الإستشارة - المستشار : د. مسعود صبري
- القسم : إيمانية
- التقييم :
- عدد المشاهدات :
16 - رقم الاستشارة : 1320
13/03/2025
أعاني من قلة الوازع الديني ولا أدري ماذا أفعل لأعود كما كنت، ففي فترة سابقة التزمت دينيًّا وكان ذلك أثناء الدراسة الجامعية، ولكن بدأت أتخبط في الحياة وأذكر أن الشيطان دخل لي من باب الشك فأصبحت أشك في كل شيء حتى في وجود الله، حتى عندما كنت أقرأ القرآن يأتي على بالي أفكار جنونية فمثلا أقول إن سيدنا إبراهيم أراد دليلا ليؤمن فكيف بنا نحن؟
ثم اقول إن الله يهدي من يشاء فهو الذي خلقنا وهو الذي أودع فينا الخير والشر، وهو الذي ركب الجينات لدينا لنكون كما أراد؟
ثم استلمتني فكرة العدل كيف أن فلان غني ومتزوج وووو وغيره ما سرق إلا لأن الظروف دفعته لذلك، وأعرف أن لا شيء يحدث إلا بمشيئة الله؛ فالسارق والزاني االله أراد لهم ذلك، لا تقول إنه أعطانا العقل لنميز بين الخير والشر لأن الله عز وجل هو الذي وزع القدرات العقلية.
أعرف أنك سوف تعتبرني ضائعة لكن ما بعثت إليكم إلا لكي أجد الطريق الذي أنا على يقين أنه هو الصواب ولكن أشعر ببعد فظيع عنه، أحاول الإنابة ولكن سرعان ما أفشل بعد أقل من 48 ساعة.. أرشدوني ما الحل؟
الأخت الفاضلة، حفظك الله تعالى من كل شر..
البيئة لها تأثير على الإنسان، فطبيعة الحياة الجامعية، ومرحلة عنفوان الشباب وحماسته مع الصحبة الطيبة تجعل الإنسان دائما في خير، ومع دوامة الحياة يختلف الإنسان، وإن لم يختلف كليا، فنوازع الخير الأصيل في نفسك مازالت باقية، وإن شابها شيء من الكدر.
أما عن وجود الله، فمن العبث الحديث عنه، فكل ما حولنا يدل على وجوده، فإن كنا ننكر الشمس والسماء والأرض، بل ننكر أنفسها، فهذا نوع من العبث، فما بالنا بمن خلق كل هذا، وصاحب كل شيء "ألا له الخلق والأمر".
أما عن القدر والجبر والاختيار، فإن كثيرا من الناس يخلط في هذه القضية، فالله تعالى لا يجبر الإنسان على فعل شيء، ولم يجعل الله تعالى هذا ذكيا وهذا غبيا، فالدراسات الحديثة تشير إلى أن هناك أنواعا من الذكاء، هناك الذكاء الاجتماعي، والذكاء المنطقي، والذكاء المسمى بالموسيقي والذكاء الرياضي وغير ذلك من أنواع الذكاء، هذا يعني أن الناس مختلفة في التفكير من شخص لآخر، غير أن هناك حدا عند الناس يجعلهم يفكرون ويأخذون القرارات بأنفسهم، ما رأينا الله تعال أجبر أحدا على الإيمان به، ولا على الكفر به؟ ما رأينا الله شل من عصاه، وهو قادر أن يفعل!! الناس مختارة، ولها حرية الاختيار في الأفعال، والله تعالى لا يجبر أحدا على فعل شيء أبدا.
كيف يجعلون الله تعالى مختارين، ونحن نريد أن نكون مجبرين، وخاصة في الشر، حتى نرجع هذا لله!!
قال تعالى: "ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" يعني أن الله تعالى سيساعد الناس على الخير، وإن لم يجبرهم علي، وأنه لا يساعد الناس في الشر ولا يجبرهم عليه.
وكل هذه وساوس من الشيطان، ومن النفس، فاستغفري الله تعالى، وجددي العهد مع الله، عسى الله أن يرزقنا وإياك سواء السبيل.