الزواج الثاني لزوجك حفز مشاعر الفتور هذه، فالعلاقة الجديدة أشعلت إفراز الدوبامين مرة أخرى لديه، ولكن بعيدًا عنك، في الوقت نفسه يبدو أنك تشعرين بالمرارة والإحباط (رغم أنك في الظاهر متقبلة لفكرة زواجه)؛ ما ساهم في تباعده عنك والذي تبلور في شكل جفاء وفتور وكلمات حادة، وهذا لا يعني أن حبه لك انتهى وأنه استبدل بك هذه الزوجة الأخرى أو أيًّا ما يدور في ذهنك، ولكن يعني أن هناك مشكلة نمطية حدثت بحاجة لعلاج وإصلاح.

 

كيف تتعاملين مع المشكلة؟

 

أختي الكريمة، دعينا نفكر في مشكلة الفتور بعيد عن مشكلة زواجه الثاني الذي قد يكون عزز هذا الفتور ولكنه ليس السبب فيه.. أريدك أن تتعاملي مع هذه المشكلة كما كنت ستتعاملين معها لو لم يكن في حياته أخرى ماذا كنت ستفعلين؟

 

* أهم نقطة الثبات الانفعالي وأنت تواجهين المشكلة، فالحسرة والإحباط والعيش في ظلال الماضي الجميل لا يفيد.. أنت تريدين إنقاذ زواجك، إذن أنت بحاجة لهدوء أعصابك والسيطرة على انفعالاتك حتى تستطيعي رؤية الواقع بشكل جيد، وحتى تلحظي أي تغير إيجابي أو حتى سلبي ولو بشكل عابر.

 

* أنت بحاجة ماسة للاهتمام بذاتك.. بحاجة للعناية بصحتك النفسية والجسدية.. بحاجة للاهتمام بعبادتك وصلاتك وأذكارك.. بحاجة أن تبحثي لحياتك عن معان خارج دائرة زوجك.. ليس لأن الزواج مسألة هامشية مطلقًا، ولكن لأن هذه المعاني الأخرى جزء أصيل من الحياة وتعزز ثقتك بنفسك وتمنح زواجك قبلة الحياة.

 

ابحثي عن أنشطة تحبينها واندمجي فيها.. تحبين النشاط التطوعي انضمي لجمعية في مجال اهتمامك.. تحبين التعلم احصلي على دبلومة أو دورة تدريبية.. ترغبين في ممارسة الرياضة انضمي لصالة رياضية نسائية..

 

استئذني زوجك فهذا حقه كزوج (ولا أظنه يرفض)، وهي فرصة لبدء حوار جديد معه.. وعندما يأتي إليك شاركيه بعضًا من أحداث يومك دون ثرثرة.. وهنا تكون الفائدة مضاعفة أنت تجدين وتكتشفين معاني وآفاق جديدة للحياة.. مادة جديدة للحديث.. استفزاز شعور داخلي عميق لديه بأنك تبتعدين عن الدوران في مساره، وهذا يحفزه لمحاولة استردادك على نحو ما ويحفز إنتاج الدوبامين لديه.

 

* تواصلي مع قريباتك وصديقاتك واصنعي لنفسك حياة اجتماعية دافئة.. صحيح أنها لا تغني عن الحياة الاجتماعية الزوجية الدافئة لكها تشبع جزءًا من المشاعر الاجتماعية التي تفتقدينها.

 

* لم تحكي شيئًا عن وجود أولاد من عدمه، لكن إن كان لديك أولاد فالعبي معهم واحتضنيهم واندمجي في حياتهم وشاركيهم كل لحظاتك، وستجدين أثر ذلك في إشباع عواطفك.

 

* النصيحة التقليدية جدًّا القائلة بتغيير نمط لبسك.. ألوانك.. نمطك المفضل هي نصيحة صحيحة تمامًا بشرط الاستمرارية وعدم انتظار نتيجة فورية وحتى لو استمعت لبعض الكلمات المبطنة بالسخرية.. استمري في التغيير واصنعي لنفسك هوية شكلية جديدة.. غيري لون شعرك.. قصته.. إذا كان منسابًا فجربي أن تجعليه مموجًا وإن كان مموجًا فجربي طرقًا آمنة للفرد.. اذهبي للصالون النسائي.. أتقني فنون وضع مستحضرات التجميل.. اشتري عطرًا أنثويًّا جذابًا، وإن كنت تملكين المال فاستثمري في العطور.

 

* لا تحاولي جذبه بشكل مباشر عن طريق ارتداء ملابس النوم مثلاً وإنما ارتدي ملابس عصرية عادية كتلك التي ترتديها الفتيات غير المحجبات أو النساء في البلاد الغربية، فهي تحمل معنى أكثر غموضًا قد يجعله يفكر فيك بطريقة مختلفة فيها بعض من الشغف وتحفز أيضا إنتاج الدوبامين لديه وهو يراك بصورة جديدة.

 

* غيري مواضع أثاث بيتك.. اشتري الورد.. استخدمي المعطرات الراقية.. اجعلي بيتك جميلاً مريحًا.

 

* استقبليه بابتسامة وألقي عليه التحية وأشعريه أنه مرحب به دون كثير من الكلام وإياك واللوم والعتاب والنقد.. يجلس صامتًا منشغلاً بهاتفه لا تعترضي ولا تقولي له انتبه لي قليلا.. انشغلي أنت أيضًا بشكل صادق في أمر من الأمور التي تحدثنا عنها سابقًا وكل منها بحاجة للوقت، ولكن كوني في دائرة نظره.. اجعليه يتساءل ما الذي غيرها هكذا؟

 

* لا ترفضيه إذا دعاك للفراش ولا تلوميه في ذلك الوقت أبدًا وكوني طبيعية للغاية مع بعض العناية المدروسة منك ومن خبرتك معه على مدار هذه السنوات، ولا بأس ببعض الأفكار الجريئة وغير المتوقعة، وأسمعيه ضحكتك الجميلة التي لا يشوبها الألم النفسي أو الإحباط.. يمكنك التدرب على ذلك إن أردت حتى لا تتركي الأمر عشوائيًّا.. بدءًا من ملابسك وعطورك والعناية بأدق التفاصيل انتهاء لطريقة كلامك وضحكك.. تدربي على الفصل بين الأفكار، ففي هذا الوقت لا تسمحي لفكرة أنه متزوج بأخرى أن ترد على خاطرك وإن وردت فتجاهليها فورًا وركزي في فكرة أخرى.

 

* إن شعرت بتجاوبه معك فلا تخبريه بذلك وتعاملي معه على أن هذا هو العادي والطبيعي ولا تطالبي بمزيد من الاهتمام.. اجعليه هو من يسعى خلفك ويطلب رضاك واهتمامك.

 

* وأخيرًا كوني على يقين أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن أمر زواجه كان مقدرًا، فلا تحزني واقبلي بقدرك وارضي به وتعايشي معه، وفي الوقت ذاته لا تظلي تفكرين وتنشغلين به كما أوضحت لك في السطور السابقة، وكلما شعرت بحزن وضيق نفسي فزعت إلى الصلاة ودعوت الله أن يذهب غيظ قلبك وينزل عليك بردًا وسكينة.. أسأل الله تعالى أن يسعد قلبك ويؤلف بينك وبين زوجك، وتابعينا بأخبارك دائمًا.

الرابط المختصر :