Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د. مسعود صبري
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 118
  • رقم الاستشارة : 1317
13/03/2025

أثناء قيامي بالحج هذاالعام أتاني وسواس بأنه ما أدراك أن ما فعلته له معنى وما دليلك على وجود الله... إلخ.

تكرر هذا الوسواس عند تبرعي بمبلغ كبير من المال. فى المرتين تماسكت وأستعذت بالله من الشيطان الرجيم، إلا أنني أخشى من تكرار هذا الأمر فى المستقبل.

الإجابة 13/03/2025

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

قد يكون من الجيد يا أخي السائل ألا تدخل في الشأن إلا من له دخل به، فإذا ما وسوس لك الشيطان بمثل هذه الأمور، قل له: ما لك أنت وما شأنك بهذا؟ هذا أمر بيني وبين ربي.

 

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا وسوس الشيطان لأحدنا أن يقول: "الله ربي لا إله إلا هو".

 

ولا بأس بعد ذلك من قراءة حكم الحج ومعناه، وما تعني هذه الشعائر، فإن خير علاج للوساوس بعد الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، أن يعلم الإنسان ما يجعله، وأن يغلق على الشيطان أبوابه.

 

قد تكون هناك بعض الأمور المهمة التي لا وساوس فيها، من أن الله تعالى سيحاسبنا هو وحده، فلماذا أجعل الشيطان أو غيره يتدخلون فيما بيني وبين الله؟

 

بل هناك من الأمور ما لا يمكن أن ينكرها عاقل، فإنكار الذات الإلهي ضرب من الخبل، فكل الناس يؤمنون بفكرة الإله، ضل بعضهم وشذ وعبدوا غير الله، غير أنهم ما استطاعوا إلا أن يعبدوا شيئا، ونحن كمسلمين نعبد الله الواحد القهار.

حتى الشيوعيون الذين لا يؤمنون بإله، فإن في أفكارهم وتصرفاتهم ما يجعلهم يقدسون ويعظمون، وهذا يعني أن جزءا من العبادة عندهم، ومادامت البشرية كلها تعبد، فمن نعبد؟

 

ولقد خاطب الرسول صلى الله عليه وسلم الجاهلي الذي كان يعبد آلهة، وسأله: لمن تلجأ في الضراء؟ فقال: للذي في السماء.. بل إن المشركين كانوا يؤمنون بوجود الله، ولكنهم يشركون معه غيرهم، ويسجل القرآن ذلك في كثير من الآيات، منها "ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله"، وقوله تعالى: "ولئن سألتهم من خلقهم ليقولُنَّ الله" وقوله عن المشركين: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"، فإذا كان هذا حال المشركين، فكيف يرضى المسلم لنفسه أن يكون أقل منهم رتبة؟؟

 

إن وساوس الشيطان كالذباب يمكن لك أن تزيحه عنك بأقل حركة، ولكن إن تكاسلت من قلبك، فإن الذباب قد يكون جبلا، وكلا الأمر لك أنت.. ثم لماذا الخوف، وهذا شأن الشيطان دائما مع الناس، إنه يريد أن يبعدهم عن طريق الله، ويجب علينا أن نجاهده، بل إن الله تعالى قال: "إن كيد الشيطان كان ضعيفًا" فلا نقوي ما ضعف الله تعالى.

 

فأكثر من الاستعاذة بالله تعالى، فإنه صارف عنك هذا الشر.

الرابط المختصر :