لماذا نلعن اليهود ونصفهم بأنهم أبناء القردة والخنازير؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. رجب أبو مليح محمد
  • القسم : علوم القرآن والحديث
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 218
  • رقم الاستشارة : 2737
21/09/2025

هل وصف اليهود بأنهم ملعونين أو أنهم أبناء القردة والخنازير يعد ظلما لهم أو استعداء لهم على المسلمين، ألا يعد ذلك ظلما للأجيال المعاصرة التي لم تفعل مثلما فعل أجدادهم.

الإجابة 21/09/2025

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فنحن لم نلعن أحدًا، ولم نصفهم بوصف من عند أنفسنا، ولكن هذا وصف القرآن الكريم والسنة المطهرة لهم، القرآن الكريم والسنة المطهرة لم يلعنا أحدًا، ولم يصفاه هذا الوصف الشديد بغير سبب، أو افتراءً وظلمًا، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، بل قال سبحانه وتعالى: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ [آل عمران: 113].

 

وقال سبحانه: ﴿وَمِنْ أَهْلِ الكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 75]. وقال تعالى: ﴿وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: 159].

 

وفضّل بني إسرائيل على العالمين عندما كانوا طائعين لله تعالى، ولعنهم بما عصوا وكانوا يعتدون، يقول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى العَالَمِينَ﴾ [الجاثية: 16].

 

لعنهم وأحفادهم

 

أما لعنهم بما كسبت أيديهم يقول الله تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة:78- 79].

 

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ [الأعراف: 166].

 

أما أحفادهم فملعونون لأنهم لم يتبرؤوا من أفعال أجدادهم، وملعونون بما يفعلون الآن من الاعتداء على الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، وهدم المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والمشافي وكل ما يمت للحياة بسبب، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكُ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46].

 

عداؤنا لهم

 

أما عداؤنا لهم فليس لدينهم أو ملتهم، بل لاعتدائهم وإجرامهم؛ فقد عاشوا منعمين مكرمين في ظل الحضارة الإسلامية، في الوقت الذي كانوا منبوذين مضطهدين من كل أهل الأرض احتضنتهم الحضارة الإسلامية ووصلوا فيها إلى أعلى المناصب.

 

والخلاصة أن هذا الوصف ينال الظالمين المعتدين الذين ارتدوا على أدبارهم خاسرين، أما الذين آمنوا بموسى عليه السلام، ومن بعده بعيسى عليه السلام، وماتوا على ذلك فلن يلحقهم اللعن، ولن ينالهم هذا الوصف، بل فضلهم الله على من عاصرهم وعاش معهم تفضيلا.

 

والله تعالى أعلى وأعلم.

 

روابط ذات صلة:

الشخصية الأخلاقية لليهود في القرآن الكريم

مؤاخذة اليهود المعاصرين بقتل أسلافهم للأنبياء

الرابط المختصر :