دمر حياتي الزوجية.. كيف أنتقم منه؟

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
  • القسم : استشارات أخرى
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 172
  • رقم الاستشارة : 2301
07/08/2025

مديري خدعني ودمر حياتي الزوجية أنا متزوجة وزوجي مغترب وانا بشتغل ببلدي معروف انه جدا مسالم جدا كانت حياتي جدا رايقه وما فيها مشاكل تذكر وكنت مبسوطه بحياتي وراضيه الحمد لله حتى بالشغل اموري تمام وممشيه الشغل وشايله الحمل.

كان مديري اصغر مني بسنتين صار يتقرب مني شو ما بدي يعمل شو ما يصير معي يحاول يحله كان خلال الدوام ما يقعد بالمكتب بس اخر فتره بطل يطلع ابدا لحد ما اجا يوم وحكالي انه معجب فيني وبيحبني ضل يحاول معي كتير كتير وعمل اشياء كتير كان واقف معي بالشغل ويحللي مشاكلي برا الشغل ومشاكل اهلي.

طبعا هو ابن عيله ذات مستوى وهو دارس طب وناس واصله والها وزنها انا عكس عيلته تماما.

المهم ضل يتقرب ويحاول ويحاول بالاخر نجح بمحاولاته صارت كل حياته 24 ساعه معي وكل شي يصير بحياتي يستفسر عنه ويعرفه اي مشكله او اي شي بدي ياه هو يتولى امره ما يقول لا على شيء اذا شافني زعلانه يعمل المستحيل كذا مره كنت اترك واقله انا علاقتي فيك غلط يصير يبكي ويترجاني قالي انفصلي وانا بوخدك ويحلف بربنا ويقسم انه صادق وبيعمل المستحيل مشاني وبيتحدى الكل.

كنت اضل احكيله انا ما بناسبك طبعا خربت علاقتي بزوجي وكل فتره مشاكل ومن كثر المشاكل كان قرار الطلاق فكرة بتنطرح بكل مشكلة.

المهم بعد سنتين ونص ترك مديري الشغل ضلينا نتواصل كذا شهر بعد ثلاث سنين ونص انه ع اساس اخر شي اتفقنا انه انفصل ونرتبط غبنا فتره ع اساس ازبط اموري وهو بيستناني ولا بين يوم وليله بيحكيلي انه اهلي شافولي وحدة وبدي اخطب طبعا تدمرت عيطت وبهدلته وسبيت عليه وما خليت.

المهم بعد خطبته رجع يتواصل معي وبس انتي بدي ياكي وما عندي مشاعر لخطيبتي ومن هالحكي طبعا حكينا مرتين والمره التالته حسيت انه كذاب او في شي غلط انه ضحك علي حكيتله انقلع من حياتي قالي اوك عمل بلوك وبعد اسبوعين شاله ومن يومها ما حكينا.

وهو تزوج وعادي حياته انا صحيت من الغلط وبحاول ازبط حياتي ورحت عمره ودعيت ربنا وتبت هلأ انا بكل وقت وكل ما أتذكره بدعي عليه رحت ع الكعبه ودعيت بدي اسال انا اعتبر هو ظلمني وظلم عيلتي انه هيك خربها وبالاخر طلع بيتسلى هل الي حق عنده ادعي عليه هل راح يلاقي جزاء لكذبه وخداعه ولكل يمين حلفه وقال انه صادق

الإجابة 07/08/2025

أختي التائبة، أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك في موقعك البوابة الالكترونية للاستشارات.. اسمحي لي فأنا سأتحدث معك بشكل صريح ومباشر ودون أن أزين كلماتي، ولن أحاول التخفيف من وقع ما حدث، فلو أنني رأيت بين سطور رسالتك ندمًا عنيفًا وحزنًا أسيفًا على ما قمت به في حق ربك وحق نفسك وحق زوجك لحاولت أن أخفف عنك بعض ما تجدين.

 

لكنني وجدت في رسالتك كمًّا هائلاً من التبرير؛ فهذا الرجل هو من التف عليك، وهو من قام بحل مشكلتك داخل العمل الذي كان بالمناسبة يسير بشكل طيب جدًّا، لكن فجأة أصبح هناك مشكلات وهو من يقوم بحلها، ولست أدري من أين عرف هذا الرجل بمشكلاتك خارج العمل حتى وصل الأمر لحل مشكلات أهلك!!

 

مديرك في العمل وابن عائلة مرموقة ذات حيثية وخريج كلية من كليات القمة الراقية عكس مستواك ومستوى عائلتك العلمي والاجتماعي، هل هذا هو السبب؟ أو هل هذا هو مبررك الواهي للانجذاب إليه؟

 

اهتمامه الشديد بك ومتابعة كافة تفاصيلك داخل العمل وخارجه هل هذا هو المبرر؟ أم اعترافه لك بالحب ورغبته أن تهدمي حياتك وأسرتك وتلحقي به وبحياته هو المبرر؟!

