الإستشارة - المستشار : أ. فاطمة عبد الرءوف
- القسم : استشارات أخرى
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
126 - رقم الاستشارة : 2199
27/07/2025
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، زميلي في العمل معجب بي بالرغم أنه متزوج ولديه ابنة، ماذا أفعل؟ وهو دائمًا يرقب تصرفاتي، وأنا لست من بلدته ولا نفس تخصصه، لكن يضعني في رأسه إذا لم ألقي السلام دائما يغضب، ويلف في طرقات العمل دائمًا يظهر أمامي في كل مكان.
في البداية كنت أتعامل معه بعفوية، لكن الآن بدأت أتعامل بخوف؛ نظرا لأننا في عمل لا أستطيع أن أقطع تعاملي معه تمامًا، بسبب ظروف العمل أضطر أن أتعامل معه لتخليص بعض الأوراق، وإذا مر ووجدني أتحدث مع زملائي في العمل ينظر إليّ نظرة اتهام، وإذا كنا نتحدث أنا وزميلاتي في الغرفة كلنا نساء أخرج أجده يتجسس علينا في الغرفة، بدأت أشعر بالخوف الشديد منه ومن نظراته كيف أتصرف معه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحبا بك ابنتي الغالية في موقعك بوابة الاستشارات الالكترونية..
هذا الرجل يعبث بمشاعرك يا ابنتي.. هذا الاهتمام الذي يشبه الحصار الهدف منه إرباكك.. تلك النظرات التي يرمقك بها والتي تشبه الغيرة الحادة أو ربما الاتهام كما تقولين كأن بينك وبينه شيئًا ما بالفعل.. إنه يورطك عاطفيًّا أو يوهمك أن ثمة شيئًا يجمعكما ومع تكرار هذه السلوكيات يتحول الوهم لحقيقة وواقع بالفعل كما يظن ويخطط.
سلوكيات رديئة
هذا الرجل يمارس كثيرًا من السلوكيات الرديئة التي لا تليق لا شرعًا ولا عرفًا كأن يتجسس على غرفة السيدات في العمل دون إحراج أو خجل.. يطاردك في كل مكان.. يلاحقك بالنظرات، ولعلك تتساءلين في نفسك هل هو يحبني؟ هل هو يخطط للزواج مني؟ كيف يخطط لزواج مني وهو متزوج ولديه طفلة بالفعل؟
وأجيبك -يا ابنتي الحائرة- أن ما يقوم به من سلوكيات رديئة لا يمكن أن يطلق عليها حب؛ فالحب مرتبط بمشاعر الأمان بينما هو يهديك الخوف.. ومن يخطط للزواج لا يُقدِم على مثل هذه السلوكيات الرديئة والمتهورة.. كنت سأحترمه إن تقدم للزواج بالفعل رغم ظروفه الاجتماعية، وكنت سأتناقش معك في المميزات والعيوب المحتملة لهذا الزواج لكنه لم يفعل.. هو يعبث أو يتسلى أو يتلاعب ليس أكثر.
ما العمل؟
* ابنتي الحبيبة، لا بد أن تكوني قوية في مواجهة هذا التلاعب بعواطفك ومشاعرك، وهذه هي الركيزة الأهم أن تكوني قوية وصلبة من الداخل، فلا ينجح هذا العبث في زعزعة مشاعرك فيجعلك تنشغلين به وبالتفكير في تحليل ما يقوم به من سلوكيات.
* إياك والخوف منه فهذا الخوف يشعره بأنك ضعيفة فيتمادى في سلوكياته غير المقبولة معك، فإياك إياك أن تظهري الخوف له.
* تعاملي معه برسمية شديدة في أضيق الحدود الممكنة، ولا تسترسلي في الكلام معه، وارسمي حدود التعامل المهنية معه بطريقة ذكية وصارمة.
* امنعي التواصل البصري معه، وإذا اضطرت للنظر فانظري إليه نظرة يملؤها التجاهل واللامبالاة، واجعليه يشعر بعدم اهتمامك وأن هناك حواجز نفسية تحول بينك وبينه.
* لا تحاولي نصحه أو مواجهته وحدك فهذا يزيد من تماديه.
* حاولي أن تسيري برفقة صديقة أو زميلة فكأنك محاطة بدرع نسائي.
* سجلي ملاحظات عن أي مضايقات بالوقت والتاريخ، ومن الأفضل أن يكون معك صديقة تثقين فيها تكون شاهدة على ما يحدث، فإذا استمر في التجاوز فقدمي شكوى رسمية لمديرك في العمل، والأفضل أن تتوجهي لمديرة سيدة حتى تكون أكثر تفهمًا وتسهل عليك تقديم الشكوى.
* إذا لم ينجح كل ما سبق ففكري جديًّا في الانتقال لمكان آخر أو الحصول على إجازة أو حتى ترك المكان كله إذا كان هذا العمل يهدد أمانك.
ابنتي الغالية، استعيني بالله عز وجل واحرصي على تحصين نفسك بأذكار الصباح والمساء فهي تمنع عنك الخوف وتجعلك في معية الله.. والله معك وهو حسبك فتوكلي عليه، وتابعيني بأخبارك.