رفضني بعد الرؤية الشرعية.. فهل أسأله على الأسباب؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : استشارات أخرى
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 102
  • رقم الاستشارة : 2481
25/08/2025

كيف أتعامل مع رفض الخاطب لي بعد موافقتي عليه. أنا بنت عمري ٣٦ تقدم لي شخص عمره ٥٠ سنة، عند الرؤية الشرعيه تكلم كثيرًا وأنا أنصت خجلت من الحديث والسؤال، كنت أجاوب الأسئله التي سألها وتحدثت عن نفسي قليلا.

لكن بعد الرؤية تبادر إلي مجموعة من التساؤلات وكان لازم أسأل عنها مثل سؤاله لي هل لدي مشكلة في عدم وجود تلفاز بالبيت فأجبته إن أنا لا أجلس على التلفاز إلا نادرا.

ثاني يوم تكلمنا وشرح لي لماذا وكم نقطة ما كنت فاهمها وأخبرني أنه مهتم انو اصير زوجته وحثني على القبول وأنا قبلت، لكن هو رجع تراجع بعد المكالمة وحكى ما فيه نصيب، والرد كان بعد ثلاثة أيام انو صلى استخاره أكثر من مرة.

الآن أنا متضايقة أن مكالمتي كانت هي السبب في فشل الموضوع.

 مع العلم هو مناسب وشخص متدين وضعه جيد، هل أبعث له على الفيس وأكلمه ليش تم الرفض أحس حالي عايشه بدوامة من التفكير والتعب والاكتئاب وحاساها آخر فرصه للإنجاب وتكوين أسرة، مع أنه كان هو متلهف إن أنا أقبل.

الإجابة 25/08/2025

أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك أختي الكريمة في موقعك البوابة الإلكترونية للاستشارات.. لماذا تقولين إنها آخر فرصة في الإنجاب؟ لماذا تشعرين بذلك؟

 

الشيطان هو من يوسوس لك بذلك ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ الفقر والندرة وضيق الرزق وكل الشرور هي وعد الشيطان حتى يشعر الإنسان بالتشاؤم ويقنط من رحمة الله (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾، واليأس كبيرة من الكبائر لأنها تتعارض مع الإيمان برحمة الله المطلقة والشاملة التي تتجلى في السعة والوفرة ووفقًا لعلم الله وحكمته.

 

منطق الإحباط

 

الإنسان المحبط المتشائم يتعامل مع الحياة كلها من منطلقات التشاؤم والإحباط فلا يهتم ولا يبالي ولا يسعى، وبالتالي يتحقق الإحباط الشعورى ويتجسد بشكل واقعي، فلا ترددي أبدًا بينك وبين نفسك أن هذا الرجل كان آخر فرصة لك للإنجاب؛ لأن الإنجاب رزق كالزواج تمامًا والله سبحانه وتعالى هو الرزاق.. ألم يكن من الممكن أن تتزوجي هذا الرجل ثم لا ترزقين بطفل منه؟ ألم يكن من الوارد أن تتزوجي هذا الرجل ثم تندمين بعد ذلك عندما تبدأ تفاصيل شخصيته في التكشف؟ أنت لا تدرين شيئًا عن المستقبل وكيف ستكون صورته لو سارت الأمور كما تمنيت واشتهيت.

 

فلسفة الإيمان

 

أختي الكريمة، نحن نقرأ كل جمعة سورة الكهف، هل تأملت الرابط الذي يجمع بين جميع القصص الواقعية التي حكتها هذه السورة العظيمة أن الأمر كله لله وأن هناك حكمة جليلة وراء كل حدث.. اطمأن صاحب الجنتين لما يمتلك بيده من نعم ملموسة ومحسوسة فزالت، وحزن أصحاب السفينة على ما أصاب سفينتهم وكانت ستصادر لولا هذا الثقب الذي أزعجهم، وحزن والدا الغلام على ابنهما وهما لا يعلمان كيف كان هذا الابن ليكون من السوء، فحزن الفقد أبسط كثيرًا من حزن الحسرة بل ورزقا بغلام خير منه، وهكذا تسير السورة.

 

أنت حزينة لأجل أنه استخار ورفض، لكنك لا تعلمين ماذا لو كان استخار وقبل كيف ستكون صورة حياتك!

 

عن الرزق

 

تشعرين أنك كبرت وفرصك في الأمومة تتضاءل، فماذا عن زكريا وماذا عن إبراهيم وكم بلغ عمر زوجتيهما وقت أن بُشّرا بالذرية؟

 

يا أختي، رزق الله يأتي في لحظة فلا تحزني ولا تقولي لو أنني لم أتصل هاتفيًّا ما كان رفض فإن لو تفتح عمل الشيطان، ثم ما الخطأ الذي وقعت فيه كونك تستفسرين عن بعض أمور لم تكن واضحة وأنت من خجلك لم تستطيعي الحديث عنها في اللقاء الأول.. فهل مطلوب منك أن تكوني خرساء لا تتكلمي ولا تسألي؟!

 

ما قمت به طبيعي جدًّا ولا علاقة له برفضك إلا إذا كان شخصًا بالغ الحدة لا يطيق أن تتم مناقشته في أي أمر.. الأمر ببساطة أنه استخار ولم يشعر بالارتياح لأي سبب يخصه وليس للأمر علاقة بمحادثتك الهاتفية معه بدليل أنه كان يحثك على القبول (من الناحية العقلية أنت فرصة بالنسبة له مع هذا الفارق العمري وأنه لم يسبق لك الزواج وفتاة متدينة) لكنه شعر بعدم توفيق.. بعدم راحة بعد الاستخارة، وبقي ثلاثة أيام يفكر إلى أن توصل لقرار واضح وصريح، وهو لم يعلق الأمر على شيء آخر، فمثلا لم يقل كنت أتمنى الزواج منك لولا كذا وكذا، وإنما قال إنه لا يشعر بالارتياح بعد الصلاة.

 

فكيف تعيدين الاتصال به والحال هكذا؟! ماذا ستقولين وأنت الفتاة الخجولة التي كانت غير قادرة على الكلام؟ وما الذي سيكون رد فعله وتقييمه لك وأنت تتواصلين معه بعد أن أبلغك بقراره الصريح؟ أقصي ما يمكن أن تفعلي أن تسألي الوسيط وبصورة تبدو عفوية دون تعبيرات انفعالية فتقولين له: مندهشة فقط لأنه كان يبدو متلهفًا على موافقتي فهل حدث شيء؟ هل هناك أي سوء فهم؟ ولا أنصحك بذلك بعد أن أعلن أنه صلى استخارة أكثر من مرة.

 

استمتعي بحياتك

 

غاليتي، أكثري من الصدقة والدعاء والذكر خاصة الاستغفار والصلاة على النبي فبها تُفرج الهموم وتُقضى الحاجات، وخذي بالأسباب فاهتمي بمظهرك ولباسك وفقًا للشروط الشرعية، وشاركي في الحياة الاجتماعية واستمتعي بوقتك وتابعي شغفك في هواياتك أو تعلمي مهارات تفيدك حتى لا تشعري بثقل الوقت، وأحسني الظن بالله تعالى، وفي لحظة قدرها العليم الحكيم ستجدين رزقك في الزواج والأمومة بمشيئة الرحمن فاستبشري.. أسعد الله قلبك ورزقك من حيث لا تحتسبين.

الرابط المختصر :