خيرته بين طلاقي أو طلاقها لكنه يماطل .. فما الحل؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : قضايا التعدد
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 237
  • رقم الاستشارة : 2123
22/07/2025

زوجي اتجوز عليا من شهرين، مراته بعتت الفيديوهات بتاعة جوازهم لإنه كان مخبي عليا، علماً بأن حياتنا فيها مشاكل عادية زي اي بيت، بس كان سايب البيت قبلها بأسبوع بسبب تلكيكة فارغة جدا على مشكلة تافهة.

ولما عرفت ثرت وانهرت وواجهته واعترف وقال ان دا شرع ربنا وعمل حاجة من حقه فطلبت الطلاق وخيرته يا يطلقني ودي يا هروح المحكمة.

بعد مفاوضات كتيير اوي عرف إني مصممه على الطلاق قالي انا هطلق الجديدة لكن أنتي لأ وسامحي وأغفري علشان دي نزوة بعد محايلة منه قبلت.

ورجع قالي بس طلاق التانية صعب يكون دلوقتي لإني كاتب على نفسي شيك بمبلغ كبيير مش معايا حالياً وقايمة ولو طلقتها ممكن تسجني طبعاً ما عجبنيش الكلام، خصوصاً ان اللي اتجوزها دي مطلقة ومعاها طفلين عايشين معاها وكان على علاقة بيها وهي على ذمة جوزها بس كلام ع النت ولما اكتشفت من فترة قالي إنه سابها وكان غلطان وكدا.

المهم لما اعترضت إني استنى يحل مشكلة الشيك والقايمة دي قالي طيب مؤقتاً هسيب البيت عندها ويروح يقعد عند والدته لغاية ما يدبر المبلغ بتاع الشيك، بس في المقابل طالب إني اسمح له من وقت للتاني ييجي البيت لولاده لإني كنت منعته يدخل البيت لما عرفت اللي عمله كان بس بيشوفهم بره البيت يخرج معاهم، فهل مفروض أقبل بالخطوة دي منه ولا أفضل مجمدة التعامل معاه لغاية ما ياخد قراره في الطلاق أنا أو هي؟

وياريت اللي يرد يكون واقعي شوية من غير مثالية لإني شوفت شهرين عذاب، مع العلم إني حامل وكان بيبعت ربع مصروف البيت كنوع من الضغط عليا، فهل أجاريه بإني أفتح باب للتعامل معاه وأسمح له يجي البيت وأتعامل معاه، ولا هو بيحاول يستهلك وقت عشان اتقبل الأمر الواقع بالتعود علي وجودها ويبقى كدا خلاص عيشي بقى.

الإجابة 22/07/2025

أختي الكريمة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك الاستشارات الالكترونية.. أعلم أنك في حالة نفسية ليست جيدة بالمرة وأنك تواجهين الشعور بالصدمة ولا تمتلكين رؤية واضحة عما يحدث في اللحظة الراهنة والمستقبلية.. أشعر بتشتتك واضطرابك وتوترك الحاد ولعلك تشعرين أيضًا بالخوف وفقدان الأمان ممتزجين بالحزن والألم، وكل هذه مشاعر طبيعية تمر بها معظم النساء عندما يكتشفن زواج الزوج مرة أخرى، ولعل ما فاقم الأمر بالنسبة لك الطريقة التي عرفت بها.

 

وأنت بحاجة -يا عزيزتي- للهدوء حتى تستطيعي اتخاذ قرار سليم لا تندمين عليه بعد ذلك؛ فالقرارات المصيرية لا يمكن أخذها تحت وطأة الانفعالات الحادة او الصدمات الموجعة.. أعرف أن طلبي أن تهدئي ليس بالسهل، ولكنه ممكن إن أردت ذلك.

 

وسائل التهدئة

 

* الصلاة وخاصة السجود، حيث تتيح لك الصلاة الفرصة لمناجاة الله عز وجل والبكاء بين يديه، وبمجرد الانتهاء من الصلاة ستشعرين بمساحة كبيرة من الراحة والهدوء، وكان النبي ﷺ يقول: «يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها».. الصلاة لن تمنحك الراحة النفسية فقط ولكنها تعينك على الصبر والصمود وقوة التحمل وتمنع عنك الهشاشة النفسية ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾.

