23 فبراير 2025

|

24 شعبان 1446

Consultation Image

الإستشارة
  • المستشار : د رمضان فوزي
  • القسم : إيمانية
  • التقييم :
  • عدد المشاهدات : eye 32
  • رقم الاستشارة : 1016
16/02/2025

ما علامات نقص الإيمان بسبب ما يقترفه الإنسان من الآثام؟

الإجابة 16/02/2025

أهلاً بك أخي منصور، ونسأل الله تعالى أن يجعلك دائماً من المنصورين والناصرين لدين الله عز وجل.

أشكر فيك، أخي، حرصك عن معرفة رصيدك الإيماني؛ خاصة في عصر الأرصدة المادية في البنوك؛ حتى غلبت الدنيا على الناس، وتمكنت من قلوبهم وأعرضوا عن ذكر الله، فصارت معيشتهم ضنكاً والعياذ بالله.

يا أخي، إن الإيمان يزيد وينقص؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية؛ فزيادة الإيمان وردت في كتاب الله في قوله تعالى (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً) (الأنفال: 2)؛ وقوله تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {124} وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة).

فالإيمان يزيد وينقص عند الناس بالفطرة السليمة؛ فالذي يصلي الفريضة ويسمع الآيات التي تقشعر لها الأبدان فيخشع في صلاته يشعر أن إيمانه قد ازداد، وقد يخرج إلى الحياة فيرى المتبرجات؛ ويرى أهل الدنيا، وما حرم الله، فيقسو قلبه، فيحاول أن يعيد بعض الخشوع، فيقرأ نفس الآيات التي كان قد تأثر بها فيما سبق؛ فلا يجد شيئاً من ذلك إذ كان إيمانه زائداً ثُمَّ نقص.

والإيمان كما عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره»، ويكون لذلك انعكاس على الجوارح وعملها، فهو إيمان بالقلب وتصديق بالجوارح.

ومن علامات زيادة الإيمان أخي:

1- وجل القلب وتحركه لذكر الله تعالى، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال: 2).

2- تحقق صفات المؤمنين التي ذكرها الله تعالى في الآيات: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) (المؤمنون).

3- حب الصالحين والأنس بهم والتقرب منهم الذين يذكرونك بالله إذا نسيت ويعينونك على الطاعة إذا قصرت.

4- سرعة التوبة والرجوع إلى الله تعالى علامة من علامات زيادة الإيمان؛ ذلك أن كل بني آدم خطاء، ولكن خير الخطائين التوابون.

5- الرفق باليتامى والإحسان إليهم والتأثر لحالهم.

6- إخلاص الوجهة والنية لله تعالى.

7- رقة القلب وتأثره بآيات الله المقروءة والمسطورة.

8- التعلق بالله تعالى واللجوء إليه والارتكان إلى جنابه خاصة في هذا العصر الذي ركن الناس فيه إلى المادة والدنيا.

9- استشعار محبة الله تعالى والأنس به.

10- الرضا والإيمان بالقضاء والقدر، والاعتقاد بأن الله تعالى لا يقدّر إلا الخير.

هذه، أخي، بعض العلامات التي نسأل الله تعالى أن يجعلها متحققة فينا، وأن يرزقنا إيماناً صادقاً.