 

إن كان هذا الرجل الكاذب عديم المروءة الذي يتلاعب بك ويخدعك مجرمًا وسيلقى جزاءه يومًا ما، إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.. بل وفي الاثنين معا ما لم يتب توبة نصوحًا، فأين أنت من هذه الجريمة؟ وأين موقعك منها؟ وما دورك الذي لعبته فيه؟ هل هو من خرب حياتك أم أنت التي سمحت له بالدخول فيها والعبث بأمانك واستقرارك وحفظك لزوجك؟

 

الندم والتوبة

 

هل حقًّا كل ما يشغلك أن تدعي عليه باعتباره سبب الخراب؟ هل وقفت أمام الكعبة كي تدعي عليه وكأنك الطرف المظلوم المخدوع الذي غرر به؟ لا يا عزيزتي هو سيلقى جزاء ما فعل دون أن تدعي عليه.. انشغلي أنت بما قمت به، ألا تعلمين أن أول بوابات التوبة هو الندم، ولا يمكن لإنسان أن يندم وهو يبرر لنفسه الخطأ، وكان اعتراف آدم وحواء بما اقترفاه من إثم هو بوابتهم للتوبة ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.

 

والاعتراف بالذنب جزء أساسي من الدعاء الذي علمنا إياه النبي ﷺ وقال عنه إنه سيد الاستغفار، عن النبي ﷺ قال: "سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة".

 

لذلك أريدك -أختي الكريمة- أن تركزي في حياتك أنت وفي أخطائك أنت حتى تكثري من الاستغفار، عسى الله أن يتوب عليك ويستر ذنبك، فاسأليه المغفرة واسأليه الستر واسأليه العفو والعافية، هذه واحدة.

 

الأمر الثاني الذي يعود عليك من التركيز في حياتك وأخطائك أن تتعلمي من التجربة حتى لا تتكرر مرة أخري.. أن تتعلمي كيف تحافظين على حدودك حتى لا يخترقها أحد مهما بلغ من ثراء أو مركز.. وتتعلمي كيف تمتنين لحياتك البسيطة الآمنة ولزوجك المحب الذي يثق بك كثيرًا والذي اغترب من أجلك ومن أجل أن يحقق لك مستوى من الرفاهية.

 

العلاج بالصدمة

 

هذه الحياة الجميلة التي وصفتها بـ (الرايقة) كدت تخسرينها وأنت تطلبين الطلاق وتلحين عليه وتفتعلين المشكلات حتى تهدمي أسرتك؛ لأنك توهمت أن هناك عرضًا أفضل في انتظارك.. هل حقًّا صدّقت أنه كان سيتزوجك بعد ما رأى موقفك من زوجك؟ كيف كان سيثق به وهو يرى كيف فتحت حدودك عندما وجدت بعض الطلب والإلحاح؟

 

لا أريد أن أستطرد أكثر من هذا، ولولا أني استشعرت أن تركيزك موجه لذنوب هذا الرجل دون ما قمت به ما لجأت لهذا الكلام؛ ففي بعض الأحيان نكون بحاجة للكلام الصريح بما يمثل من صدمة حتى ننتبه ونفيق لأنفسنا وهو ما يطلق عليه العلاج بالصدمة.

 

أختي الكريمة، من شروط التوبة بعد الاعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على ألا يعود التائب إليه أبدًا مهما كانت المغريات أن يقوم بمحاولة إصلاح ما أفسده، وهو ما يطلق عليه العمل الصالح ﴿وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا﴾، والعمل الصالح في حالتك هذه أن تحسني إلى زوجك وتحسني من علاقتك به وتحاولي تعويضه عن فترات المشكلات وطلبك للطلاق، ولن يتأتى ذلك إلا بتذكير نفسك بمميزات زوجك وصفاته الحسنة الطيبة وتكرار ذلك حتى تبرمجي عقلك على شكر النعمة المتمثلة في زوجك.

 

بينما جحود النعمة والاستهزاء بها والتقليل منها واعتبارها شيئًا عاديًّا لا يستحق الشكر أقصر طريق لفقدها وعيش الألم والعذاب بعد غيابها ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾، والكفر المذكور في هذه الآية هو جحود النعمة وعدم شكرها، فاحذري واجعلي شكرك كلمات على لسانك ومشاعر تحتل قلبك ووعيك وسلوكيات تمارسينها ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾.. أصلح الله أحوالك وألف بين قلبك وقلب زوجك وأسعد حياتكما، وتابعيني بأخبارك.

الرابط المختصر :