 

* الذكر الكثير (ألف فأكثر ما بين التسبيح والتحميد والتهليل والحوقلة والاستغفار والصلاة على النبي ﷺ ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾، والاطمئنان لون من السكينة بعد الاضطراب وأنس بعد مشاعر الوحشة.

 

* الاغتسال والوضوء، وفي الحديث «إذا غضب أحدكم فليتوضأ»، وأنت -غاليتي- في حالة غضب شديد فتكرار الوضوء والاغتسال يساعدك في الهدوء اللحظي ويساعدك على النوم الهادئ.

 

* المشي خاصة بعد الشروق أو قبل الغروب، فالمشي يساعد في إفراز هرمونات تقلل الإحساس بالألم، بينما الضوء يساعد في إفراز هرمونات أخرى مسئولة عن الشعور بالسعادة.

 

* التواصل مع صديقة عاقلة مريحة أو كتابة ما تشعرين به حتى وإن كان مؤلمًا، حيث يساعد ذلك على التفريغ الانفعالي.

 

حول الطلاق

 

دعينا نتفق أن طلبك لطلاق الأخرى هو أمر محرم بشكل صريح (لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها).. أعلم أنك لم تطلبي طلاقها وهو من اقترح طلاق الأخرى، ولكنك تضغطين عليه لتنفيذ ذلك وهو أمر محرم كما ذكرت لك.. أراد طلاقها هو بإرادته المنفردة هو حر، ولكن أنت لا تتدخلي في هذا الأمر.

 

أما بالنسبة لطلاقك أنت فمن حقك بالتأكيد طلب الطلاق إن كنت تضررت ضررًا شديدًا تستحيل معه العشرة، ولكني اريد أن أوضح لك عدة أمور عن طريق مجموعة من الاسئلة أرجو أن تقرئيها أكثر من مرة وتعملي فكرك فيهم، ومن ذلك:

 

* هل وقع عليك ضرر حقيقي بالفعل أم أن صورتك هي من تضررت، ففي مجتمعاتنا الحديثة تصور المرأة التي تقبل بالتعدد كامرأة بلا كرامة منعدمة المشاعر، وكثيرًا ما تهاجَم من قبل مجتمع السيدات أو يتم التعامل معها بأنها امرأة ناقصة مسكينة وينظر إليها بشفقة، فهل أنت واقعة تحت ضغط هذه التصورات؟

 

* هل علاقتك السابقة بزوجك بوجه عام كانت طيبة ومريحة، فأنت ذكرت أن المشكلات بينكما كانت من النوع البسيط، فهل أنت على استعداد لخسارة زواجك؟

 

* هذا السؤال مرتبط بالسؤال السابق، هل أنت على استعداد أن تتركي زوجك بالكامل لهذه المرأة الأخرى؟ خاصة أن هذا هو هدفها من إرسال الفيديوهات لك، فهل أنت ترغبين في مساعدتها على تحقيق هدفها؟

 

* هذا السؤال في غاية الأهمية، هل لديك تصور دقيق لحياتك بعد الطلاق؟ أقصد تصورًا شاملاً لتفاصيل حياتك الدقيقة، بدءًا من تحمل مسئولية الأولاد بمن فيهم الجنين الذي تحملينه في أحشائك، مرورًا بالمصروفات والأمور المادية، انتهاء بحقوقك الفطرية كأنثى أم أنك تخططين لزواج آخر وفي هذه الحالة ما هو تصورك لمستقبل أولادك؟ فكري جيدًا وتخيلي شكل الحياة جيدًا بعد الطلاق وهل أنت قادرة عليه أم لا؟ كوني واقعية في الطرح والتصور حتى لا تقفزي في الفراغ.

 

وأخيرًا، -أختي الغالية- أنصحك ألا تأخذي قرارا أبدًا وأنت في حالة انفعال؛ فالقرارات المتخذة تحت وطأة الانفعالات تكون خاطئة غالبًا ما نندم عليها ولا نستطيع بعد ذلك إصلاحها.. أسعد الله قلبك وأراح بالك وحافظ على أسرتك، وتابعينا دائما بأخبارك.

الرابط المختصر :