23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د رمضان فوزي
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 351
  • رقم الاستشارة : 782
23/01/2025

• أين موقع الدعاء وسط الآجال المكتوبة والقدر المحتوم وطرائقه وسبله؟ وهل يغير الدعاء القدر، أم أنه سبب للراحة النفسية فقط، أم أنه سبب قد نحصل على نتيجته من غيره ولكن مع الدعاء نصل للنتائج مع الأجر والثواب لأننا دعونا؟ وما الأمور التي يجب ألا ندعو للخلاص منها، أو لا ندعو للحصول عليها، مع علمي بعدم جواز الاعتداء بالدعاء أو الدعاء لأغراض قد تضر من يطلب الحصول عليها؟

الإجابة 23/01/2025

أهلاً وسهلاً بك أخي على بوابة الاستشارات، وأشكرك على سؤالك المميز والمهم.

اعلم أخي أن الله تعالى خلق الإنسان وقدر له رزقه وأجله وكل أمره، فقد قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) (القمر: 49)، والقدر هو ما قدّره الله وقضاه من المقادير؛ أي الأشياء التي تكون؛ فلا يقع شيء في الكون إلا وقد علمه الله في علمه الأزلي، وقضى أن يكون.

والقدر الذي هو القضاء المبرم لا يغيره شيء، ولكن هناك ما يسمى بالقضاء المعلق الذي علق وقوعه على شيء معين؛ مثل زيادة الآجال بسبب صلة الأرحام، وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه: «لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها»، وفي لفظ: «بالذنب يصيبه».

قال صاحب شرح سنن ابن ماجه معلقاً على هذا الحديث: «قال الغزالي: فإن قيل: ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فإن الدعاء سبب رد البلاء، ووجود الرحمة، كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء».

وقد قال أيضاً صلى الله عليه وسلم: «لا يغني حذر من قدر، ولا يرد البلاء إلا الدعاء، وإن الدعاء والبلاء ليلتقيان فيعتلجان إلى يوم القيامة»، وقد قال الله تعالى: (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) (الرعد: 39).

إذن، أخي، فالدعاء له تأثيره على القضاء المعلق، أما الدعاء الذي لا يجاب في الدنيا فهو إما أن يُدَّخر لصاحبه، وإما أن يرفع الله عنه من السوء مثله.

أما سؤالك عن الأشياء التي يجب ألا ندعو للخلاص منها أو ندعو للحصول عليها؛ فلا يوجد موانع في ذلك ما دام الأمر خارجاً عن الاعتداء في الدعاء، وما لم يكن بإثم أو قطيعة رحم، وكان الصحابة يدعون الله تعالى في كل أمرهم صغيراً كان أم كبيراً.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الإيمان والرضا بقضائه وقدره.